Connect with us

اخر الاخبار

موجات الحر: كيف يتغلب السكان في نيجيريا على ارتفاع درجة الحرارة؟

مصدر الصورة Ayodele Johnson قبل أن يبدأ موسم الأمطار في مدينة لاغوس النيجيرية بشكل فعلي، ظلت المصورة المحترفة غريس إكبو تعاني على مدار ليالٍ طويلة من الحرارة الشديدة والخانقة. ولأن أجهزة التكييف تشكل رفاهية لا قبل للكثيرين في هذه المدينة بتحمل تكاليفها، يعتمد السكان بشكل عام على المراوح. لكن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال…

Avatar

Published

on

مصدر الصورة
Ayodele Johnson

قبل أن يبدأ موسم الأمطار في مدينة لاغوس النيجيرية بشكل فعلي، ظلت المصورة المحترفة غريس إكبو تعاني على مدار ليالٍ طويلة من الحرارة الشديدة والخانقة.

ولأن أجهزة التكييف تشكل رفاهية لا قبل للكثيرين في هذه المدينة بتحمل تكاليفها، يعتمد السكان بشكل عام على المراوح. لكن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال الليل، يجعل من العسير على الكثير من السكان المحرومين من النوم، تحقيق التوازن في حياتهم، بما يكفل لهم أداء أعمالهم بكفاءة. إذ أنه يندر أن ينعم هؤلاء بقسط كافٍ من الراحة يُمَكِنّهم من مواجهة أعباء الحياة، في أكثر المدن الكبرى اكتظاظا بالسكان في نيجيريا.
ويكفي أن نقول إن عدد سكان لاغوس يبلغ 22 مليون نسمة، ويزداد بوتيرة متسارعة، في غمار توقعات بأن يتضاعف عدد السكان في نيجيريا بأسرها بحلول عام 2050.

وترتفع الحرارة بدورها، ما يجعل البلاد تشهد موجة من الحر الشديد. فخلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، ظلت درجات الحرارة في العاصمة التجارية لنيجيريا أعلى من معدلاتها المعتادة بخمس درجات كاملة.
وقد تراجعت حدة موجة الحر قليلا منذ بدء هطول الأمطار في مايو/أيار الماضي. لكن قد تكون هذه الموجة – حسبما يقول الباحثون بشأن ظاهرة التغير المناخي – مؤشرا على ما ستواجهه دول غرب أفريقيا في المستقبل على هذا الصعيد.
وفي غالبية الأوقات، يكون الطقس أقل حرارة في ساعات الصباح الأولى. لكن ذهابك لعملك مع شروق الشمس قد يجعلك تعاني من حر خانق وذلك إذا عَلِقْتَ في زحام السيارات، التي تسير بسرعة السلحفاة وتصطف خلف بعضها بعضا في صفوف طويلة على جسر “ذا ثيرد ماينلاند”، الذي يبلغ طوله 11.8 كيلومترا، وكان الأطول في أفريقيا حتى عام 1996. ويربط الجسر بين المنطقة المعروفة باسم “لاغوس البر الرئيسي”، والجزيرة التي تحمل اسم المدينة، وتشكل إحدى أربع جزر تتألف منها العاصمة التجارية لنيجيريا.

إسرائيل في المرتبة السادسة بين الدول الأكثر تطورا في تقديم الخدمات الرقمية
الكذب في العمل: إذا كنت كذابا فهذه الوظائف تناسبك

مصدر الصورة
Ayodele Johnson

Image caption

اتخذت إخصائية العلاج الطبيعي شياماكا نوان (27 عاما) قرارا واعيا بتغيير نمط ثيابها لكي يتلاءم مع درجات الحرارة المرتفعة في مكان عملها

ويشكل قطع هذا الطريق ذهابا إلى العمل وإيابا منه، رحلة طويلة تجعل العرق يتصبب ممن يخوضونها، وذلك بفعل التكدس المروري. وبينما توجد المؤسسات الحكومية والعامة في منطقة “البر الرئيسي”، تتخذ الشركات الناشئة ومتعددة الجنسيات والموظفين الشبان من جزيرة لاغوس مقرا لهم على نحو متزايد، فهي المنطقة التي يشق فيها أبناء جيل الألفية والجيل التالي له، مسيرتهم المهنية في مجالات مثل الإعلام والتكنولوجيا والقانون.
واضطر غالبية هؤلاء إلى ابتكار حيلهم وطرقهم الخاصة لمواجهة ارتفاع درجة حرارة الطقس. فـ “إكبو” البالغة من العمر 28 عاما، تقول إنها تتمنى لو كان بوسعها أن ترتدي طوال الوقت “قبعة مزودة بمظلة”. وتضيف: “أرى البعض يفعلون ذلك وأعتقد أنه أمر عبقري، إذ أنه يحميهم على الأقل من الشمس المحرقة”.
وتصف هذه المصورة الشابة رحلتها الشاقة للعمل يوميا، قائلة إنه يتعين عليها في هذه الحالة مواجهة الازدحام المروري على الجسر، وهو ما يضطرها لتشغيل مُكيف الهواء في سيارتها بكامل طاقته، حتى مع حركة السير البطيئة.
ورغم أن إكبو تعلم أن ذلك يعني أنها ستستهلك قدرا أكبر من الوقود، وهو أحد البنود التي تستهلك جانبا كبيرا من ميزانيتها، إلا أن فوائد هذا الأمر تَجُبُ سلبياته. وتقول: “أحمل معي كميات كبيرة من المياه لتقليل الإجهاد الناجم عن درجة الحرارة المرتفعة”. وتشير إلى أنها تقلص من استخدام مرطبات البشرة، في محاولة لجعل بشرتها تتصبب عرقا بشكل طبيعي.
لكن هناك من لا يُضطرون لتحمل هذه التنقلات اليومية المُنهكة. فالبعض ثري بما يكفي لكي يعيش في جزيرة “لاغوس” نفسها، بما تحتوي عليه من شواطئ ومنتجعات. ويتشكل السكان هناك من مزيج من الأشخاص شديدي الثراء والموظفين الموسرين في قطاعيْ التكنولوجيا والإعلام الرقمي.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

يضطر الذاهبون إلى أعمالهم والعائدون منها في مدن مثل لاغوس إلى قطع رحلات طويلة ومرهقة تجعلهم يتصببون عرقا

ثياب “مُقاومة للطقس”
حالة أخرى للمهنيين الشبان العاملين في لاغوس، تتمثل في شياماكا نوان (27 عاما) التي تعمل أخصائية للعلاج الطبيعي، وهي شابة اتخذت قرارا واعيا بأن تتلاءم محتويات خزانة ملابسها مع درجة الحرارة المرتفعة في مكان عملها. ولذا قصت شعرها الطويل الذي كان يجعلها تتعرق، وأصبحت انتقائية بشكل أكبر فيما يتعلق بما ترتديه.
وتقول إنها تفضل شعرها الطبيعي لأنه قصير نسبيا، ويمكن لفه إلى أعلى بسهولة عندما يصبح الطقس شديد الحرارة، مضيفة: “أرتدى ثيابا خفيفة، قصيرة الأكمام”. كما تستخدم هذه الفتاة أبوابا شبكية في المنزل، كي تسمح للهواء بالانتشار في أرجائه.
أما ديجي دوسنمو (33 عاما)، الذي يعمل مديرا للتسويق الرقمي، فيقول إنه يستحم ثلاث مرات يوميا عندما يقبع طوال الوقت في المنزل، ومرتين في اليوم الذي يخرج فيه من المنزل. ويضيف أنه يشرب كميات كبيرة من المياه حتى لا يصاب بالجفاف. ويفضل – للتنقل بداخل المدينة – أن يركب سيارات مُكيفة الهواء، سواء كانت سيارة خاصة أو تابعة لشركة “أوبر”، أو حتى في صورة حافلة من طراز جديد مُطوّر بدأ استخدامه مؤخرا في لاغوس.
المشكلة أن هناك ثمنا لنيل أي قسط مؤقت من الراحة من موجات الحر الشديد في هذه المدينة النيجيرية. فبسبب عدم قدرة البنية التحتية لـ “لاغوس” على مواكبة التوسع السريع الذي تشهده، ينقطع التيار الكهربائي في المدينة بشكل متكرر، وهو ما يحدو بالكثير من السكان إلى الاعتماد على مولدات الكهرباء المملوكة لهم، ما يُطلق كميات أكبر من الانبعاثات الغازية في الأجواء.
ولا يتردد دوسنمو في تحمل تكلفة الوقود الإضافي اللازم لتشغيل المولد الخاص به، نظرا لأنه يُبقي جهاز التكييف في وضع التشغيل طوال الوقت، مؤكدا أن انقطاع الكهرباء يجعل الأجواء في بيته خانقة. لكنه يشير إلى أن تكاليف الوقود هذه تمثل “تحديا حقيقيا”.
أما في خارج المنازل، فتتناثر قوارير المشروبات الغازية في الكثير من شوارع المدينة. فالسكان الذين يعانون من شدة الحر، يرغبون في احتساء مشروبات باردة، وهو أمر يصب في صالح مندوب مبيعات يُدعى هنري (21 عاما)، رافضا الكشف عن اسمه كاملا. ويزود هذا الشاب تجار التجزئة باحتياجاتهم من عبوات المياه الغازية من علامة تجارية مشهورة.
ويعد هنري أحد الرابحين من موجة الحر التي ضربت لاغوس خلال الشهور الماضية، فقد وزع في كل يوم من أيام هذه الفترة الواقعة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2018 ومايو/أيار 2019 ما بين 500 إلى ألف من عبوات المشروب الذي يزود به التجار. ولا يُقارن حجم التوزيع هذا بحجمه الحالي، الذي لا يزيد على ما يتراوح ما بين 250 و300 عبوة يوميا، منذ أن أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت في يونيو/حزيران إلى تقليل درجة الحرارة.

مصدر الصورة
Faith Ilevbare

Image caption

تقول المصورة المحترفة غريس إكبو إنها تتزود بكميات كبيرة من المياه وتُشغّل جهاز التكييف، وتتجنب مرطبات البشرة، لتحاشي الشعور بالارتفاع المفرط في درجة الحرارة

المستجيرون من الرمضاء بالنار
من جهة أخرى، ربما تكون الفترات طويلة الأمد من الحر الشديد كذلك الذي حدث في لاغوس مؤخرا، قد أصبحت جزءا من الحياة اليومية للعاملين هناك. فبالرغم من أن المدينة تقع في جزء من القارة الأفريقية، ترتفع فيه درجات الحرارة بالفعل في غالبية أوقات السنة، فإن هذا الحال سيزداد سوءا على الأغلب، بسبب تَبِعات ظاهرة التغير المناخي. فأفريقيا – بحسب الأمم المتحدة – هي القارة الأكثر عرضة لتأثيرات هذه الظاهرة، بما فيها الفيضانات وموجات الجفاف، برغم أنها لا تمثل مصدرا رئيسيا لانبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.
ويقول خبراء أمريكيون في مجال البيئة إنه على الرغم من أن الناس يشعرون بالفعل بتأثيرات التغير المناخي “فإن ما يحدث الآن، من قبيل موجات الحر في نيجيريا وحرائق الغابات الهائلة في الولايات المتحدة، ليس إلا مؤشرا بسيطا على ما سيحدث مستقبلا، إذا ما واصلت التنمية البشرية سيرها على درب الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري”.
وفي السياق ذاته، أفادت دراسة حديثة أُجريت على مستوى العالم بأن الحرارة الشديدة تؤثر على الإنتاجية والحالة الصحية، ويجب أن تُعامل على أنها مشكلة تتعلق بالصحة العامة.
وأشارت دراسة أخرى تعود إلى عام 2017، إلى أنه من المرجح أن تتفاقم هذه المشكلة في قادم الأيام. وأوضحت الدراسة أن عدد من سيكونون مُعرّضين سنويا لدرجات حرارة مميتة بحلول عام 2050، قد يزيد بواقع 350 مليون شخص، من سكان المدن الكبيرة للغاية مثل لاغوس، حتى لو لم يتجاوز معدل ارتفاع حرارة الأرض درجة ونصف الدرجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما تنص على ذلك اتفاقية باريس التي تم التوصل إليها عام 2015.
وقال أحد معدي الدراسة إن “الحاجة للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة بإفراط ستبقى قائمة، حتى لو تم تحقيق الأهداف الطموحة المتعلقة بتقليص” الانبعاثات المُسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والتي وردت في اتفاقية باريس.
وأشار إلى أن التركز الكبير للسكان وللحرارة في البيئات الحضرية يجعل “المدن محورا لاهتمام القائمين على الجهود” المرتبطة بتمكين البشر من التأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

رغم أن هذا الجزء من القارة يشهد درجات حرارة مرتفعة في غالبية أوقات السنة، فإن هذا الحال سيزداد سوءا على الأغلب بسبب تَبِعات ظاهرة التغير المناخي

ولم يكن غريبا أن تنشغل وسائل الإعلام في نيجيريا بموجة الحر التي ضربت البلاد. وانطلقت بالفعل حملة لضخ استثمارات في مجال موارد الطاقة المتجددة، لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء وتقليص الانبعاثات الكربونية.
وقد دعت مدونة نُشِرَت مؤخرا على موقع حكومة ولاية لاغوس، إلى تدشين برنامج للتشجير من أجل تقليص بعض تَبِعات التغير المناخي. أما على مستوى عموم البلاد، فثمة خطط لدى إدارة التغير المناخي التابعة لوزارة البيئة، لإطلاق حملة من ثلاث مراحل، لتوعية النيجيريين بمخاطر هذه الظاهرة المناخية.
لكن الحلول تستغرق وقتا لتؤتي ثمارها، وهو ما يتطلب من سكان لاغوس ابتكار طرقهم وحيلهم الكفيلة بتمكينهم من مواجهة الارتفاع في درجات الحرارة. ومما يدعو للأسف، أن الأسلوب الأكثر شيوعا في هذا المجال، والذي يعتمد على استخدام المزيد من أجهزة التكييف ومن ثم عدد أكبر من مولدات الكهرباء، سيؤدي لإطلاق قدر أكبر كذلك من الانبعاثات الغازية. وتبحث بعض الشركات فكرة الاستفادة من الطاقة الشمسية، لكن هذا الأمر مكلف وغير شائع في الوقت الراهن.
وإذا عدنا إلى إكبو سنجدها تصف لاغوس بالقول إنها “مزدحمة على الدوام، ومدينة لا تنام على الإطلاق”، مشيرة إلى أنها لا تعتقد أن السكان مستعدون بحق “لمواجهة غالبية الأشياء مثل الفيضانات وموجات الحر وغيرها”.
وتضيف: “مع عدم وجود الطاقة الكهربائية بشكل ثابت ومنتظم في الكثير من المنازل، يضطر الناس للاعتماد على أنفسهم لإيجاد مصدر للطاقة لجعل الحياة أكثر احتمالا”.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Avatar

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Avatar

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

ترامب عن هجوم الأردن: نحن على حافة الحرب العالمية الثالثة!

Avatar

Published

on

أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بيانا دان فيه الهجوم بطائرة مسيرة والذي استهدف قاعدة أميركية وأسفر عن مقتل 3 عناصر من القوات الأميركية وإصابة آخرين.

Follow us on Twitter

وقال ترامب في بيان: “إن الهجوم بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية أميركية في الأردن، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة عدد أكبر، يمثل يومًا فظيعًا لأميركا.”

وأضاف: “أتوج بأعمق التعازي إلى عائلات الجنود الشجعان الذين فقدناهم.”

وحمل ترامب سياسية منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن مسؤولية الهجوم بالقول: “إن هذا الهجوم السافر على الولايات المتحدة هو نتيجة مروعة ومأساوية أخرى لضعف جو بايدن واستسلامه.”

وتابع البيان: “قبل ثلاث سنوات، كانت إيران ضعيفة، ومفلسة، وتحت السيطرة الكاملة. وبفضل سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها، بالكاد يستطيع النظام الإيراني جمع دولارين لتمويل وكلائه الإرهابيين.”

واستطرد بيان ترامب بالقول: “ثم جاء جو بايدن وأعطى إيران مليارات الدولارات، والتي استخدمها النظام لنشر سفك الدماء والمذابح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.”

ولفت ترامب إلى أن مثل هذا الهجوم ما كان ليحدث لو كانت رئيسا، مضيفا “تمامًا مثل هجوم حماس المدعوم من إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدًا، والحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث أبدًا، وسيكون لدينا الآن سلام في جميع أنحاء العالم.”

وأكد بيان الرئيس الأميركي السابق أن العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة.

“إن هذا اليوم الرهيب هو دليل آخر على أننا بحاجة إلى عودة فورية إلى السلام من خلال القوة، حتى لا يكون هناك المزيد من الفوضى، ولا مزيد من الدمار، ولا مزيد من الخسائر في الأرواح الأميركية الثمينة.

وختم البيان بالقول: “لا يمكن لبلدنا البقاء على قيد الحياة مع جو بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة”.

سكاي نيوز

Continue Reading