Connect with us

اخر الاخبار

قصة الأرض الأمريكية التي تستأجرها انجلترا إلى الأبد

مصدر الصورة FOR ALAN/Alamy كانت أول مرة سمع فيها سكان جزيرة أوكراكوك بجزر بانكس قبالة ولاية نورث كارولينا الأمريكية ذاك الدوي الهائل ليلة الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1942، وقد جاء الدوي من جهة البحر واهتزت له المنازل. يقول جوزيف شوارزر، مدير مجموعة المتاحف البحرية بولاية نورث كارولينا: “لابد أن مَن بالداخل سمع دويا…

Avatar

Published

on

مصدر الصورة
FOR ALAN/Alamy

كانت أول مرة سمع فيها سكان جزيرة أوكراكوك بجزر بانكس قبالة ولاية نورث كارولينا الأمريكية ذاك الدوي الهائل ليلة الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1942، وقد جاء الدوي من جهة البحر واهتزت له المنازل.

يقول جوزيف شوارزر، مدير مجموعة المتاحف البحرية بولاية نورث كارولينا: “لابد أن مَن بالداخل سمع دويا قويا، فهَمَّ بالخروج ليرى سفينة لحق بها الدمار”.
وكانت تلك السفينة هي ناقلة النفط البريطانية “إمباير جيم” وقد أصابها طوربيد أطلقته غواصة ألمانية. وخلال الأشهر الستة التي تلت ذلك سمع سكان أوكراكوك دويا تلو الآخر وشهدوا حطام السفن مع انطلاق حصار بحري فرضه الألمان تحت اسم “عملية وقْع الطبول”.

وبالنسبة لمعظم الأمريكيين، دارت رحى الحرب العالمية الثانية على بُعد آلاف الأميال وكانوا يعرفون التفاصيل من خلال متابعة التقارير الليلية المتلفزة، لكن هذه الحرب كانت على مرأى ومسمع من سكان جزر بانكس قبالة ساحل ولاية نورث كارولينا.

الولاية الهندية التي يشعر سكانها بالرضا والهدوء
كيف تتسبب الأنشطة البشرية في وقوع الزلازل؟

مصدر الصورة
Spring Images/Alamy

Image caption

كانت الحرب العالمية الثانية على مرأى ومسمع من سكان جزر بانكس بولاية نورث كارولينا الأمريكية

فخلال “عملية وقع الطبول” استهدفت ألمانيا السفن التجارية المنطلقة من الموانئ الأمريكية والتي كان معظمها يتجه إلى انجلترا. وحتى قبل دخول الولايات المتحدة الحرب كانت تلك السفن تنطلق بانتظام من مرافئ الساحل الشرقي الأمريكي محملة بمؤن من غذاء وألومنيوم وفولاذ ومطاط لدعم المجهود الحربي البريطاني.
وبينما كانت الولايات المتحدة رسميا على الحياد لم تستطع ألمانيا علنا مهاجمة تلك السفن أثناء مغادرتها للساحل الشرقي محملة بالمؤن، غير أن الوضع تغير في ديسمبر/كانون الأول 1941 حين أعلنت ألمانيا واليابان الحرب على الولايات المتحدة؛ إذ لم يمض شهر إلا ووصلت الغواصات الألمانية للمياه الأمريكية قبالة الساحل الشرقي وبدأت استهداف السفن قرب أوكراكوك.
يقول فرانك بلازيتش، أمين قسم التاريخ العسكري بمتحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأمريكي: “قبالة ساحل نورث كارولينا توجد مياه ضحلة عند منطقة داياموند شولز تسعى السفن لتجنبها بالسير بمحاذاة الساحل قبل الانطلاق لعمق البحر، ما يضطرها أثناء ذلك للمرور عبر مضيق يسهل استهدافه، وفيه تكمن الغواصات الألمانية لإطلاق نيرانها بكثافة لإغراق السفن”.
وبالفعل لم تألُ الغواصات الألمانية جهدا في إطلاق نيرانها، ففي يناير/كانون الثاني 1942 وحده أغرقت تلك الغواصات 35 سفينة للحلفاء قبالة الساحل الشرقي الأمريكي. ولمعرفة حجم ذلك يكفي القول إن سفينة واحدة تغادر الولايات المتحدة كانت تحمل من المؤن ما يكفي لإطعام انجلترا بالكامل لأكثر من يوم، حسبما يقول شوارزر. وبحساب 35 سفينة فُقدت في يناير/كانون الثاني من ذاك العام نجد أنها كانت تكفي لإطعام انجلترا لنحو شهر.

مصدر الصورة
Jason O. Watson/historical-markers.org/Alamy

Image caption

تعين على سفن الإمدادات المنطلقة من موانئ نورث كارولينا الالتفاف حول المياه الضحلة عند داياموند شولز ما جعلها بمرمى الغواصات الألمانية

وقد أتيحت لي الفرصة لرؤية بعض آثار الدمار وأنا في طريقي إلى أوكراكوك، فبينما كنت بانتظار عبّارة من جزيرة هاتيراس القريبة توقفتُ بمتحف “مقبرة الأطلسي” الذي يرسم صورة واضحة لحجم الدمار الذي ألحقته “عملية وقع الطبول” والسياق الأعم للحرب في الأطلسي ما بين عامي 1942 و1945 بالاستعانة بقطع من حطام السفن، فضلا عن صور التقطت فوق صفحة الماء وتحتها بعد أن أغرقتها نيران العدو.
أما سكان أوكراكوك فقد شهدوا هذا الدمار عن كثب، إذ لم يقف الحد عند وميض الانفجارات ودويها بعد هجوم الغواصات، بل وصل حطام السفن التجارية إلى الساحل.
لقد أتيت لتلك الجزيرة لأعاين شاهدا دائما على الكلفة الباهظة للمعارك، ففي منتصف مايو/أيار من كل عام يقيم خفر السواحل الأمريكي مراسم تشارك فيها البحرية الملكية البريطانية ببقعة من جزيرة أوكراكوك تستأجرها انجلترا بشكل دائم من الولايات المتحدة، وهي رقعة صغيرة من التراب الأمريكي وُرِي فيه ثرى أربعة من البحارة الإنجليز.
وسمعت أن العلم البريطاني يرفرف فوق قطعة أرض أمريكية ويسهل رؤيته بين أشجار من ناحية ومنازل من ناحية أخرى. استدرت من جهة طريق إيرفين غاريش، وهو الطريق الرئيسي في أوكراكوك، باتجاه شارع المقبرة البريطانية، رقم 234.

مصدر الصورة
MPI/Getty Images

Image caption

في يناير/كانون الثاني عام 1942 أغرقت الغواصات الألمانية 35 من سفن الحلفاء قبالة الساحل الشرقي الأمريكي

وفعلا لم أجد عناء في العثور على وجهتي. رأيت العلم البريطاني قبالة الجهة اليمنى من الشارع خلف مشهد جميل لنصب تذكاري زينته الزهور. وبعد أن توقفت السيارة وخرجت للسير نحو المكان وجدت شواهد قبور يحفها سور أبيض؛ لأربعة رجال هم ستانلي كرايغ اللندني ابن الرابعة والعشرين، وتوماس كانينغهام، الذي كان في السابعة والعشرين من عمره وهو من مدينة بلاكبول، فضلا عن قبرين لاثنين من زملائهما بالسفينة لم يتسن تحديد هويتهما – وقد دفنوا جميعا بتلك الأرض.
وفي المقابل، كانت هناك قائمة من الأسماء على لوح: ويليام فريدريك كليمنس (21 عاما)، راسيل صامويل ديفيس (18 عاما)، جون روان ديك (32 عاما)، راسيل برانسبي ديفيز (29 عاما)؛ فضلا عن ثلاثة وثلاثين من البحارة الإنجليز الآخرين ومن بينهم كرايغ وكانينغهام، كانوا جميعا ضمن طاقم السفينة “إتش إم تي بدفوردشاير”.
كما خُطت على اللوح أبيات لقصيدة بعنوان “1914: الجندي” من تأليف أحد الجنود البريطانيين إبان الحرب العالمية الأولى يدعى روبرت بروك – تقول: “إذا مِتُ فأذكرني بأني بركن من أرض غريبة قد أمست للدهر انجلترا”

مصدر الصورة
Brian Carlton

Image caption

اليوم تتبع رقعة أرض صغيرة بجزيرة أوكراكوك الأمريكية، انجلترا كحق استئجار على الدوام حيث يوارى أربعة من البحارة الإنجليز الثرى

لكن لماذا أقيم نصب تذكاري لطاقم سفينة إنجليزية بجزيرة بولاية نورث كارولينا الأمريكية؟ تتعلق القصة بدوي الانفجارات التي توالت على مسامع سكان أوكراكوك، وبالخطة التي انتهجت لإيقافها.
مكافحة الغواصات
بعد أن سأم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت رؤية السفن التجارية تغرق في ظل عدم قدرته على حمايتها، طلب من انجلترا المساعدة، ولبى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل النداء بتوفير 24 سفينة لتجوب الساحل الشرقي الأمريكي في دوريات، بما في ذلك سفن خاصة تم تحويلها للعمل العسكري.
يقول آندرو بيتون، ملحق البحرية البريطانية للمشاركة في المراسم، إن السفن الأربع والعشرين “جاءت بطاقمها الأصلي، وأغلبهم من الصيادين، انضم إليهم عدد قليل من جنود مدفعية وملاحين وضباط قيادة بالبحرية البريطانية”.
وكانت السفينة بدفوردشاير ضمن تلك السفن وعلى متنها كانينغهام وكرايغ وباقي زملائهما. كانت بدفوردشاير في الأصل سفينة للصيد في المياه العميقة اشترتها البحرية البريطانية في أغسطس/آب 1939 وأضافت إليها نظام تتبع بالموجات الصوتية ومدفعا عيار أربع بوصات ورشاشا من طراز لويس 303. ولم يمض وقت طويل إلا وتمرست السفينة في اصطياد الغواصات الألمانية ومطاردة القطع البحرية المعادية من مياه انجلترا وويلز على نحو مستمر.
ثم تغيرت المهمة الموكلة للسفينة في فبراير/شباط 1942 وتم إرسالها إلى جزر بانكس للمساعدة في كسر الحصار المفروض.

مصدر الصورة
FOR ALAN/Alamy

Image caption

تجرى في مايو/أيار من كل عام مراسم بالمقبرة البريطانية في أوكراكوك لإحياء ذكرى بحارة السفينة “إتش إم تي بدفوردشاير”

الرحلة الأخيرة
وطوال شهرين ظلت السفينة بدفوردشاير تمشط المياه قبالة جزر بانكس وتساعد في عمليات انتشال وإنقاذ البحارة وتعقب الغواصات الألمانية، حتى جاء الحادي عشر من مايو/أيار 1942 وتحول الصياد إلى صيد. وجدت غواصة ألمانية السفينة بدفوردشاير وسفينة أخرى هي “إتش إم تي سانت لومان” قبل أن تتمكن أي من السفينتين من رصد الغواصة. أطلقت الغواصة الألمانية “يو-558” طوربيداتها باتجاه السفينتين وأصابت بدفوردشاير وأغرقتها ومن عليها، ولم ينج أي شخص.
غرقت السفينة بسرعة دون أن يتمكن طاقمها من بث رسالة استغاثة. ومضت أيام قبل أن تصل أخبار السفينة بدفوردشاير، وحملت الأمواج جثث أربعة رجال لشاطئ أوكراكوك في الرابع عشر من مايو/أيار. ومن بين الأربعة لم يمكن التعرف إلا على جثتي كانينغهام وكرايغ.
في العادة تنقل جثامين الجنود خلال الحرب لذويهم، لكن بسبب عزلة الجزيرة لم تتوافر سوى إمدادات محدودة في أوكراكوك عام 1942 ولم يكن هناك المواد التي تبقي الجثث دون تحلل، وبالتالي تعين دفن جثامين الرجال الأربعة على عجل بالجزيرة، وأقام سكانها نصبا تذكاريا لطاقم السفينة وحيوا الرجال الأربعة تحية عسكرية كاملة.
يقول شوارزر: “تتفرد مقبرة أوكراكوك بكونها الوحيدة القائمة على أرض مؤجرة لبريطانيا، فقد رأى سكان الجزيرة وسكان نورث كارولينا منح الأرض للبريطانيين مدى الحياة”.
وجرى تأجير قطعة الأرض للجنة مقابر الحرب التابعة للكومنولث الإنجليزية والمسؤولة عن صيانة مقابر الجنود الذين سقطوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. وحيث أن عقد الإيجار يسري للأبد فإنه يمكن اعتبار النصب التذكاري والمقبرة في نورث كارولينا ضمن التراب البريطاني.
وقد شاهدت خلال المراسم وضع الأكاليل على النصب التذكاري للرجال الذين ضحوا بأرواحهم على متن السفينة بدفوردشاير، بينما كانت تعزف فرقة موسيقية تابعة لخفر السواحل الأمريكية. وتشمل المراسم قيام محاربين قدامى من الجانبين الأمريكي والبريطاني بمزج مياه من جزر بانكس وأخرى من انجلترا تعبيرا عن الأواصر التي باتت تربط بين أوكراكوك وبريطانيا، وتلا ذلك تلاوة أسماء الطاقم الكامل للسفينة قبل اختتام المراسم بتحية عسكرية من 21 طلقة مدفعية.
لقد ترك سبعة وثلاثون رجلا ديارهم للدفاع عن أناس ببلد آخر وبذلوا أرواحهم فداء لذلك، وهو ما يستحق كل الاحترام والتكريم.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Avatar

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Avatar

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

ترامب عن هجوم الأردن: نحن على حافة الحرب العالمية الثالثة!

Avatar

Published

on

أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بيانا دان فيه الهجوم بطائرة مسيرة والذي استهدف قاعدة أميركية وأسفر عن مقتل 3 عناصر من القوات الأميركية وإصابة آخرين.

Follow us on Twitter

وقال ترامب في بيان: “إن الهجوم بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية أميركية في الأردن، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة عدد أكبر، يمثل يومًا فظيعًا لأميركا.”

وأضاف: “أتوج بأعمق التعازي إلى عائلات الجنود الشجعان الذين فقدناهم.”

وحمل ترامب سياسية منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن مسؤولية الهجوم بالقول: “إن هذا الهجوم السافر على الولايات المتحدة هو نتيجة مروعة ومأساوية أخرى لضعف جو بايدن واستسلامه.”

وتابع البيان: “قبل ثلاث سنوات، كانت إيران ضعيفة، ومفلسة، وتحت السيطرة الكاملة. وبفضل سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها، بالكاد يستطيع النظام الإيراني جمع دولارين لتمويل وكلائه الإرهابيين.”

واستطرد بيان ترامب بالقول: “ثم جاء جو بايدن وأعطى إيران مليارات الدولارات، والتي استخدمها النظام لنشر سفك الدماء والمذابح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.”

ولفت ترامب إلى أن مثل هذا الهجوم ما كان ليحدث لو كانت رئيسا، مضيفا “تمامًا مثل هجوم حماس المدعوم من إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدًا، والحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث أبدًا، وسيكون لدينا الآن سلام في جميع أنحاء العالم.”

وأكد بيان الرئيس الأميركي السابق أن العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة.

“إن هذا اليوم الرهيب هو دليل آخر على أننا بحاجة إلى عودة فورية إلى السلام من خلال القوة، حتى لا يكون هناك المزيد من الفوضى، ولا مزيد من الدمار، ولا مزيد من الخسائر في الأرواح الأميركية الثمينة.

وختم البيان بالقول: “لا يمكن لبلدنا البقاء على قيد الحياة مع جو بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة”.

سكاي نيوز

Continue Reading