سبورت 360 – كحصان طروادة يسير على أرض الملعب ينتظر ساعة الصفر لتنفيذ مهمته، تلك التي ستقضي على فريقه كما اعتاد مؤخرًا، أسلحته متنوعة، تارة بتمريرة للخصم، وتارة بتغافل عنه، وأحيانًا بكسل وتوهان، حتى وصل به الحال إلى إراحة الخصم حتى من وضع الكرة في الشباك كما حدث الليلة في مباراة شاختار.. مهلًا لا تتعب حالك  سأودعها أنا في مرمى صديقي تيبو كورتوا.. أنا رافائيل فاران.

إلى متى يبقى اللاعب صاعدًا واعدًا؟ إلى متى يبقى يخطئ الخطأ نفسه مباراة تلو الأخرى ولا يتعلم؟ كما لو أنه لم يمر بتجارب أكسبته خبرات أثقلت كاهله؟ ما الفارق بين لاعب كرافائيل فاران يلعب في ريال مدريد منذ كان عمره 18 عامًا، ولاعب ناشئ؟ هل يمكنك تخيل فاران يوجه تعليماته لمدافع صاعد مثلًا بألا يسرح في الملعب؟ أن يحافظ على تمركزه ولا يترك المدافع يتحرك في ظهره؟ أن يتحرك بشكل صحيح ولا يندفع فيخرج من اللعب؟ لا، عفوًا أنا لا يمكنني ذلك، ففاقد الشئ لا يعطيه.

فاران لم يعد من روسيا منذ تتويجه مع منتخب فرنسا بكأس العالم

في يوم ما، كنت معجبًا بالفتى فاران، ذلك الشاب الذي انضم إلى عملاق كريال مدريد في عمر صغير قادمًا من ناد فرنسي لا ينافس حتى على البطولات، لكنه لم يخف ولم يخشى شيئًا، كان هادئًا، يفتك الكرة بخفة وسلاسة، بدا حينها أنه مدافع قادم بقوة في عالم كرة القدم سيكون ربما خليفة حقيقي لسيرجيو راموس وبيبي في الخط الخلفي للميرنجي، لكن الهدوء الذي أعجبت به يومًا تحول تدريجيًا إلى برود ثم لامبالاة تجعلك تشيط غضبًا من مشاهدته يلعب في معظم الأوقات، بعدما أصبح المشهد المعتاد له وهو يركض خلف مهاجم الخصم الذي تحرك في ظهره دون أن يأخذ لاعب الملكي باله، فلا يلحق به ولا يسعه سوى خفض رأسه إحباطًا، لكنه أبدًا لا يتعلم الدرس.

لم يعد فاران حتى اليوم من روسيا، فكان آخر ظهور لفاران الحقيقي في كأس العالم الذي ساهم في تتويج بلاده بلقبه، ولا أعنى أنه كان قبله لا يخطئ، بل كان مدافعًا جيدًا يخطئ أحيانًا، قبل أن يتحول الآن إلى مدافع خطاء يجيد أحيانًا.

لنعد إلى روسيا، حيث تمت المؤامرة البرشلونية الميساوية لتدمير قلعة الميرنجي من الداخل، هناك كان فاران يحتفل بكأس العالم، لكن ثمة تغيير وقع دون أن يشعر أحد، سُحب فاران الحقيقي واستبدل بآخر تقليد، وكما يقول المثل المصري “يخلق من الشبه 40″، ومن يؤكد لنا أن من عاد إلى مدريد ليس أحد الـ 39 الآخرين، فكل الشواهد تؤكد أنه ليس فاران الحقيقي، كل الشواهد تؤكد أنه جاسوسًا تم زرعه في صفوف الملكي بعد سيطرته على دوري أبطال أوروبا لثلاث أعوام متتالية لتدمير المنزل من الداخل.. هل قاد ليونيل ميسي عملية تجنيده بنفسه؟ هل استعان جوسيب بارتوميو بشركة العلاقات العامة الشهيرة لتلميع صورة اللاعب والتشويش على أي شخص يمكنه اكتشاف حقيقته؟ والسؤال الأهم، أين فاران الحقيقي؟ هل يقبع الآن في قبو مكممًا مغلول الأيدي، بينما يُجبر على مشاهدة مباريات ريال مدريد لتعذيبه؟

خيارات زيدان محدودة، فما الحل؟

كفى مزاح ونعود إلى الجد، متى سيدرك زين الدين زيدان، وأنا أحد أكبر عاشقيه منذ طفولتي، أن مدللـه الفرنسي بات عبئًا على الفريق وعليه عقابه فربما يعود حينها لمستواه، عليه أن يخرجه من الملعب لفترة يعيد فيها حساباته ويشعل مجددًا شغفه باللعبة التي حقق فيها كل شئ في سن صغير فما بقى له شيئًا أو طموحًا ليحققه، عليه أن يشعر لوهله أنه قد يفقد قيمته وأهميته فربما يلعب من أجل نفسه وكرامته، ربما يدرك أن البساط يسحب من أسفله ويمكن أن تمنح الشعلة لآخر عله يكون أفضل منه.

الواقع يقول إن زيدان لا يملك الكثير من الخيارات في خط الدفاع، ففي حال أراد استبعاد فاران فسيكون أمامه الثنائي إيدير ميليتاو وناتشو فيرنانديز، وكلاهما لا يضمنان شيئًا كذلك، فالأول قدم عرضًا كارثيًا كفاران أمام شاختار، كما ظهر كالذي أصابته العدوى فكان تائهًا بطيئًا هائمًا في عالمه الخاص خلال المباراة بينما يركض مهاجمو الخصم خلفه يمينًا ويسارًا، حتى أنه في كرة الهدف الثالث كان فعليًا يتمشى في الوقت الذي جاء من خلفه مانور سولومون وتسلم الكرة ودخل منطقة الجزاء، حينها أدرك البرازيلي الموقف وبدأ يركض لكن “بعد خراب مالطا”. أما ناتشو فقدراته محدودة، يمكن أن يلعب كبديل أحيانًا لكن كأساسي فمستحيل، إذن ما الحل؟

الحل في رأيي هو الاعتماد على ميليتاو وليكن ما يكن، فقط لفترة وجيزة إما أن يفيق فاران من غيبوبته أو يتعاقد ريال مدريد مع مدافع جديد، ربما جوليس كوندي من إشبيلية، لكن استمرار فاران في الملعب فلن يسفر سوى عن كوارث متتالية تفسد عمل الفريق بالكامل، ليبقى مهددًا بموسم آخر كذلك الذي شاهدناه العام قبل الماضي.

تعرف على مزايا تطبيق سبورت 360