يصل بعيدا لكن لا يزول أثره قط..عن الدخان المتصاعد من الحرائق - Lebanon news - أخبار لبنان
Connect with us
[adrotate group="1"]

صحة

يصل بعيدا لكن لا يزول أثره قط..عن الدخان المتصاعد من الحرائق

تدوم الآثار الناجمة من الدخان لفترة أطول مع سفرها مسافة أبعد مما يمكنك تصوره، حتى بعد تبدد سحبه الأعلى كثافةً. كان قد بدا وكأن المنطقة الغربية بأكملها تحترق لعدة أيامٍ مروعة في أوائل أيلول/سبتمبر، فقد تسببت رياح شديدة غير اعتيادية مصدرها المنحدرات الغربية لجبال روكي في إشعال نيران العشرات من الحرائق الجديدة، والتي قد امتدت…

Avatar

Published

on

يصل-بعيدا-لكن-لا-يزول-أثره-قط.عن-الدخان-المتصاعد-من-الحرائق

تدوم الآثار الناجمة من الدخان لفترة أطول مع سفرها مسافة أبعد مما يمكنك تصوره، حتى بعد تبدد سحبه الأعلى كثافةً.

كان قد بدا وكأن المنطقة الغربية بأكملها تحترق لعدة أيامٍ مروعة في أوائل أيلول/سبتمبر، فقد تسببت رياح شديدة غير اعتيادية مصدرها المنحدرات الغربية لجبال روكي في إشعال نيران العشرات من الحرائق الجديدة، والتي قد امتدت من واشنطن إلى المكسيك. وقد نتج عن هذا حرق ما يقرب من مليون فدان في كاليفورنيا وحدها في الفترة ما بين 7 أيلول/سبتمبر و10 أيلول/ سيتمبر.

وغُطي جسر البوابة الذهبية الشهير الواقع في سان فرانسيسكو بضبابٍ مروعٍ برتقالي اللون. وسرعان ما تدهورت جودة الهواء، فقد ارتفعت قيمة مؤشر جودة الهواء في بعض المناطق إلى أكثر من 500، ويُعد هذا الحد الأقصى ضمن فئة الخطر، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية. علاوة على هذا، لاحظ سكان أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد أقل من أسبوع أن السماء قد اتخذت مظهرًا ضبابيًا، فقد انجرف الدخان بفعل قوة الرياح.

إنه من غير المفاجئ أن يغمر الدخان معظم المنطقة الغربية؛ إذ أُضرمت النيران في مئات الآلاف من الأفدنة. بل وفي بعض الحالات، قد شهدت المجتمعات الأقرب من ألسنة اللهب أسوأ مؤشرًا لجودة الهواء على الإطلاق. وبالحديث عن حركة الدخان، فهي حركة معقدة؛ إذ أن نهاية مسار جزيئاته تعتمد على عدة عوامل منها: شدة الحريق، تضاريس المنطقة والطقس المحلي.

يُرسَل الدخان صعودًا لأعلى على هيئة عمود عند اندلاع الحرائق، وينتقل العمود على نحوٍ أعلى كلما كانت طاقة الحريق هائلة. وقد يتسبب البعض منها في تشكل سحب ركامية شاهقة تُعرف باسم «السحب الركامية اللهيبية Pyrocumulonimbus Clouds» والتي بمقدورها مد الدخان عموديًا لعشرات آلاف الأقدام فوق الأرض، حتى ارتفاع قد يصل إلى طبقة الستراتوسفير، كما يلعب ارتفاع الدخان المنبعث دورًا حاسمًا في تحديد مكان انتهائه وكيفية تأثيره على الهواء المُستنشَق.

UPDATE: @NOAA‘s #GOES17🛰️ has been monitoring California’s #CreekFire, which grew explosively today after igniting in the Sierra National Forest on Friday. In this loop, you can see the fire’s extraordinary #Pyrocumulonimbus cloud, which reached an estimated 45,000+ ft high. pic.twitter.com/pcWwnrA2zs

— NOAA Satellites – Public Affairs (@NOAASatellitePA) September 6, 2020

ويقول كريغ كليمنتس Craig Clements، وهو أستاذ في علم الأرصاد الجوية، ومدير مركز أبحاث مكافحة الحرائق المتعدد التخصصات بجامعة ولاية سان خوسيه: «إنه في حال عدم ارتفاع الدخان لمستوياتٍ عالية أو حصاره، فإنك ترى تأثيره على المجتمعات المحلية أو الإقليمية»، وأضاف: «أما في حال ارتفاعه لمستوياتٍ عالية، فيمكنه حينها أن ينتشر في مختلف أنحاء العالم»

فإن الدخان الذي قد هب بإتجاه الغرب فوق المحيط الهادئ، كان مصدره نفس الرياح الشرقية القوية التي قد فجرت نيران الحرائق في أوائل أيلول/ سبتمبر، وكانت كتلته ضخمة بحيث يسهل التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية، وعندما تحرك عائدًا إلى السطح عند تغير إتجاه الرياح، غطى حينها مساحات شاسعة من واشنطن، أوريغون وكاليفورنيا.

بإمكان الدخان المتصاعد من العمود الرئيسي للحريق أن ينتقل رأسيًا وأفقيًا على حدٍ سواء، وأحيانًا بفعل الرياح الناجمة عن الحريق، وتختلف مستويات تركزه من النهار عنها في الليل، خاصة إذا كان السطح الأرضي معقدًا. وتُعد طبقات الانعكاس الحراري التي تتكون في الوديان هي المثال الأقرب لهذه الحالة؛ إذ تقوم رياح التصريف (نوع من الرياح السفحية الهابطة) بسحب الدخان ليلًا إلى داخل الوديان، إذ يُحاصر في درجات حرارة أكثر برودةً، وبحلول أشعة الشمس وتسخين أرض الوادي، يكون حينها بمقدور سحب الدخان الفرار صعودًا على سفح التل.

يكمل كليمنتس حديثه قائلًا أنه مثلما يؤثر الطقس المحلي على حركة الدخان، فقد يُغير هو الآخر في أنماط الطقس؛ فتُظلل أعمدة الدخان بضبابها الأشعة الضوئية الوافدة، وهذا ينتج عنه فارق حراري بين الهواء المستظل والآخر البين، مما يخلق ما يسمى «تيار الكثافة»، وفيه ينساب الهواء من مناطق الضغط المرتفع إلى المناطق ذات الضغط المنخفض غالبًا في إتجاه معاكسٍ للرياح السائدة، وأيضًا بموجبه قد تُحمل جزيئات الدخان بعيدًا عن مصدر الحريق.

وعلاوة على هذا، قد يحجب للضباب الدخاني الرياح المحيطة. ويُسلط كليمنتس الضوء على تيارات الحمل الحراري، إذ يوضح أن الطقس المشمس الدافئ يُعد محفزًا لها، فيقول: «إن تشكل التيارات الدافئة والدوامات يُسبب اضطرابًا في الطبقة السطحية لغلاف الأرض الجوي، المقصود هنا التربوسفير، مما ينتج عنه تباين في سرعة الرياح، وحركة أكثر عشوائيةً للنيران». لكن يولد الدخان الكثيف طبقة تحجز طاقة الإشعاع الحراري، وهذا يعني سطح أكثر برودة، وهدوء أكثر لنشاط الرياح. وعلى الرغم من كون هذا نبأ سارًا، إلا أنه يزيد من احتمال تجول الدخان وتأثر جودة الهواء لفترة طويلة، وهذا ما حدث بالفعل في منطقة خليج سان فرانسيسكو في أيلول/ سبتمبر، حينما اختلط الدخان بالضباب في مزيج سام كثيف.

يتكون دخان الحرائق من خليطٍ معقدٍ من الجسيمات التي من شأنها أن تؤثر على صحة الإنسان، وهي: بخار الماء؛ ثاني أكسيد الكربون؛ أول أكسيد الكربون؛ أكاسيد النيتروجين، مركبات عضوية متطايرة وجسيمات دقيقة. وعادةً ما تستقر جزيئات الرماد الأكبر حجمًا بالقرب من مصدرها، أما الجزيئات الدقيقة والأخرى متناهية الصغر فتبقى محلقة عاليًا لأيامٍ أو أسابيع، ما لم تجرفها الأمطار أو تمتصها السحب. أما عن الجزيئات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، فتتوغل عميقًا في الرئتين وتشق طريقها في مجرى الدم مما يُثير أمراض القلب والرئتين مثل: مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو.

لذلك تحتاج المجتمعات مع نمو مواسم الحرائق وازدياد حرائق الغابات في مناطقٍ عدة كالغرب، إلى نماذج التنبؤ الدقيق، والتي من شأنها توقع كثافة الدخان وموقعه. فقد أظهرت دراسة جديدة أن التركيزات العالية من الجسيمات الناتجة من دخان الحرائق تزيد بشدة من احتمالية التماس العناية الطارئة؛ ولهذا فنحن بحاجة إلى نماذج لأنظمة تساعد مسؤولي الصحة العامة في تحذير السكان عندما يُحتمل تدهور جودة الهواء، حتى يكون حينها بمقدورهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية صحتهم.

تستند عادةً التنبؤات الحالية على بيانات الأقمار الصناعية والتنبؤات الجوية، وأيضًا على تقديرات الانبعاثات الناجمة من الحرائق النشطة، والتي تستند على نوعية وكمية النباتات التي أحترقت في اليوم الواحد.

ووفقًا لكليمنتس، فلا تضع معظم نماذج التنبؤات في اعتبارها ظواهر كالضباب الدخاني، لكن قد بدأ الجيل التالي منها وضع الكيفية التي يؤثر بها كلًا من الدخان والحرائق على الطقس بعين اعتبارها.

قد التهمت ألسنة لهب العديد من حرائق مطلع أيلول/ سبتمبر، عشرات الآلاف من الأفدنة يوميًا، وكانت تلك الحرائق تتغذى على الوقود الأحفوري، وتؤججها الرياح العاتية. وقد نما حريق كريك فاير الذي اندلع فى غابة سييرا الوطنية فى ولاية كاليفورنيا يوم 6 أيلول/ سبتمبر بشكلٍ إنفجاري مكونًا سحابة ركامية لهيبية هائلة وصلت لارتفاع 45.000 قدم من الغلاف الجوي، وقد بلغ أيضًا جزء كبير من الانبعاثات الناجمة عن هذا الحريق وغيره، ارتفاعات هائلة تكفي لعمل جولة في التيارات الهوائية العليا. وحُمِل الدخان عن طريق التيار النفاث شرقًا، ومن هناك قد حُدد اتجاهه وانقاد من قبل العواصف الإستوائية القادمة من المحيط الأطلنطي وسواحل خليج الولايات المتحدة. ومن ثم بدأت وسائل الإعلام المحلية التابعة للساحل الشرقي بعد أسبوعٍ من إندلاع الحريق بتقديم تقارير تُفيد بأن دخان الحرائق الغربية قد تحول إلى لون غروب الشمس البرتقالي، وأنه قد وصل إلى أوروبا بعد فترة وجيزة، لكن ولحسن الحظ، لم تتدهور جودة الهواء كما كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن؛ إذ أن الهباء الجوي كان على ارتفاعٍ عالٍ من الغلاف الجوي.

تعتمد هيئة الطقس الوطنية على الأقمار الصناعية في الرصد والتنبؤ بحركة الدخان، فإذا تلتقط أجهزة مثل مقياس التصوير الطيفي متوسط الدقة التابع لناسا MODIS صورًا يومية عن طريق قمرين صناعيين مختلفين، كما يلتقط مقياس الطيف الإشعاعي التصويري متعدد الزوايا MISR المحمول على متن القمر الصناعي «تيرا» التابع لناسا صورًا من تسع زوايا مختلفة.

يقول جريجوري شيل Gregory Schill، وهو عالم أبحاث في مختبر العلوم الكيميائية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، أنه على الرغم من أهمية الأقمار الصناعية في تعقب الدخان، إلا أنها تتتبعه عند حدٍ معين؛ إذ أن بإمكانها فقط رصد أعمدته إما من أعلى أو عبر زوايا مائلة، وتقتصر حمولتها على الأجهزة الأخف وزنًا؛ لذلك قد عكف الباحثون على دراسة الحرائق بمساعدة أجهزة أرضية وجوية فائقة الحساسية، بهدف التعلم قدر المستطاع عن تركيب وسلوك الدخان، وكذلك عن تفاعلاته مع الغلاف الجوي.

Surface daily fine particles (PM2.5) estimated from #SNPP and #NOAA20 #VIIRS AOD: #smoke over most of CONUS not reaching surface in central/eastern US, so #airquality Good-Moderate. Persistent Hazardous/V.Unhealthy/Unhealthy in West but some improvement compared to recent days. pic.twitter.com/21A6dpPuJP

— AerosolWatch (@AerosolWatch) September 16, 2020

ويُكمل شيل حديثه قائلًا أن تبدد الدخان، لا يعني أن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد. ففي أثناء سفره هو وباحثون آخرون إلى مناطق نائية فوق المحيطين الهادئ والأطلسي في الفترة بين عامي 2016 و2018، بطائرة كانت تضم أجهزة بالغة الحساسية من أجل بعثة التصوير الإشعاعي المقطعي للغلاف الجوي، قد دُهش هو وفريقه حينما وجدوا أن في المتوسط نحو ثلث الجزئيات الأساسية في طبقة الهواء السفلي (التروبوسفير) تتكون من الدخان، وهي طبقة تمتد سطح الأرض وحتى ارتفاع يُقدر بنحو من خمسة إلى تسعة أميال.

وقد استعان شيل وفريقه أيضًا بجهاز مقياس الطيف الكتلي الليزري PALMS، وهو جهاز تابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، في تحليل الجزيئات الفردية من الدخان لدراسة تركيبها. ووجدوا أنه يتألف من خليطٍ من جزيئات فاتحة اللون كالكبريتات والجزيئات العضوية، وأخرى داكنة اللون مثل الكربون الأسود. وبسؤاله عن التأثير الناجم عن تلك الجزيئات على الغلاف الجوي، أجاب شيل: «إنه أمرًا معقدًا». فتقوم الجزيئات الداكنة بامتصاص الضوء، بينما تعكسه الأخرى الأفتح لونًا، لكن كما يقول شيل فإن «الكيفية التي تؤثر بها تلك الجزيئات على المناخ، تعتمد على ما أسفلها من سطح».

فتأثير الجزيئات الداكنة التي تعلو سطحًا مظلمًا كالمحيط، ليس بالقوي (بالنسبة للحرارة)، لكن قد تتسبب نفس الجزيئات في ارتفاعٍ ملحوظٍ في درجات الحرارة حينما تعلو الجليد. أما الجزيئات فاتحة اللون، فهي لها تأثير التبريد على عكس الأخرى داكنةً اللون.

يخلق الدخان المنتشر في أماكنٍ بعيدةٍ بصورة جماعية على الرغم من عدم قابليته للرصد من قبل الأقمار الصناعية، نوعًا من التعتيم شبيهًا بالذي تسببه أعمدة الدخان الكثيفة الناجمة من حرائق الغابات النشطة. ويُصرح شيل في وقتٍ فيه الباحثين في حيرة من أمرهم حول السبب الذي قد يجعل الجزيئات تؤثر على المناخ على المدى البعيد، بأن التأثيرات الواقعة على المناخ العالمي من قبل هذا الدخان الأخف شدةً، هي تأثيرات لا يستهان بها هي الأخرى.

في نهاية المطاف، استقبلت مناطق من واشنطن وأوريغون أمطارًا ترحيبيةً بعد عشرة أيام من سلسلة حرائق أوائل سبتمبر، صفت خلالها السماء مؤقتًا، ومضى خلالها الناس يتنفسون الهواء الطلق بعمق، ويستمتعون بمنظر السماء الزرقاء. لكن ولسوء الحظ، لم تدم تلك المهلة طويلًا؛ إذ اندلعت الحرائق مجددًا يوم 27 أيلول/سبتمبر، ولكن هذه المرة في منطقة واين كنتري بكاليفورنيا ومقاطعة شاستا. وبهذا يتكرر النمط السائد؛ حيث المزيد من كلا من: عمليات الإجلاء ورجال الإطفاء والدخان.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

code

أخبار العالم

بعد انتشار “ماربورغ” عالمياً… هل نحن بخطر؟

P.A.J.S.S.

Published

on

ترتفع نسب المخاطر عالمياً بسبب ازدياد تفشّي الأمراض والفيروسات، من كورونا وجدري القردة إلى فيروس “ماربورغ”  الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أخيراً انتشاره في غانا، حيث تمّ تسجيل إصابتين تأكّدت وفاتهما في وقت لاحق. وعبّرت المنظمة عن بالغ قلقها من انتشار الفيروس عالمياً، لأنه قادر على قتل المصاب خلال 3 أيام.

فماذا نعرف عن هذا الفيروس؟ ما مدى خطورته؟ وهل من الممكن أن يصل إلينا؟

الأعراض

في موازاة ذلك، هناك أعراض رئيسية لمن يصابون بالفيروس، إذ يبدأ المرض الناجم عن فيروس ماربورغ بصداع حادّ مفاجىء ووعكة شديدة. ومن أعراضه الشائعة أيضاً الأوجاع والآلام العضلية.

وعادة ما يتعرّض المريض لحمّى شديدة في اليوم الأوّل من إصابته، يتبعها وهن تدريجي وسريع.

أمّا في اليوم الثالث تقريباً فيُصاب المريض بإسهال مائي حادّ وألم ومغص في البطن وغثيان وتقيّؤ. ويمكن أن يدوم الإسهال أسبوعاً كاملاً. ويُظهر الكثير من المرضى أعراضاً نزفية وخيمة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، علماً أنّ الحالات المميتة تتّسم عادة بشكل من أشكال النزف من مواضع عدّة.

من المُلاحظ أنّ وجود الدم الطازج في القيء والبراز يصحبه، في كثير من الأحيان، نزف من الأنف واللثّة، والمهبل بالنسبة إلى المرأة.

وفي الحالات المميتة تحدث الوفاة بين اليوم الثامن واليوم التاسع بعد ظهور الأعراض، ويسبقها عادة صدمة.

أول تفشٍّ وأصل التسمية

يشرح رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، غسان دبيبو لـ”أساس” هويّة هذا الفيروس، فيقول: “المرض كُشف عنه للمرّة الأولى في عام 1967 عندما تفشّى في مركزين واقعين في ماربورغ بألمانيا وبلغراد بجمهورية يوغسلافيا السابقة. وعُزِي ذلك التفشّي إلى أنشطة مخبرية تستعمل نسانيس إفريقية خضراء (Cercopithecus aethiops) استُورِدت من أوغندا. تمّ الإبلاغ لاحقاً عن حدوث تفشٍّ وحالات متفرّقة في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب إفريقيا (شخص تبيّن أنّه سافر إلى زيمبابوي قبل إصابته) وأوغندا”.

لقد نجح علماء من جامعة ماربورغ بألمانيا، بالتعاون مع متخصّصين في الفحص المجهري الإلكتروني الفيروسيّ في معهد “برنارد نوخت” في هامبورغ، في تحديد الفيروس ومصدره، وتبيّن أنّ جميع المُصابين يعملون في مجال إنتاج لقاحات شلل الأطفال ويحتكّون بالرئيسيات (القرود)، التي يُمكن أن تُصاب بالعدوى من خفافيش الفاكهة تماماً كالبشر.

وطمأن إلى أن لبنان “ليس في خطر، إنما احتمال دخول الفيروس وارد في ظل حركة السفر من بلد إلى آخر”.

Continue Reading

أخبار مباشرة

“الصحة”: 117 اصابة بكورونا وحالة وفاة واحدة

P.A.J.S.S.

Published

on

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير عن حالات كورونا تسجيل “117 اصابة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1231456، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة “.

Continue Reading

أخبار مباشرة

السرطان والعلاج: ممرّضة تبيع الجرعة بنصف الثمن!

P.A.J.S.S.

Published

on

بين ازدياد نسبة مرضى السرطان بشكلٍ ملحوظ، وفقدان الأدوية تارةً وانتهاء صلاحيّتها تارةً أخرى، تقضُّ مضاجع اللبنانيين تحدّياتٌ تضاف إلى ما هو مفروضٌ عليهم، ويبحثون معها عن فجوة يطلّون من خلالها على حلولٍ بسيطة تجنّبهم واقعهم السيّئ الذي بات شبه يومي. في زحمة الأزمات، يصارع اللبنانيون في سبيل البقاء والصمود، كلٌّ على طريقته، فالحصول على رغيف الخبز والطعام يصلُ مرتبة الجهاد الأكبر، وتأمين الدواء معجزةٌ تتحقّق بشقّ الأنفس، والدخول إلى المستشفيات للطبابة حلمٌ لا يتمنّى كثيرون أن يتحقّق ويفضّلون أن يبقوا بصحّة جيدة تقيهم الذلّ والإنتظار على أبواب المستشفيات وطلب المساعدة، وما بينها مشقّات ومتاعب لتبقى الآمال معلّقة على حبل الخلاص الذي طال انتظاره.

وأمام الواقع الحالي تهون المصاعب أمام صحّة المواطن وعجزه عن مداواة نفسه أو إيجاد دوائه، في وقتٍ بات التلاعب بصحّته أمراً مشروعاً لأصحاب النفوس الدنيئة الذين يجدون في الأزمة باباً للربح وجني الأموال، إضافةً إلى ما يعانيه الناس في تأمين الأدوية بعد ارتفاع أسعارها وفق سعر دولار السوق السوداء، أو ما يعانونه من دفع مبالغ خيالية عند الدخول إلى المستشفيات كفروقات طبابة واستشفاء، ومعاناة فوق معاناة لمرضى غسيل الكلى والأمراض المستعصية، وصعوبة في تأمين الأدوية اللازمة لمرضى السرطان، وانتشار الأدوية المزوّرة في الآونة الأخيرة وعدم جدوى أخذ الجرعات منها كونها لا تقدّم ولا تؤخّر في تقديم العون لمريضٍ يتعلّق بحبال الأمل في أن تكون تلك الجرعة بداية تماثله للشفاء. وتحت وطأة ذلك كله ترتفع نسبة مرضى السرطان بشكل مخيف، وبزيادةٍ عن معدّلاتها المعهودة، حيث تسجّل مختبرات الأنسجة والفحوصات التي يطلبها الأطباء بعد العمليات والزرع، ارتفاعاً في نسبة المرض بين مختلف الأعمار والأجناس.

وفي هذا الإطار يقول الدكتور سهيل رعد، صاحب مختبرات للأنسجة والأمراض السرطانية، لـ»نداء الوطن»: «لاحظنا خلال الفترة الأخيرة وفي ظلّ الظروف الإقتصادية الصعبة وغياب المتابعة من الجهات المعنية وغياب أي خطة في متابعة الأمراض السرطانية، إزدياداً في أعداد المرضى وارتفاع النسبة من خلال الخزعات التي تأتي إلينا للكشف عليها وتحليلها وتشخيص المرض، حيث لا يكاد يمرّ يوم إلا وتسجّل فيه حالة واثنتان، وهذا الإرتفاع في الأورام السرطانية يصيب خصوصاً المثانة والأمعاء والرئة، ويعود ذلك إلى جملة أسباب، أهمّها: التدخين الذي يسبّب سرطان المثانة بالتزامن مع ازدياد نسبة المدخّنين وخصوصاً النرجيلة، مع الفارق أنّ سرطان المثانة كان يظهر في السابق عند كبار السنّ وممّن تزيد أعمارهم عن خمسين سنة، أما اليوم فيظهر عند من هم ما دون الـ35 سنة. أما سرطان الأمعاء فسببه الرئيسي التلوّث، على صعيد الغذاء والخضار والإستعمال المفرط للأسمدة والأدوية الزراعية، إضافةً إلى تلوّث المياه، وارتفاع نسبة النيترات في التربة في مناطق كبيرة في البقاع، ما ينعكس تلوّثاً على الخضار والأعشاب التي تأكلها الحيوانات وبالتالي تلوّث اللحوم، كذلك يؤدّي التلوّث الهوائي والضغط النفسي والتوتر العصبي دوراً أساسياً في ازدياد نسبة مرضى سرطان الرئة وكافة أنحاء الجسم».

ويشير رعد إلى «أنّ الناس يأخذون على عاتقهم متابعة أوضاعهم منذ بداية تشخيص المرض وصولاً للعلاج وتأمين الدواء وتخفيف المضاعفات، كذلك تأخذُ الهموم المعيشية والحياتية وتأمين الخبز والمدارس وغيرها جلّ اهتمام المواطن فيهمل صحّته، فيما تغيب الدولة عن متابعة أوضاع الناس الصحّية وتغيب الحملات الدعائية ومحاضرات التوعية للناس عن أسباب المرض».

ومع اكتشاف المرض تبدأ رحلة العلاج الطويلة التي ترهق الأنفس، لتأمين تكلفة العلاج والدواء ودخول المستشفى، إضافة إلى العوامل النفسية التي تصيب المريض وتؤثّر في محيطه وعائلته، وما يعانيه من ذلّ لطلب المساعدة في ظلّ الظروف القاسية التي نعيشها. ووسط ارتفاع التكلفة التي لا تغطّيها جهاتٌ ضامنة أو وزارة، يبحث المريض عن التوفير في العلاج ليستفيد من جرعات زائدة لعلّها تساعده على الشفاء، من دون أن يعلم إن كانت تلك الجرعات جيّدة أو منتهية الصلاحية أو مزوّرة.

ويؤكّد أحد المرضى وقد رفض الكشف عن اسمه، أنّ رحلة علاجه بدأها منذ أشهر بعد اكتشاف المرض في رئته، إذ بدأ العلاج في أحد مستشفيات بعلبك الهرمل، وإضافة إلى فروقات دخوله المستشفى ومكوثه فيها عدّة أيام لحين الإنتهاء من تلقّي العلاج، ومن دون أن يغطّيها الضمان، يتوجّب عليه تأمين ثمن الجرعة التي يأخذها، ويبلغ ثمنها ثمانية ملايين ليرة لبنانية، ولأن الوضع على «قدّ الحال»، وفق قوله، طرحت عليه إحدى الممرّضات في المشفى سرّاً أن تبيعه الجرعة بـ3 ملايين ليرة، ولأنّه يحتاج إلى 4 منها ليكمل مرحلة العلاج الأول وافق على العرض، حيث كانت تتمّ العملية سرّاً من دون أن يراها أحد، وهي اشترطت عدم معرفة أحد بالأمر سواء من المستشفى أم خارجه.

وأمام عيّنةٍ ممّا يجري مع المرضى يبقى السؤال: هل الجرعة التي تباع بفارق خمسة ملايين ليرة جيّدة وتتطابق مع المواصفات المطلوبة أم أنّها مزوّرة؟ وفي حال كانت صحيحة من أين تأتي بها الممرّضة لتبيعها بهذا السعر؟ هل سُرقت من المستشفى أم سُرقت من أمام مريض آخر؟ أم أنّها ضمن الأدوية التي توزّعها وزارة الصحة على المستشفيات التي لا تزال تغطّيها وجرى دعمها في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة؟ ليبقى السؤال الأهمّ: أهي أدوية مهرّبة من سوريا ويتمّ بيعها للمرضى من دون الكشف اللازم عليها؟

أسئلةٌ طرحها المريض وتساؤلات تدخل في خانة البحث عن الحقيقة لمعرفة الأدوية التي يأخذها المرضى، في وقتٍ تتزايد أعدادهم بشكل مخيف ويتوجّب على الدولة والمعنيين القيام بما يلزم للتخفيف عنهم، ودعمهم قدر ما يمكن.

 

عيسى يحيى

Continue Reading
error: Content is protected !!