Connect with us

أخبار العالم

الحرب العالميّة الثالثة اندلعت.. وهذا المتوقّع

Avatar

Published

on

يبدو عالِمُ الاجتماع الفرنسيُّ Emmanuel Toddإيمانويل تود جازِمًا في أنّ الحربَ العالميّةَ الثالثة قد بدأت فعليًّا في أوكرانيا، لكنَّه وعلى معهود سَيْرِه المُعاكسِ للتحليلات الغربيّة، يكاد يؤكّد أنَّ وضع روسيا أفضلُ من أوضاع الغرب الأطلسيّ، حتّى ولو أنَّه كالكثير من شعوب ومفكّري وساسةِ العالم، يعترفُ بأنّ صمودَ الشعب الأوكراني وشجاعتَه الفائقة في القتال فاجآه. لعلّ ذلك عائدٌ الى أنّ الأوكرانيّين هم كالروس، جزءٌ من تاريخ وحضارةِ تلك الشعوب السلافيّة التي كانت دائرةً في فلكِ الاتّحاد السوفياتيّ والمعروفة بصلابتِها وصمودِها في الجَبَهات.

إيمانويل تود الذي باع من كتابه الحامل عنوان ” الحرب العالميّة الثالثة بدأت” 100 ألف نُسخة فورَ نشره (أولاً في اليابان حيث له شهرة كبيرة خلافًا للجدلِ الذي يُثيرُه في بلاده فرنسا)، يقول ما مختصرُه التالي:

– الحرب العالميّة الثالثةُ قد بدأت فعلاً في أوكرانيا حيث اجتازت الحدود الأوكرانيّة وتحوّلت الى مجابهة اقتصاديّة كونيّة بين الغرب من جهة وروسيا المدعومةِ من الصين من جهة ثانية، لكن مع مفاجأتين: الأولى أنَّ أوكرانيا لم تُسحق عسكريًّا، حتّى لو أنها فقدت 16% من أراضيها، وذلك خلافًا لاعتقاد الرئيس فلاديمير بوتين الذي كان ينظُر اليها على أنّها مجتمعٌ متحلّلٌ، وسينهار عند أولِ صدمةٍ ويرحّب بالأم الروسيّة المقدّسة،  والثانية أنَّ روسيا لم تنهَرْ اقتصاديًّا، حيث أنّ الروبل (عملتَها الوطنيّة)، ارتفع بنسبة 8% عن الدولار و 18% عن اليورو منذ اندلاع الحرب.

– نحن، أيّ الدول الغربيّة نورّد السلاح لأوكرانيا، ونقتلُ الروسَ. وحتّى ولو أنّنا لا نُعرّض أنفسَنا للقتل، فنحنُ منخرِطون في هذه الحرب اقتصاديًّا، ونشعرُ بوطأتِها الحقيقيّة من خلال التضخّم والنقص في موادَ حيويّة.

الحرب العالميّة الثالثةُ قد بدأت فعلاً في أوكرانيا حيث اجتازت الحدود الأوكرانيّة وتحوّلت الى مجابهة اقتصاديّة كونيّة بين الغرب من جهة وروسيا المدعومةِ من الصين من جهة ثانية

إنّي أرى اليوم الغزوَ الروسيَّ لأوكرانيا مقرونًا بالقصف والموت وتدمير البُنى التحتيّة للطاقة، وأرى الأوكرانيّين يموتون بردًا، لكنّي أنظُر إلى تصرّف بوتين من زاويةٍ أخرى، فأوافِقُ البروفسور الأميركي John Mearsheimer (جون ميرشايمر) تحليلَه بأن أوكرانيا المُقادة عسكريًّا من قِبَل الأطلسيّ (خصوصًا من الأميركيّين، والبريطانيّين والبولنديّين) منذ العام 2014، قد أصبحتَ إذاً عضوًا في هذا الحلف الغربيّ كأمرٍ واقع. بهذا المعنى فإنَّ الروس يخوضون، من وجهةِ نظرِهم، حربًا دفاعيّة ووقائيّة. وليس علينا بالتالي أنْ نفرحَ لصعوبات بوتين، لأنّ هذه الحرب وجوديّةٌ بالنسبة له، وكلّما زادت تعقيداتُها، سيضرِب بعنفٍ أشد. أمّا ألمانيا وفرنسا، فهما قد أصبحتا شريكَيْن قزَمَيْن في الأطلسي الذي تحوّل الى محوَرٍ يستند خصوصا على واشنطن، ولندن، وفرصوفيا، وكييف.

– خلافًا للمبدأ الجيو-سياسي الأميركي بأنَّ لا شيءَ سيؤثر وجوديًّا على الولايات المتّحدة الأميركيّة البعيدةِ عن ساحة الحرب، والمحميّة بمُحيطَين، فإن الرئيس جو بايدن يهرب إلى الأمام، وأميركا تضعُف، وصمودَ الاقتصاد الروسيّ يدفع النظام الأميركيَّنحو الهاوية، ذلك أنّ أحدًا لم يكن يتوقّع صمودَ الاقتصاد الروسيّ في مواجهة القُدرة الاقتصاديّة الكبيرة للأطلسي، ولعلّ الروسَ أنفسَهم لم يتوقّعوا ذلك.

– إذا استمرّ صمودُ الاقتصاد الروسيّ في مواجهة العقوبات وبمساندة الصين، واستطاع انهاكَ الاقتصاديات الأوروبيّة، فإنّ السيطرة الماليّة والنقديّة الأميركيّة على العالم مُرشّحةٌ للانهيار، كما قد تنهار إمكانيّةُ الدولة الأميركيّة على تمويل عجزها التجاريّ.  بهذا المعنى فإن الحربَ الأوكرانيّة مصيريّةٌ بالنسبة للولايات المتحدة الأميركيّة، تمامًا كما هي مصيريّة بالنسبة لروسيا، ولذلك فلا أحدَ من الطَرَفَين يستطيع الانسحابَ أو التخليّ عن هذه الحرب. وهذا ما يجعلُنا أمامَ حربٍ بلا نهايةٍ أو أفق، الاّ إذا انهارَ أحدُ المِحوَرَيْن، ولا شكّ بالتالي في أنَّ الصينيّين والهنود والسعوديّين فرحون بما يحصل ( من احراج أميركي)

– شهدت روسيا في تسعينيّات القرن الماضيّ حِقْبَةً من العذاب الشديد، بينما استعادت في مطلع الالفيّة الحاليّة حياتَها الطبيعيّة، ليس بالنسبة لمستوى الحياةِ فحَسْب، بل لجهة الجريمة وحالات الانتحار التي كادت تختفي، وكذلك في الانخفاض الكبير لحالات وفاة الأطفال إلى ما دون نظيرتِها في الولايات المتحدة الأميركيّة.

– صحيحٌ أنَّ الروسَ شعروا في بداية الحربِ الأوكرانيّة أنّ رئيسَهم قد ارتكَبَ أخطاءً، لكنّ ما اكتشفوه لاحقًا من إعدادٍ احترازيّ للاقتصاد، رفع مستوى ثقتِهم بفلاديمير بوتين ليس في مواجهة المقاومة الأوكرانيّة التي تبدو بنظرهم شديدة البأس كالروس، بل حَيالَ الغرب والولايات المتحدة والدائرين في فلكها، ولعلّ الأولويّة الحقيقيّة للنظام الروسي حاليًّا لا تكمن في الانتصار العسكري على الأرض، وإنّما في عدم فقد الاستقرار الاجتماعيّ الذي تحقّق في خلال السنوات العشرين الماضية.

تُعاني روسيا من مشكلة ديمغرافيّة واضحة، ذلك أن نسبةّ الخصوبة هي حاليًّا 1،5 طفل لكلّ امرأة، وفي خلال خمس سنوات، سيصلُ الروس إلى ما نسمّيه ب ” الطَبَقات العُمريّة الجوفاء”، ولذلك عليهم أن يربحوا الحربَ أو يخسروها في خلال خمس سنوات، وهي الفترة الزمنيّة الطبيعيّة لحربٍ عالميّة، ولذلك فَهُم في صدد بناء اقتصادِ حربٍ مؤقّتة، وهاجسُهم هو الحفاظ على الرجال، وهذا ما يُفسّر الانكفاء عن خيرسون بعد الانسحاب من خاركيف وكييف. كما أنَّهم يراهنون على انهيار الاقتصاديات الأوروبيّة.

– في العام 2014 فَرَضت دولُ الأطلسي أولى العقوبات الهامّة على روسيا، لكنَّ موسكو ضاعفت انتاجَها من القمح، فارتفَع من 40 الى 90 مليون طنّ في العام 2020، بينما الإنتاج الأميركيّ من القمح بين 1980 و2020 انخفض من 80 الى 40 مليون طنّ بسبب النيو ليبرالية. ثم إنّ روسيا أصبحت المُصَدّر الأول للمفاعِلات النوويّة على المستوى العالميّ. كان الاميركيون يعتقدون أن عدوَهم الاستراتيجي يعاني من حالةِ تفكّك نووي، وأنّ بلادَهم ستكون قادرةً على توجيه الضربةِ الأولى لروسيا التي لن تستطيع الردّ، لكنّنا نجد روسيا اليوم متفوّقة نوويًّا مع الصواريخ ذاتِ السُرعة المتفوّقة على سرعة الصوت.

ثمة تحوّل آخر لا بُدّ من أخذه بعين الاعتبار في تحليل هذه الحرب الأوكرانيّة، وهو المتعلّق بالأيديولوجيا والمجتمع، والتماسك العائلي، والعادات، والتقاليد

– الولايات المتحدة الأميركيّة تفوق بمرَّتين عدد سكّان روسيا (2،2 في شرائح أعمار الطُلاّب)، لكنّ الروس متفوّقون عليها في قطاع التعليم العالي للشباب، بحيث نجد أنَّ نسبة الدراسات الهندسيّة في أميركيا تقتصر على 7%، بينما في روسيا تصل إلى 25%. هذا يعني أنَّ روسيا التي تقلُّ عن أميركا ب 2،2 % لجهةِ الطُلاّب، تُخرّج مهندسين بنسبة 30% أكثرَ من الولايات المتحدة. وهذا ما يدفع واشنطن لسدّ هذه الثغرة بطلاّبٍ من دول منافسةٍ لها وفي مقدّمها الصين والهند. وهو ما يُشكّل عقدةً كأداء للاقتصاد الأميركي، الذي لا يستطيع منافسةَ الصين سوى بأيادٍ عاملةٍ صينيّة.

– لا شكَّ في أنّ الولايات المتحدة الأميركيّة تتمتع بتكنولوجيا عسكريّة أكثر تقدّما، وأنّ هذه التكنولوجيا كانت حاسمةً في بعضِ الانتصارات العسكريّة الأوكرانيّة، لكنْ حين نفكر بطول أمدِ الحربِ، وبالحاجات للعَتاد وليس فقط للموارد البشريّة، فإنَّ ذلك سيعتمد على القدرة على التصنيع العسكريّ الاقلّ تقدّمًا. هذا يُعيدُنا الى المشكلة الغربية المتعلّقة بنقل الكثير من النشاطات الصناعيّة الى الخارج منذ عهد العولمة، وهو ما يدفع بعضَ الاعلام الأميركي مثل CNNو نيويورك تايمز والبنتاغون إلى التساؤل عمّا إذا كانت أميركا قادرةً فعلاً على إعادة أطلاق انتاج وتصنيع هذا النوع أو ذاك من الصواريخ، ولا نعلمُ كذلك ما هي قُدُرات روسيا في هذا المجال، ما يعني أنَّ الخروجَ من هذه الحرب الأوكرانيّة سيتعلّق بقدرة أحد المِحوَريْن على انتاج أسلحة.

– ثمة تحوّل آخر لا بُدّ من أخذه بعين الاعتبار في تحليل هذه الحرب الأوكرانيّة، وهو المتعلّق بالأيديولوجيا والمجتمع، والتماسك العائلي، والعادات، والتقاليد. فنجد في روسيا شعورًا عميقًا بالوطنيّة والقوميّة، يُغذّيه الانتماءُ الى فكرة الوطن-العائلة في اللاوعيّ الروسيّ. وفي روسيا، ثمّة نظامٌ عائليّ أبويّ، حيث الرجال هم في المركز، وهذا ما يرفض القَبولَ بكلّ التجدد المُجتمعيّ والعائليّ الغربيّ (مثل ظهور المتحوّلين جنسيًّا، والمثليّين والنسويّة) ولذلك رأينا أن الدوما (مجلس النوّاب) الروسيّ أصدرَ تشريعًا أكثر قمعًا للمثليّين. وإذا كنّا كغربيّين، نعتبرُ ذلك في إطار ” القوّة الناعمة” لصالِحِنا، فإنّنا نخطئ التحليل، ذلك أنّ 75% من هذا الكون يعتمدون النظامَ الأبوي ويتفهّمون الحمائية والتقاليد المُحافِظة الروسيّة، ذلك أنّ هذا التحفّظ الأخلاقيّ الاجتماعيّ الروسيّ يبدو باعثًا على الاطمئنان لهذه الشعوب أكثرَ من العادات الغربيّة الحديثة.

– بعد عصرِ الشيوعيّة الذي كان له تأثيرٌ كبيرٌ على إيطاليا والصين وفيتنام وصربيا والعمّال الفرنسيّين، وأثار قلقَ ورفضَ كلّ العالم الاسلاميّ بسبب ميل الشيوعيّة للإلحاد، تبدو روسيا غيرَ الشيوعيّة اليوم في نظرِ العالم، القطبَ الأكثر أبويّة ومحافَظةً وحرصًا على العادات والتقاليد، وهي بالتالي أكثرُ إغراءً لشعوبٍ عديدة من الغرب. ولعلّ شعورَ الأميركيّين بالخيانة من قِبَلِ المملكة العربيّة السُعُوديّة الرافضة لرفع مستوى انتاجِها النفطيّ رغم أزمة الطاقة بعد حرب أوكرانيا، والتي مالت صوبَ روسيا لمصالحَ نفطيّةٍ، يتعلّقُ في الواقع بموقفِ السُعوديّة الذي يبدو مفهومًا أكثرَ أذا ما نظرنا الى أنَّ روسيا فلاديمير بوتين تبدو أشدَّ محافَظَةً أخلاقيًا، ما يجعل السعوديّين أكثر قُربًا منها، لأنَّهم أقلُّ حماسةً للجدل الأميركيّ حول ظواهر مُجتمعيّة كثيرة وبينها مثلا ولوج المتحوّلين جنسيًّا إلى حمّامات النساء.

– تُثيرُ الصحفُ الأميركيّة الضحكَ بتردادِها: “أنَّ روسيا معزولةٌ، إنّ روسيا معزولةٌ”، بينما نجد في عمليات التصويت التي تجري في الأمم المتحدة، أنّ 75% من العالم لا يتبعون الغربَ في الانقسام العالميّ حولَ البُنى العائليّة والتقاليد.

 لا شكَّ في أنّ كتاب إيمانويل تود سيُثيرُ جدلاً كبيرًا في فرنسا والغرب الأطلسيّ، وسيجدُ كثيرين يعارضونَ تحليلَه لهذه الحرب الكوارثيّة التي دمَّرت قسمًا كبيرًا من أوكرانيا وقتلت عددًا كبيرًا من الطرفين، وشرّدت أوكرانيّين كانوا حتى الأمس القريب هانئين في بلادهم، لكنّ الأكيد أنّ كيفيّة الخروجِ من هذه الحرب، ما زالت غامضةً جدًّا ذلك أنّ أيَّا من المحوريَن لن يستطيعَ تحمُّلَ تبعاتِ خسارتِها، ومن هُنا شراستُها وانقسامُ العالم حولَها، وتحوّلُها فعلاً الى نُذُرِ حربٍ عالميّة ثالثة.

*نقلاً عن موقع ” لعبة الأمم”

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بايدن: التزامي تجاه إسرائيل لا يتزعزع

Avatar

Published

on

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أن التزامه تجاه إسرائيل لا يتزعزع، مشيرا إلى أن “أمن إسرائيل مهم للغاية”.

وقال بايدن بعد التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا تتضمن أيضا مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية لغزة: “نقف في وجهة الديكتاتوريات ونحدد السياسات وهذا ما أجمع عليه الحزبان. التاريخ سيتذكر هذه اللحظة التي أجمع فيها الأميركيون على كلمة واحدة”.

وطالب الرئيس الأميركي (81 عاما) إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور إلى سكان غزة فيما تقاتل الدولة العبرية حركة حماس في القطاع الفلسطيني.

Follow us on Twitter
وأوضح: “سنقوم على الفور بتأمين هذه المساعدات وزيادة حجمها… بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة”.

وأضاف: “على إسرائيل ضمان وصول كل هذه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة دون تأخير”.

وتحفظت الولايات المتحدة على سلوك إسرائيل في الحرب في غزة وخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي باجتياح مدينة رفح بجنوب غزة حيث يتكدس 1.5 مليون شخص معظمهم نازحون من الشمال يقيمون في مخيمات مؤقتة.

وقال بايدن إن الحزمة: “تزيد بشكل كبير من المساعدات الإنسانية التي نرسلها إلى سكان غزة الأبرياء الذين يعانون بشدة”.

وتابع: “إنهم يعانون من عواقب هذه الحرب التي بدأتها حماس، ونحن نعمل بجد منذ أشهر لتوصيل أكبر قدر ممكن من المساعدات لغزة”.

Continue Reading

أخبار العالم

معاناة بايدن :تصعيد المشاكل وفشل تصفيرها!

Avatar

Published

on

“لا يوجد أسوأ ولا أصعب من الوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط. والخشية أن تتفلّت الأمور بحيث تخرج تماماً عن سيطرة الجميع فنصل إلى حالة الكارثة التي تنذر بفوضى غير مسبوقة في التاريخ الحديث”. هذا كان بالنصّ الملخّص الدقيق لتقدير موقف الأجهزة الأمنيّة الأميركية التي أبرقت به لعدد محدود من عواصم الدول العربية ذات الصلة الرئيسية في المنطقة.

إذا سلمنا بنصيحة هذا التقويم الأميركي للظرف الراهن المتأثّر بتتابع مجموعة من الأحداث الخطرة، التي تهدّد أمن المنطقة والعالم. فإنّ الأمر يستحقّ تجميد هذا المشهد التراجيدي والتوقّف أمامه بالتحليل الدقيق والفهم التفصيلي للتداعيات المتلاحقة:

Follow us on twitter

1- استدراج نتنياهو للحرس الثوري الإيراني عن طريق مجموعة عمليات “إحراج استراتيجي”، آخرها اغتيال قائد إيراني كبير على أرض دبلوماسية. بما يشكّل اعتداء صريحاً على السيادة، وبالتالي أصبح الاعتداء عملاً يلزم طهران حكماً بالردّ.

قامت إيران بردّ بالصواريخ والطائرات المسيّرة نجحت فيه في أن تتّخذ قرار المواجهة والإطلاق. لكن فشلت في الاختراق والإصابة المدمّرة للأهداف.

2- اعتبرت إسرائيل الردّ الإيراني اعتداء إرهابياً إيرانياً ضدّ أراضيها، ولذلك وفق هذا المفهوم هو عمل يستحقّ الردّ المناسب. وتمّ الردّ أوّلاً على قاعدة عسكرية في أصفهان مع إرسال رسالة بأنّ الصواريخ الإسرائيلية تعمّدت عدم إصابة أيّ هدف نووي هناك. كما تعمّدت الصواريخ الإيرانية عدم إصابة أيّ أهداف في مفاعل ديمونة.

3- ظهرت قوّة خيوط التأثير الأميركي على الخصمين الإيراني والإسرائيلي من خلال سياسة التحذير والإغراء بالجوائز.

مكافأة إسرائيل وإيران

على الفور تمّت مكافأة كلّ من إسرائيل وإيران على التزامهما قواعد اللعبة. يَعِد الكونغرس بحزمة مساعدات ماليّة وعسكرية لمواجهة “الإرهاب الإيراني” ضدّ إسرائيل.

بالمقابل يُنتظر أن تغضّ الإدارة الأميركية النظر عن مبيعات النفط والغاز الإيرانيَّين حتى فوز إدارة بايدن، ثمّ تتمّ مسألة مقايضة الاتفاق النووي الجديد مع رفع العقوبات بعد الإدارة الجديدة والثانية للديمقراطيين.

بايدن

الأزمة التي تعانيها إدارة بايدن الآن هي حالة سوء وتدهور الأحوال في الداخل الأميركي وفي مناطق النفوذ في العالم.

آخر ما تحتاج إليه إدارة بايدن الآن هو أن توضع في موقف اختيار محرج بين حليف وآخر

في الداخل انخفاض لشعبيّة الرئيس، وتقدُّم في استطلاعات الرأي للمنافس ترامب.

في الخارج سوء أوضاع وأداء الجيش الأوكراني مقابل الجيش الروسي، وتعثّر مفاوضات التجارة مع الصين، وتوتّر العلاقة مع الحليف الإسرائيلي، وغضب الرئيس الكوري الشمالي من إدارة بايدن، وارتفاع منسوب الخطر على المصالح الأميركية في العراق وسوريا والبحر الأحمر، والقلق من تحسّن العلاقات الروسية الصينية، وتطوّر العلاقات التجارية للصين في إفريقيا.

ترى إدارة بايدن “صورة شديدة السواد” للأوضاع في العالم العربي، ويتّسع السواد إذا كانت الرؤية لمنطقة الشرق الأوسط ككلّ. بمعنى العالم العربي مع تركيا وإيران وإسرائيل وباكستان وأفغانستان.

آخر ما تحتاج إليه إدارة بايدن الآن هو أن توضع في موقف اختيار محرج بين حليف وآخر.

وكابوس الكوابيس لدى الأميركيين أن يحدث في آن واحد اتّساع الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل. في الوقت الذي يوسّع فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليّاته في جنوب رفح. متسبّباً بمجازر للملايين ونزوح جماعي ضخم عند معبر رفح بشكل ضاغط على الحدود المصرية.

الكابوس الأميركي بنكهته العربية

يزداد الكابوس وحشيّة اذا تمّ تهديد سلامة الوضع الداخلي في الأردن نتيجة غضب المكوّن الفلسطيني في التركيبة السكّانية الأردنية نتيجة وحشيّة وعناد إدارة نتنياهو.

تصعب المسألة إذا سحبت قطر يدها من وساطة المفاوضات مع حماس واضطرّ قادتها إلى مغادرة الدوحة إلى تركيا أو ماليزيا.

وما يزيد من قلق الأميركيين هو عدم رضاء دول الخليج العربي عن إدارة بايدن. على الرغم من الدور المميّز الذي تقوم به هذه الدول في الحفاظ على أسعار الطاقة واستقرار أسواقها من خلال عضويّتها في أوبك بلاس.

سمع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عند زيارته للسعودية الشهر الماضي للمرّة الثانية في فترة قصيرة مطالعة مكرّرة صريحة وواضحة بكلمات لا تعرف الدبلوماسية. تقول كرّرنا لكم أن لا تطبيع مع إسرائيل إلا بشروطنا.

هناك نموذج آخر للتعاون والدفاع وهو نموذج الاتفاق الثلاثي الذي وقّع أخيراً بين واشنطن وسيول وطوكيو

قيل لسوليفان ما نريده هو اتّفاق نووي رفيع المستوى مع تعهّدنا بسلميّة الاستخدام. وحلّ نهائي وصريح للقضية الفلسطينية يبدأ بإيقاف فوري ونهائي وينتهي بتعهّد واضح وتفصيلي بحلّ الدولتين.

لا تعهّد من جهتنا الآن قبل الاطمئنان إلى السلوك الإسرائيلي والوفاء الأميركي بالوعود والمطالب.

يحدث ذلك في ظلّ سياسة “الشيك المفتوح” من واشنطن للمطالب الإسرائيلية، وآخرها أمس الأوّل قيام مجلس النواب بأغلبية 366 صوتاً بتوفير حزمة إضافية ماليّة بـ26.4 مليار دولار لدفاع إسرائيل عن نفسها ضدّ إيران ووكلائها.

ما تطالب به السعودية بشكل صريح وواضح. هو اتفاقية دفاع تفصيلية قويّة وملزمة للطرف الأميركي ذات تعهّدات واضحة من جانب واشنطن.

وما تريده الرياض اتفاقية دفاع ليست على طريقة اتفاق الولايات المتحدة مع مملكة البحرين الذي يقوم على مبدأ تعهّد الولايات المتحدة بالدفاع عن البحرين في حال تعرّضها لخطر.

ما تقترحه الرياض هو أن تكون هناك اتفاقية دفاع بنفس روح ومحتوى تعهّد أعضاء الحلف الأطلسي فيما بينهم، بحيث يتمّ على الفور تفعيل موادّ الدفاع بمجرّد تعرّض طرف لأخطار بمعنى “الكلّ من أجل الكلّ”. أي تقوم واشنطن أوتوماتيكياً بالدفاع المشترك عن السعودية.

هناك نموذج آخر للتعاون والدفاع، وهو نموذج الاتفاق الثلاثي الذي وقّع أخيراً بين واشنطن وسيول وطوكيو.

لذلك كلّه لا تريد، بل تسعى واشنطن إلى تجنّب هذا الموقف بين إسرائيل والسلطة، أو بين نتنياهو وزعامات مصر والأردن، وبين فكرة سلام الشرق الأوسط الجديد، أي بين إسرائيل ودول السلام الإبراهيمي.

منقول

لا تريد واشنطن أن تقف بين مصالح فرنسا ودول الساحل الإفريقي، ولا تريد التورّط في الخلاف المزمن بين المغرب والجزائر، ولا التدهور بين الجزائر وأبو ظبي.

تدرك واشنطن أنّها تعيش عصر تصعيد المشاكل بدلاً من عصر تصفير المشاكل.

إنّها فاتورة مكلفة للغاية لا تقدر واشنطن على دفع ثمنها أو حتى تخفيض كلفتها.

باختصار إنّه أسوأ وضع إقليمي لأسوأ إدارة أميركية!

Continue Reading

أخبار العالم

لقاء بين هوكشتاين ولودريان في البيت الأبيض… ولبنان ثالثهما

Avatar

Published

on

كتب كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين عبر منصة “اكس”: “سررت باستقبال الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لو دريان في البيت الأبيض. التعاون ضروري، فيما نعمل جميعاً من أجل تفادي التصعيد، وضمان الاستقرار السياسي والأمني والازدهار في لبنان”.

Continue Reading