Connect with us

لبنان

الأسباب والظروف التي أدت إلى «تجميد المبادرة الروسية»

عندما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة هلسنكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المبادرة الروسية الخاصة بشأن عودة النازحين، كان لبنان الأسرع في تلقف هذه المبادرة والبناء عليها. فقد جاءت هذه المبادرة بمنزلة خشبة خلاص للطبقة السياسية المتصارعة فيما بينها حول هذا الملف وتقف عاجزة إزاء كيفية التعاطي مع مسألة معقدة وشائكة وكل أوراقها…

Avatar

Published

on

عندما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة هلسنكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المبادرة الروسية الخاصة بشأن عودة النازحين، كان لبنان الأسرع في تلقف هذه المبادرة والبناء عليها. فقد جاءت هذه المبادرة بمنزلة خشبة خلاص للطبقة السياسية المتصارعة فيما بينها حول هذا الملف وتقف عاجزة إزاء كيفية التعاطي مع مسألة معقدة وشائكة وكل أوراقها وخيوطها ليست في يد الدولة اللبنانية. فالرئيس ميشال عون رحب بأول مبادرة عن جهة دولية في الموضوع الأبرز الذي يقض مضجعه، والرئيس نبيه بري ارتاح بطبيعة الحال لمبادرة صادرة عن روسيا حليفة إيران وسورية، اما الرئيس سعد الحريري فيحتاج الى مبادرة كهذه تقيه خطر الاتصال المباشر مع دمشق. تفاعل لبنان إيجابا مع المبادرة الروسية وأدرجها في البيان الوزاري للحكومة، مع أنها لم تلق دعما أو ترحيبا من الولايات المتحدة وأوروبا، ولم يتم التعامل معها بجدية. وانتظر لبنان تفعيلا لهذه المبادرة ووضع آليات تنفيذية لها مع زيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو. ولكن تبين أن هذه الزيارة التي فتحت أفقا جديدا في مستقبل العلاقات اللبنانية ـ الروسية، لم تحقق على مستوى ملف النازحين اختراقا نوعيا، ولم تكن المحصلة والنتائج، في مسألة عودة النازحين على أساس المبادرة الروسية، على مستوى الطموحات والآمال والتوقعات. وهذا ما انكشف وتأكد في متن البيان المشترك والنص الخاص بموضوع النازحين وورد فيه «يؤيد الجانبان الجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة النازحين السوريين والمهجرين داخليا، ويؤمنان بأن حل هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سورية، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال إعادة الإعمار ما بعد الصراع. ويدعوان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية». هذا النص يعني أن ظروف ومقومات تنفيذ المبادرة الروسية لم تنضج بعد، وأن روسيا لم تعد كما كانت في العام الماضي متحمسة لفتح ملف عودة النازحين، وإنما عمدت الى فرملة اندفاعتها في هذا الملف والى تجميد مبادرتها ووضعها جانبا لأسباب واعتبارات متعددة يمكن تعدادها في النقاط التالية: 1 ـ الخلاف اللبناني الداخلي في مقاربة ملف النازحين والذي يدور بين فريقين: فريق يتملكه هاجس عدم الربط بين عودة النازحين والحل السياسي للأزمة السورية، وفريق يتملكه هاجس عدم الربط بين عودة النازحين والتطبيع السياسي مع الحكم في دمشق. هذا الخلاف والانقسام اللبناني يزعج روسيا التي لا تلقى نصائحها بالتواصل مع دمشق تجاوبا من فريق رافض وينتظر ضوءا أخضر عربيا ـ أميركيا. ولكن هذا الخلاف ليس مهما أو الأهم، وإنما يقع في أسفل لائحة الأسباب التي تدفع روسيا الى تجميد مبادرتها، والمشكلة تكمن ليس في الموقف اللبناني، وإنما في موقف المجتمع الدولي وجنوحه الى تأجيل ورقة النازحين حتى ايجاد حل للنزاع الذي لا يزال قائما حول مستقبل سورية. 2 ـ المبادرة الروسية تحتاج الى تمويل من قبل المجتمع الدولي لوضعها موضع التنفيذ. ولكن الموقف الدولي يربط بين تقديم وضخ الأموال الى سورية والتوصل الى حل سياسي للأزمة فيها. فمن دون هذا الحل، لا مال ولا إعادة إعمار، وبالتالي لا إمكانية لعودة واسعة للنازحين التي صارت «ورقة تفاوضية» وجزءا من التسوية الشاملة. 3 ـ تأخذ روسيا في الاعتبار جملة عوامل لا بد من معالجتها لضمان نجاح عودة النازحين. وعلى سبيل المثال، الحاجة الى إصدار عفو عام جديد عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية لتشجيع الشباب على الالتحاق بقراهم ومدنهم، لأن العفو العام السابق الذي صدر شمل الذين انشقوا عن الجيش ولم يشمل الذين تخلفوا عن الخدمة العسكرية الإلزامية. والعفو العام إذا صدر لا يشجع فقط النازحين الى دول الجوار على العودة، وإنما يدفع رجال الأعمال الذين غادروا سورية الى إعادة ممارسة أعمالهم واستثمار أموالهم. وعلى سبيل المثال أيضا، تنتظر روسيا نتائج جهودها مع دول غربية، خصوصا أوروبية، لإقناعها بالمساهمة ليس في إعادة الإعمار، وإنما في ترميم منازل متضررة في عدد من المناطق وتكاليفها منخفضة قياسا الى المناطق المدمرة كليا أو جزئيا.. وتجد روسيا صعوبة في إقناع أوروبا ودول خليجية حتى في موضوع الترميم، لأن هذه الدول تعتبر أن إعادة النازحين من دون ضمانات الحل السياسي يجعلهم عرضة للخطر. 4 ـ هناك سبب خفي يتعلق بالتفاهمات الأميركية ـ الروسية في سورية. صحيح أن هناك تعارضا في أمور كثيرة، ولكن الانسجام بينهما حول الخطوط العريضة ما يزال قائما، حتى في ملف الوجود الإيراني العسكري في سورية. وقد انكشف في معرض المباحثات اللبنانية في موسكو أن القيادة الروسية تراعي كثيرا الطلب الأميركي بوضع ملف عودة النازحين السوريين جانبا في هذه المرحلة.

Continue Reading

أخبار مباشرة

ماذا حصل قبل يومين من تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية؟!

Avatar

Published

on

قبل يومين من تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، بجلسة نيابية مشبوهة، تسارعت أمس المواقف النيابية والسياسية التي أعلنت اعتراضها على الخطوة التي سيقرّها البرلمان. وبدا واضحاً أنّ أكثرية تقارب النصف زائداً واحداً تتكل على «التيار الوطني الحر» كي يوفر النصاب للمهزلة النيابية مقابل «ثلاثين من فضة»، هي كناية عن تجنيب «التيار» انكشاف هزاله الشعبي إذا جرت هذه الانتخابات.

في المقابل، وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تأجيل الاستحقاق البلدي بـ»الجريمة»، مشيراً إلى أنّ «محور الممانعة لا يريد إجراء الانتخابات ويتهرب منها بشتى الطرق».

في سياق متصل، تباحثت لجنة المتابعة لنواب قوى المعارضة، خلال اجتماعها الاسبوعي أمس في الموقف من اقتراح قانون التمديد للمجالس البلدية، والجلسة التشريعية المخصصة لإقراره، غداً الخميس. فأكدت بنتيجة التداول «عدم مشاركة كتل: «تجدد»، «الجمهورية القوية»، «تحالف التغيير»، «الكتائب اللبنانية»، والنائب بلال حشيمي، في الجلسة. ودعا نواب المعارضة حكومة تصريف الأعمال الى اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، واستثناء المناطق الجنوبية الحدودية «لتوافر ظروف القوة القاهرة القانونية فيها، من جراء الحرب الدائرة فيها حالياً».

واستنكر نواب قوى المعارضة «موقف رئيس مجلس النواب الذي أحلّ نفسه محل الحكومة في تقرير تأجيل الانتخابات، ضارباً عرض الحائط بمبدأ فصل السلطات، كما أحلّ نفسه محل باقي النواب، وصادر مسبقاً إرادتهم وموقفهم من التمديد للبلديات».

وفي الإطار نفسه، قرّر عدد من النواب حضور الجلسة غداً، والتصويت ضد تأجيل الانتخابات البلدية، وهم: حليمة قعقور، نبيل بدر، وعماد الحوت.

كما قرّر نواب آخرون مقاطعة الجلسة، وهم: نعمة افرام، ميشال ضاهر وأسامة سعد.

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار مباشرة

حزام النار يلفّ الجنوب حتى عكا وتدحرُج الحرب خطرٌ قائم

Avatar

Published

on

200 يوم على انطلاق “المُشاغلة” وورقة فرنسية لوقف الاشتباكات
عندما كانت الأنظار متّجهة أمس الى اليوم الـ 200 لانطلاق حرب «طُوفان الأقصى» في قطاع غزة، كان الجنوب عشية بلوغه يومه الـ 200، مسرحاً لعنف يحاكي عنف القطاع، إذ طاولت صواريخ «حزب الله» ساحل عكا للمرة الأولى منذ اندلاع «المُشاغلة» التي افتتحها «الحزب» في 8 تشرين الأول الماضي. فيما كانت آلة الحرب الإسرائيلية تغطي بنارها معظم الجنوب وتوقع خسائر بشرية، أبرزها سقوط قيادييْن في «الحزب» ومدنييْن هما سيدة وطفلة.
Follow us on Twitter
وفي موازاة ذلك، علمت «نداء الوطن» أنّ ورقة فرنسية جديدة لإنهاء النزاع وافق عليها الأميركيون، عرضت على إسرائيل فوافقت عليها أيضاً، كذلك وافق عليها «الحزب» عندما عرضت عليه، شرط أن يتم التطبيق بعد وقف حرب غزة، لكن إسرائيل رفضت تأجيل تنفيذ ما تطرحه باريس، وشددت على التطبيق الفوري لها.

وإزاء هذا الإرباك في الوساطة الفرنسية، نقل عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تخوّفه من «أنّ خطر الحرب بين لبنان وإسرائيل قائم»، وأبدى قلقاً شديداً من «امكانية تدحرج هذه الحرب ما دامت حرب غزة مفتوحة».

ومن مآسي التصعيد أمس، المجزرة التي تسبّبت بها غارة إسرائيلية في بلدة حانين ما أدى الى مقتل المواطنة مريم قشاقش وابنة شقيقها سارة (11 عاماً) وجرح 6 آخرين.

وفي التطورات الميدانية أيضاً، أعلن «حزب الله» أنه شنّ «هجوماً جوياً مركباً بمسيّرات إشغالية وأخرى انقضاضية» على «مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة» عسكرية شمال مدينة عكا، وذلك «رداً على العدوان الإسرائيلي على بلدة عدلون» وإغتيال أحد عناصره. وأفاد مصدر مقرب من «الحزب» وكالة «فرانس برس» أنّ القتيل هو «مهندس في وحدة الدفاع الجوي في «حزب الله».

وكان «الحزب» نعى قبل ذلك أحد مقاتليه، من دون أن يورد تفاصيل أخرى.

من ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ قواته «اعترضت بنجاح هدفين جويين مشبوهين في الساحل الشمالي» للدولة العبرية. وأكد أنّ إحدى طائراته قتلت عنصراً «بارزاً في وحدة الدفاع الجوية في «حزب الله» في جنوب لبنان». وأضاف أنّ هذا العنصر كان «نشطاً في التخطيط لهجمات وتنفيذها ضد إسرائيل».

وأورد الجيش الإسرائيلي أيضاً أنه قتل ليلاً مقاتلاً «من الوحدة الجوية في قوة الرضوان»، قوات النخبة في «الحزب».

Continue Reading

أخبار مباشرة

“الحزب” يرفض مطالب ماكرون وإسرائيل تُهدّد بحسم قريب مع لبنان

Avatar

Published

on

صواريخ “حماس” من الجنوب مجدّداً وسقوط عناصر لـ”أمل”
عودة التصعيد في التهديدات بين إسرائيل و»حزب الله» أمس، بدت معاكسة للمحادثات الفرنسية اللبنانية الجمعة الماضي خصوصاً أنه كان من المنتظر أن ينطلق تحرك داخلي على خلفية ما انتهت اليه زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون . والأهم في هذا التحرك الذي كان متوقعاً، هو مطالبة «حزب الله» بالانكفاء عن الحدود تحاشياً للأخطار الإسرائيلية التي بدأت تلوح.

وفي موازاة ذلك، السعي الى ترجمة محادثات قائد الجيش مع نظيريه الفرنسي والايطالي على صعيد تعزيز امكانات الجيش تحضيراً لتنفيذ القرار 1701. لكن رياح التصعيد جرت بما لا تشتهي مساعي الاستقرار على جبهة الجنوب. ما يعني أنّ «الحزب» قال كلمته، وهي «لا» لما طلبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من ميقاتي كي ينقله الى الضاحية الجنوبية.
Follow us on Twitter
ووسط هذا التصعيد في المواقف، تجدّد الظهور الميداني لحركة «حماس» على الجبهة الجنوبية. فقد أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ»حماس» في بيان أنها قصفت أمس «من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ 20 صاروخ غراد».

وفي موازاة ذلك، وفي مقدمة نشرتها المسائية، قالت قناة «المنار» لـ»الإسرائيلي الذي يراهن على الوقت وعلى الحرب وعلى الحلول السياسية مع لبنان، إنّ المقاومة التي أعدمت الحياة في مستوطناته الشمالية عليه أن يحسب حساباً حينما تتمكن المقاومة من إعدام الحياة في كل الاراضي المحتلة». وأعلن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين في هذا السياق: «نحن لم نستخدم كل أسلحتنا ونحن جاهزون لصدّ أي عدوان». كما كرر نائب الأمين العام لـ»حزب الله» في مقابلة مع قناة NBC News الأميركية القول: «ليس لدينا نقاش في أي حل يوقف المواجهة في الجنوب، فيما هي مستمرة في غزة».

في المقابل، أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، في كلمة أمام الكنيست أمس: «في الجبهة الشمالية، نحن نقترب من نقطة الحسم (مع لبنان) في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهذه هي جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس. أناشد من هنا المواطنين الذين أُجلوا، والذين سيحتفلون أيضاً بليلة عيد الفصح خارج منازلهم، وأعدكم. إننا نراكم، وندرك الصعوبة الهائلة التي تواجهونها وشجاعتكم الكبيرة. سنعمل على إعادتكم إلى منازلكم بأمان، حتى قبل بدء العام الدراسي المقبل».

من ناحيته، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية بعد اجتماع مع قيادات عسكرية: «نحن نمنع قيام قوات «حزب الله» والقوات الإيرانية التي تحاول الوصول إلى حدود هضبة الجولان».

ومن التصعيد في المواقف الى المواجهات الميدانية. وفي المستجدات مساء أمس، غارة شنّها الطيران الاسرائيلي على وسط بلدة كفركلا. وذكرت معلومات أن عناصر من حركة «أمل» سقطوا في الغارة.

وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش مساء أمس وفاة ضابط برتبة رائد، شغل منصب نائب قائد السرية 8103 التابعة لـ»لواء عتصيوني» (اللواء السادس)، وجرح في الهجوم على عرب العرامشة. ويدعى دور زيميل.

وكان «حزب الله» قد تبنّى الهجوم في 17 نيسان الجاري، وقال إنه «هجوم مركب بصواريخ ‏ومسيّرات على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة» .

 

نداء الوطن

Continue Reading