وقطع المتظاهرون الطرقات ليلًا وأشعلوا الإطارات وحطّموا واجهات المصارف وأضرموا النار فيها، وأعاد الجيش اللبناني فتح العديد من الطرقات المقطوعة بالسواتر الترابيّة والإطارات المشتعلة.
وردّد المحتجون هتافات تطالب برحيل الحكومة ومحاسبة رموز الفساد واسترداد الأموال المنهوبة.
وجاءت الشعارات جامعة وموحّدة على خلاف ما حدث من مواجهات مذهبيّة في السادس من حزيران الحالي.
واعتصم آخرون أمام مصرف لبنان في طرابلس، رافعين الأعلام اللبنانية ومطلقين هتافات مندّدة بالسياسة الماليّة وتجويع الناس، وسط انتشار القوى الأمنيّة وعناصر مكافحة الشغب.
وأطلق الجيش اللبناني القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، بعدما حاولوا اقتحام المصرف واشتبكوا مع عناصر الجيش والقوى الأمنيّة، ما أدّى إلى سقوط إصابات عديدة.
الراعي والخطة الإنقاذية
في سياق متّصل، توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى بعبدا، معلنًا بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون “أننا قدّمنا إلى الرئيس عون الخطة الإنقاذية التي وضعناها مع الأبرشيّات والمؤسسات”، مضيفًا: “لبنان مسؤوليتنا جميعًا ونحن مدعوون للحفاظ على ثقتنا بلبنان”.
وأكد الراعي احترام قرارات السلطة التي يتوجّب عليها تحمّل المسؤولية تجاه الشعب، داعيًا إلى تحديد المسؤوليات وعدم رميها على شخص واحد.
وتوجّه إلى الثوّار بالقول: “لا ننال شيئًا بالتكسير وإشعال الإطارات، نحن مع الثورة الحضارية ولا يجوز تشويه وجه لبنان الثقافي والحضاري”.
هذا ما أعلنه برّي بعد اجتماعه مع عون ودياب
في الموازاة، أكد رئيس الحكومة حسان دياب، في خلال الجلسة الطارئة التي عُقدت في السرايا الحكومية في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووفد نقابة الصرافين، عدم السماح باللعب بلقمة عيش المواطن مشدّدًا على أن هذا الأمر خطّ أحمر.
من جهته، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعد اجتماع مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في قصر بعبدا، الاتفاق على تخفيض قيمة الدولار مقابل الليرة وصولًا إلى 3200 ليرة ابتداء من اليوم ومخاطبة صندوق النقد الدولي بلغة واحدة.
إلى ذلك، أعلن نائب نقيب الصرافين محمود حلاوي الاتفاق على ضخ الدولارات لدعم المواد الأساسية وتلبية حاجات المواطنين مؤكدًا الانضباط في بيع الدولار والالتزام بسعر 3940 ليرة.
وناشد المواطنين التعامل مع الصرافين المرخصين مشيرًا إلى أن الذهاب إلى السوق السوداء سيؤدي إلى خروج الدولار من البلد.
وكان المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء قد أعلن أن دياب ألغى مواعيده الجمعة من أجل عقد جلسة طارئة للحكومة مخصّصة لمناقشة الأوضاع النقدية عند التاسعة والنصف صباحًا في السرايا الحكومية على أن تُستكمل الجلسة عند الساعة الثالثة في القصر الجمهوري.