Connect with us

اخر الاخبار

كيف عاشت امرأة بشخصيات عدة لتتغلب على مأساة اغتصابها المروعة؟

مصدر الصورة JENI HAYNES/ NINE NETWORK Image caption جيني هاينز تعرضت لجريمة اغتصاب مروعة على يد والدها امرأة واحدة فقط كانت تقف في المكان المخصص للشهود داخل قاعة المحكمة، لكنها أخذت تروي شهاداتها تباعا عن مأساتها المروعة، وكأنها 6 شخصيات مختلفة. عن هذا الموقف تحدثت جيني هاينز لبي بي سي، قائلة: “دخلت إلى المحكمة، وجلست،…

Avatar

Published

on

مصدر الصورة
JENI HAYNES/ NINE NETWORK

Image caption

جيني هاينز تعرضت لجريمة اغتصاب مروعة على يد والدها

امرأة واحدة فقط كانت تقف في المكان المخصص للشهود داخل قاعة المحكمة، لكنها أخذت تروي شهاداتها تباعا عن مأساتها المروعة، وكأنها 6 شخصيات مختلفة.

عن هذا الموقف تحدثت جيني هاينز لبي بي سي، قائلة: “دخلت إلى المحكمة، وجلست، وأديت اليمين، وبعد ساعات عدة استعدت نفسي مرة أخرى، وخرجت من المحكمة”.
في طفولتها، تعرضت جيني للاغتصاب والتعذيب بشكل متكرر من جانب والدها ريتشارد هاينز. وتقول الشرطة الأسترالية إن مأساتها تعد واحدة من أسوأ حالات إساءة معاملة الأطفال في تاريخ البلاد.

وللتغلب على الرعب الذي عاشته، استخدم عقل جيني تكتيكا غير عادي، إذ ابتكر لها شخصيات جديدة حتى تمكنها من التخلص من الشعور بالألم.
كانت الاعتداءات التي تعرضت لها شديدة ومستمرة، وتقول إن عقلها ابتكر في النهاية 2500 شخصية حتى يمكنها التعايش والمضي قدما في الحياة.
واجهت جيني والدها في محاكمة تاريخية في مارس/آذار الماضي، لتقديم أدلة ضده من خلال شخصياتها المختلفة، ومن بينها فتاة عمرها أربع سنوات تُدعى “سيمفوني”.
ويُعتقد أنها الحالة الأولى في أستراليا، وربما في العالم، التي تأخذ فيها المحكمة بشهادة ضحية مصابة باضطراب الشخصيات المتعددة، أو اضطراب الهوية الانفصالي، ويتم إدانة متهم بسبب هذه الشهادة.
وقالت جيني عن الشخصيات التي شهدت بها في المحكمة: “لم نكن خائفين. لقد انتظرنا هذا الوقت الطويل لنخبر الجميع بما فعله بنا بالضبط (تقصد والدها)، والآن لم يستطع أن يجعلنا نصمت”.
وفي 6 سبتمبر/أيلول، حكمت محكمة في سيدني على والد جيني الذي يبلغ من العمر 74 عاما بالسجن لمدة 45 سنة.

مصدر الصورة
JENI HAYNES

Image caption

تعرضت جيني للاغتصاب والتعذيب المتكرر في طفولتها

“فقدت الأمان حتى أثناء التفكير”
انتقلت عائلة هاينز من لندن إلى أستراليا عام 1974. وكانت جيني في الرابعة من عمرها، لكن والدها كان قد بدأ بالفعل بالاعتداء عليها، وفي سيدني تحول هذا إلى انتهاكات سادية شبه يومية.
وقالت جيني للمحكمة في مايو/آيار الماضي: “كانت اعتداءات والدي محسوبة ومخطط لها. كانت متعمدة، وقد استمتع بكل دقيقة منها”.
وتنازلت عن حقها في إخفاء هويتها كضحية للاعتداء، حتى يتمكن القضاء من التعرف على والدها ومعاقبته.
وأضافت: “لقد سمعني أتوسل إليه ليتوقف، وسمعني أبكي، ورأى الألم والرعب الذي كان يتسبب فيه، ورأى الدم والأضرار الجسدية التي فعلها. لكنه في اليوم التالي كان يعيد كل ما فعله سابقا مرة أخرى”.
وقالت إن والدها أوهمها بأنه يمكن أن يقرأ أفكارها. كما هددها بقتل والدتها وشقيقها وأختها إذا فكرت فقط فيما يفعله بها، فما بالك بما سيفعله بها إذا أخبرتهم عما تتعرض له.

مصدر الصورة
JENI HAYNES

Image caption

ريتشارد هاينز مع أطفاله الثلاثة وبينهم جيني

وأضافت: “لم أكن أشعر بالأمان حتى عندما أفكر، ولم يعد بإمكاني التفكير فيما كان يحدث لي واستخلاص استنتاجاتي الخاصة”.
وكان والد جيني يقيد أنشطتها الاجتماعية في المدرسة للحد من اهتمام أي أشخاص كبار آخرين بها. وتعلمت جيني أن تبقي نفسها صامتة، لأنه إذا “اهتم بها أحد”، كما حدث مع مدرب السباحة الذي اتصل بوالدها لتشجيع موهبتها الطبيعية، فسوق تتعرض لعقاب.
وتم حرمان جيني من الرعاية الطبية وعلاج إصاباتها جراء الضرب والاعتداء الجنسي، والتي تطورت لتصبح عاهات مستمرة مدى الحياة.
وتعاني جيني، التي تبلغ الآن من العمر 49 عاما ، من إصابات لا يمكن علاجها في بصرها وفكها وأمعائها. وقد تطلبت هذه الحالات إجراء عمليات جراحية كبيرة بما في ذلك عملية فغر القولون (تحويل مجرى القولون من خلال فتحة على جدار البطن) في عام 2011.

مصدر الصورة
JENI HAYNES

Image caption

جيني ابتكرت شخصية الطفلة سيمفوني وكان عمرها 4 سنوات

وظلت الاعتداءات مستمرة حتى بلغت جيني 11 عاما، عندها عادت الأسرة إلى بريطانيا، ثم انفصل والديها عام 1984.
وتقول إنها تعتقد أنه لا أحد، ولا حتى والدتها، كان على علم بما كانت تمر به.
“الاعتداء على سيمفوني”
يشير خبراء أستراليون إلى حالة جيني باعتبارها “اضطراب الهوية الانفصامي”، ويقولون إنها مرتبطة ارتباطًا وثيقا بتجارب الإيذاء الشديد ضد طفل في بيئة يُفترض أنها آمنة.
وقال الدكتور بام ستافروبولوس، الخبير في مجال الصدمات النفسية للأطفال، لبي بي سي إن “اضطراب الشخصية الانفصامي هو في الحقيقة استراتيجية للتعايش والبقاء استجابة لسوء المعاملة والصدمات الشديدة التي تعرض لها الطفل”.
فكلما كانت الصدمة في وقت مبكر وزاد سوء المعاملة، زاد احتمال أن يعتمد الطفل على الانفصال عن الواقع للتأقلم معه.
وتقول جيني إن أول شخصية ابتكرتها لتعيش معها هي سيمفوني، فتاة في الرابعة من العمر.
وقالت جيني لبي بي سي “لقد عانت (سيمفوني) من سوء معاملة أبي في كل دقيقة وعندما أساء لي، أي ابنته جيني، كان في الواقع يسيء إلى سيمفوني”.

Image caption

رسم يصور شخصيات جيني التي ظهرت في المحكمة

ومع مرور السنين، ابتكرت سيمفوني شخصيات أخرى بنفسها حتى تتحمل الاعتداء عليها.
وتضيف :”شخصياتي المتعددة كانت في الواقع دفاعاتي ضد والدي”.
وأثناء الحديث مع جيني حضرت شخصية سيمفوني، بعد حوالي نصف ساعة من حديثنا. ونبهت جيني سابقا إلى أن هذا قد يحدث (تحضر سيمفوني)، وهناك علامة عندما يحدث هذا، ومنها أنها تعاني بشدة عند الكلام.
وفور ظهور شخصيتها تحدثت بسرعة وقالت: “مرحبا، أنا سيمفوني. إن جيني في ورطة، سأعود لأخبركم بكل هذا إذا كنتم لا تمانعون”.
صوت سيمفوني أعلى من صوت جيني، ولهجتها أكثر إشراقا، تشبه البنات أكثر. تتحدث لمدة 15 دقيقة وقدرتها الدقيقة على تذكر الأحداث التي وقعت منذ عقود حول “بذاءات الأب” أمر مذهل.
وقالت سيمفوني: “ما فعلته هو أنني أخذت كل شيء اعتقدت أنه كان ثمينا بالنسبة لي، كل شيء مهم وجميل وأخفيته عن أبي حتى أنه عندما أساء لي لم يكن يسيء إلى إنسان يفكر”.
وفي مارس / آذار، سُمح لجيني بالإدلاء بشهادتها في المحكمة باسم “سيمفوني” وخمس شخصيات أخرى، شهدت كل منها جانب من سوء معاملة الأب.
وأشرف على المحاكمة القاضي فقط بدون وجود هيئة محلفين، لأن المحامين اعتبروا القضية مؤلمة للغاية بالنسبة لمحلفين.
وجهت المحكمة للأب ريتشارد هاينز في البداية 367 تهمة، من بينها الاغتصاب والسرقة والاعتداء غير اللائق والإيذاء الجسدي لطفلة دون سن العاشرة. واستطاعت جيني من خلال شخصياتها المتعددة من تقديم أدلة مفصلة على كل جريمة في المحكمة. وقد ساعدتها تلك الشخصيات في الحفاظ على الذكريات التي ربما تكون قد فقدتها بسبب الصدمة.

مصدر الصورة
JENI HAYNES

Image caption

المنزل الذي شهد غالبية الجرائم والاعتداءات بحق جيني في غربي سيدني بأستراليا

كما جمع المدعون العامون مجموعة من علماء النفس والخبراء لإعطاء دليل حول حالة وموثوقية ما ستقوله جيني.
وقالت جيني لبي بي سي: “ذكرياتي كشخص مصاب بمرض اضطراب الشخصيات المتعددة تبدو كأنها في أول يوم تشكلت فيه”.
ثم تحولت إلى صيغة الجمع، وقالت عن الشخصيات المختلفة بداخلها، “لقد تجمدت ذكرياتنا في الوقت المناسب، وإذا كنت في حاجة إليها أذهب وأحضرها”.
وكانت شخصية “سيمفوني” تقدم شهادتها عن تفاصيل الاعتداء على جيني على مدار السنوات السبع في أستراليا. وقدمت شخصية “ماسلز”، وهو شاب قوي يبلغ 18 عاما، كما قدمت أدلة للمحكمة عن الإيذاء البدني الذي تعرضت له.
أما “ليندا”، وهي امرأة شابة أنيقة، ستشهد على تأثير ما تعرضت له جيني على تعليمها وعلاقاتها بالآخرين.
وفي اليوم الثاني من المحاكمة بعد حوالي ساعتين ونصف من شهادة “سيمفوني”، غير والدها أقواله ليقر بالذنب في 25 تهمة، وصفتها جيني بأنها “أسوأ الاتهامات”.
“مرض الانفصام أنقذ روحي”
تقول الدكتورة كاثي كيزلمان، رئيسة منظمة أسترالية تساعد الناجين من صدمة الطفولة: “إنها قضية تاريخية لأنها، حسب علمنا، هي المرة الأولى التي يتم فيها أخذ شهادة شخصيات مختلفة لمريض مصاب باضطراب الشخصية الانفصامية وتقتنع بها المحكمة وتدين الشخص المتهم”.
وأبلغت جيني عن الاعتداءات التي تعرضت لها لأول مرة في 2009. واستغرقت القضية 10 سنوات حتى تمت محاكمة الأب ريتشارد هاينز وإدانته وسجنه.
ومنذ معرفة القضية أصبحت والدة جيني، التي طلقها ريتشارد عام 1984، أقوى مؤيديها في سعيها لتحقيق العدالة.

مصدر الصورة
JENI HAYNES

Image caption

ريتشادر أقر بأنه مذنب فيما يتعلق بأكثر من 25 تهمة

وكانت جيني تعاني لعقود طويلة من نقص المساعدة والعلاج الذي يساعدها على التخلص من الصدمة. وتقول إن الاستشاريين والمعالجين تجنبوها لأنهم لم يصدقوا قصتها أو أنها كانت مؤلمة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التعامل معها.
ويثير اضطراب الشخصية الانفصامية عادة الشكوك بين عامة الناس وحتى بعض الدوائر الطبية.
وقال الدكتور ستافروبولوس: “لا يصدق الناس بسهولة تعرض طفلة لمثل هذه الاعتداءات، لكن قضية جيني مهمة للغاية لأنها ترفع الوعي على نطاق أوسع بهذه الحالة الصعبة للغاية والتي لا تعد شائعة”.
وتقول جيني إن مرض اضطراب الشخصية الانفصامية أنقذ حياتها وأنقذ روحها. لكن الحالة نفسها، والصدمة الكامنة وراءها، تسببت أيضا في معاناة كبيرة لها.
وقضت حياتها في الدراسة، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الدراسات القانونية والفلسفة، لكنها كافحت لتوفير فرصة عمل لها. وهي تعيش حاليا مع والدتها، وكلاهما يعتمد على معاشات الرعاية الاجتماعية.
وقالت في بيانها أمام المحكمة “أنا وجميع شخصياتي نقضي حياتنا ونحن حذرين، ومتأهبين. علينا دوما إخفاء تعددنا والسعي لتحقيق الاتساق في السلوك والموقف والمحادثة والمعتقدات التي غالبا ما تكون مستحيلة”.
“لا يجب أن أعيش هكذا. لم أرتكب أي خطأ، لقد تسبب والدي في اضطراب الشخصية المتعددة”.
وجلست جيني على بعد أمتار من والدها في المحكمة في 6 سبتمبر/ أيلول لرؤيته محكوم عليه بالسجن لمدة 45 عاما. وسيقضي هاينز، الذي يعاني من سوء الحالة الصحية، 33 عاما على الأقل قبل أن يصبح مؤهلا للإفراج المشروط.

مصدر الصورة
JENI HAYNES

Image caption

شخصية ليندا، كانت تعبر عن جيني وهي سيدة أنيقة وجذابة وتحدثت أمام المحاكمة

وقالت القاضية سارة هوغيت، التي أصدرت الحكم، إنه من المحتمل أن يموت في السجن. وقالت إن جرائمه “مزعجة للغاية ومنحرفة” و”بغيضة ومروعة تماما”.
وأكدت القاضية أنه على الرغم من الحكم بسجن والد جيني إلا أنه من المستحيل أن يعكس هذا الحكم حجم وخطورة الضرر.
وقالت جيني لبي بي سي قبل صدور الحكم “أريد أن أتحدث عن قصتي بحماس”. “أريد أن يكون كفاحي الذي استمر عشر سنوات من أجل العدالة هو مشعل النور الذي سيمهد الطريق لمن بعدي”.
وأضافت “إذا كان لديك اضطراب في الشخصية نتيجة للإساءة ، فقد أصبحت العدالة ممكنة الآن. يمكنك الذهاب إلى الشرطة وإخبارهم بقصتك. لم يعد تشخيص مرضك عائقا أمام العدالة”.

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Avatar

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Avatar

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

ترامب عن هجوم الأردن: نحن على حافة الحرب العالمية الثالثة!

Avatar

Published

on

أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بيانا دان فيه الهجوم بطائرة مسيرة والذي استهدف قاعدة أميركية وأسفر عن مقتل 3 عناصر من القوات الأميركية وإصابة آخرين.

Follow us on Twitter

وقال ترامب في بيان: “إن الهجوم بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية أميركية في الأردن، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة عدد أكبر، يمثل يومًا فظيعًا لأميركا.”

وأضاف: “أتوج بأعمق التعازي إلى عائلات الجنود الشجعان الذين فقدناهم.”

وحمل ترامب سياسية منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن مسؤولية الهجوم بالقول: “إن هذا الهجوم السافر على الولايات المتحدة هو نتيجة مروعة ومأساوية أخرى لضعف جو بايدن واستسلامه.”

وتابع البيان: “قبل ثلاث سنوات، كانت إيران ضعيفة، ومفلسة، وتحت السيطرة الكاملة. وبفضل سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها، بالكاد يستطيع النظام الإيراني جمع دولارين لتمويل وكلائه الإرهابيين.”

واستطرد بيان ترامب بالقول: “ثم جاء جو بايدن وأعطى إيران مليارات الدولارات، والتي استخدمها النظام لنشر سفك الدماء والمذابح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.”

ولفت ترامب إلى أن مثل هذا الهجوم ما كان ليحدث لو كانت رئيسا، مضيفا “تمامًا مثل هجوم حماس المدعوم من إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدًا، والحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث أبدًا، وسيكون لدينا الآن سلام في جميع أنحاء العالم.”

وأكد بيان الرئيس الأميركي السابق أن العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة.

“إن هذا اليوم الرهيب هو دليل آخر على أننا بحاجة إلى عودة فورية إلى السلام من خلال القوة، حتى لا يكون هناك المزيد من الفوضى، ولا مزيد من الدمار، ولا مزيد من الخسائر في الأرواح الأميركية الثمينة.

وختم البيان بالقول: “لا يمكن لبلدنا البقاء على قيد الحياة مع جو بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة”.

سكاي نيوز

Continue Reading