Connect with us

لبنان

دورة 2021… الحربية: ضباط بلا واسطة

Avatar

Published

on

في الوقت الذي يأمل فيه اللبنانيون ان تنفرج ازمة مرسوم الاقدمية لدورة ضباط العام 1994 العصيّة على الحل والمتجهة تصاعديا في ضوء الخلاف السياسي بين الرئاستين الاولى والثانية والتي تحولت الى مبارزة دستورية يكمن حلها في علم الغيب حتى الساعة، خرجت نتائج مباراة الدخول الى الكلية الحربية لتعيد الامل بامكان بناء مؤسسات على اساس الكفاءة والجدارة، ليضاف الى سجل القيادة الجديدة انجاز لا يقل اهمية عن الحرب ضد الارهاب،في خطوة شكلت انتصارا على عدو الداخل الاول.

فيوم عين مجلس الوزراء العماد جوزاف عون قائدا للجيش ،حمل الاخير معه الى لقاءاته البروتوكولية بالرؤساء الثلاث طلبا واحدا، تأمين المواقع الدستورية الثلاث في بعبدا، عين التينة والسراي شبكة امان واقية تحمي الجيش من تدخل السياسيين وتحفظه عن الحسابات السياسية، فكان له الوعد الذي ولد ارتياحا في اليرزة واعطى دفعا لخطة النهوض الجديدة لبناء جيش عصري وكفوء على مستوى طموح اهله وتضحيات ابنائه.

ولان البناء والاستثمار الطويل الامد يلزمه دم جديد «نظيف» ولاءه لكفاءته ولوطنه لا لزعيم وحزب، كانت الانطلاقة من قاعدة،بداية مع فتح ملف الفساد في الكلية الحربية وما شاب امتحاناتها الاخيرة،انطلاقا من منطق الاصلاح لا الانتقام وحفظ الحقوق،فكان انجاز التحقيقات بشفافية واحالتها الى المراجع القضائية المختصة التي «تقاعست» عن اتمام المهمة «مميعة» القضية ،رغم تخطي اليرزة للمعركة بنجاح وكسرها لكل المحظورات.
انطلاقة واكبتها المباراة الاولى لتعيين رتباء في الجيش،اتخذ القرار بان يكون معيارها الكفاءة والجدارة،ولان السياسيين درجوا على عرف التدخل والتوصية والمراجعة لتحقيق المكاسب على حساب الدولة والعدالة، كانت الصدمة مع ظهور النتائج اذ تبين ان احدا من الاسماء التي تمت «التوصية» بها قد نجح في الامتحانات.

غير ان تلك التجربة لم تردع السياسيين واصحاب المصالح الذين تلقفوا الاعلان عن مباراة تطويع تلاميذ ضباط لصالح الكلية الحربية لمختلف الاسلاك العسكرية، واجدين ضالتهم مع اقتراب الانتخابات النيابية املا بتحصيل اصوات لزيادة حظوظهم ، معتمدين اساليبهم وطرقهم الملتوية المعروفة ،مغدقين الوعود على ناخبيهم ومحازبيهم.

غير ان قيادة الجيش وبدعم من الرؤساء الثلاث محصنة بتجربتيها السابقتين، بادرت الى الهجوم واضعة الخطوط الحمر القائمة على معايير علمية وحسابية دقيقة للكفاءة والجدارة، موصلة رسائل واضحة الى المعنيين مواربة وصراحة بان «المؤسسة العسكرية لن تكون مطية لاحد ولن تكون هناك انتخابات نيابية على حسابها» وهكذا كان.

اجتمعت اللجان، حددت الشروط والمؤهلات، ومن ضمنها المعايير التي بقيت محترمة بحذافيرها منذ اليوم الاول حتى اعلان النتيجة وفقا لتعليمات واوامر قائد الجيش، وضعت الامتحانات،شكلت اللجان الفاحصة، وانطلقت الورشة.3605 متقدم للمباراة لشغل 161 مقعدا في الكلية الحربية ،100 جيش، 40 قوى امن داخلي، 14 امن عام، 4 امن دولة، 3 جمارك، ليصل الى مرحلة الامتحانات الخطية 1142 نجحوا في اجتياز الاختبارات النفسية، الطبية والرياضية.

بالتاكيد راعت القيادة مسألة الاعتبار الطائفي، على قاعدة الستة والستة مكرر على صعيد الطائفتين الاسلامية والمسيحية، وفقا للاعراف القائمة والمرعية الاجراء، مع تقديم مبدأ الكفاءة الجدارة، فكانت النتائج وفقا لتوجيهات وتعليمات قيادة الجيش الواضحة للجان الفاحصة بعدم التجاوب مع اي توصية ايا كان مصدرها تحت طائلة اتخاذ الاجراءات المسلكية،الذي تابع العماد جوزاف عون شخصيا ادق مراحلها وتفاصيلها معطيا من جهده ووقته لانجاز هذا التحدي كعربون وفاء وتقدير للشعب اللبناني ولشهداء وابطال الجيش.

وعليه اكتملت تحضيرات الدائرة الضيقة المشرفة على تحضير النتائج النهائية والتي حرصت على عدم تسريب اي معلومة قبل اجتياز مرسوم النتائج طريقه القانوني، فوقعه قائد الجيش واحيل الى مكتب وزير الدفاع الذي عمد الى توقيعه بدوره، ليصبح نافذا وفقا للقوانين المرعية الاجراء ، رغم تاخر صدوره لساعات دون ان يؤثر على النتائج ويغير فيها شيئا، رغم محاولات البعض التشويش والغمز والهمس.

تأخير اكد صحة خيارات قائد الجيش والمعايير التي وضعها،حيث اشارت اوساط متابعة الى ان النتائج التي جاءت مناصفة بين المسيحيين والمسلمين،لم تراع التقسيم المذهبي ،ما خلق «نقزة» لدى بعض المرجعيات الدينية والسياسية،سرعان ما انقلبت تاييدا بعد سلسلة اتصالات اثبتت صوابية الخطوة، وثناء على امل اعتمادها مستقبلا لما فيها من احقاق للحق والعدالة والمساواة ومزاوجتها بين متطلبات التركيبة الطائفية وحتمية بناء مؤسسات على اساس الولاء الوطني والكفاءة.

وفي هذا الاطار كشفت مصادر مواكبة ان الصدمة او المفاجأة لدى الكثيرين ممن ظنوا انهم من الناجحين جاءت نتيجة سقوط رهانهم اولا على استخدام القائد لحقه القانوني باعطاء علامة اضافية من جهة، وثانيا يعود الى قرار واضح بان كل متبار حصل على علامة لاغية في احدى المواد، اي ما دون ال6/20 ولو تمكن من تحصيل علامات عالية في باقي المواد، يعتبر راسبا ويتم استبعاده، اما المفاجأة الاكبر فكانت ان عددا لا يستهان به من اولاد الضباط والسياسيين لم يوفقوا في الامتحانات، بعدما رفضت قيادة الجيش تمييزهم عن باقي المتقدمين على ما درجت العادة عليه.

وفي اطار محاولات التشويش من قبل بعض المتضررين ، كان شهد يوم الاربعاء تداول لمعلومات مغلوطة جملة وتفصيلا على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي حول توظيف نجل قائد الجيش لصالح احد الاسلاك الامنية، ربطها البعض بمحاولة فاشلة لضرب مصداقية نتائج الحربية والقيم الاول عليها، محاولين الاستفادة من الجدل القائم حول مرسوم الاقدميات .وفي مراجعة للموضوع يتبين بوضوح صدور مرسوم يحمل الرقم 2085 تاريخ 21/8/2017، حول تعيين موظفين اداريين في الملاك العام للمديرية العامة لامن الدولة، تضمن اسماء عدد من اولاد مسؤولين وموظفين كبار في الدولة اللبنانية، واسم السيد نضال عون ليتبين ان الاخير لا يمت باي صلة قربى ولا تجمعه اي علاقة بقائد الجيش العماد جوزاف عون، وان نجل الاخير يحمل اسم خليل جوزاف عون، فضلا عن ان نجليه يشغلان وظائف في مؤسسات معروفة قبل ان يتولى والدهما قيادة الجيش.

خلال زيارته للمستشفى العسكري في اليوم الاول لاجراء الامتحانات الطبية للمتابرين، مرورا بجولته التفقدية الى الكلية الحربية برفقة قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال فوتيل، وصولا الى تفقده لمركز الامتحانات الخطية، كان تركيز قائد الجيش واصراره وترداده لعبارة «انتم الجيل الذي سيستلم الجيش»، لادراكه لاهمية ودور الكلية الحربية التي نافس خريجوها خريجي الحقوق في الوصول الى قصر بعبدا.

اصرار تؤكد عليه بطاقة المعايدة التي اودعها القائد على موقع الجيش اللبناني الرسمي على الانترنت والتي جاء فيها: «ميلاد مجيد وعام سعيد،انتم رجال الغد ،ثابروا على الدراسة وكونوا قدوة للاجيال المقبة. العماد جوزاف عون قائد الجيش».

هكذا تم الوعد وصدق القائد مجتازا الامتار الاولى بالجيش في التحدي نحو القمة، تحد ستكشف الايام المقبلة الكثير من خباياه ،مثبتة انه متى توافرت الارادة تم الانجاز بشرف وتضحية ووفاء.

الديار
Continue Reading

أخبار مباشرة

“الحزب” يرفض مطالب ماكرون وإسرائيل تُهدّد بحسم قريب مع لبنان

Avatar

Published

on

صواريخ “حماس” من الجنوب مجدّداً وسقوط عناصر لـ”أمل”
عودة التصعيد في التهديدات بين إسرائيل و»حزب الله» أمس، بدت معاكسة للمحادثات الفرنسية اللبنانية الجمعة الماضي خصوصاً أنه كان من المنتظر أن ينطلق تحرك داخلي على خلفية ما انتهت اليه زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون . والأهم في هذا التحرك الذي كان متوقعاً، هو مطالبة «حزب الله» بالانكفاء عن الحدود تحاشياً للأخطار الإسرائيلية التي بدأت تلوح.

وفي موازاة ذلك، السعي الى ترجمة محادثات قائد الجيش مع نظيريه الفرنسي والايطالي على صعيد تعزيز امكانات الجيش تحضيراً لتنفيذ القرار 1701. لكن رياح التصعيد جرت بما لا تشتهي مساعي الاستقرار على جبهة الجنوب. ما يعني أنّ «الحزب» قال كلمته، وهي «لا» لما طلبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من ميقاتي كي ينقله الى الضاحية الجنوبية.
Follow us on Twitter
ووسط هذا التصعيد في المواقف، تجدّد الظهور الميداني لحركة «حماس» على الجبهة الجنوبية. فقد أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ»حماس» في بيان أنها قصفت أمس «من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ 20 صاروخ غراد».

وفي موازاة ذلك، وفي مقدمة نشرتها المسائية، قالت قناة «المنار» لـ»الإسرائيلي الذي يراهن على الوقت وعلى الحرب وعلى الحلول السياسية مع لبنان، إنّ المقاومة التي أعدمت الحياة في مستوطناته الشمالية عليه أن يحسب حساباً حينما تتمكن المقاومة من إعدام الحياة في كل الاراضي المحتلة». وأعلن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين في هذا السياق: «نحن لم نستخدم كل أسلحتنا ونحن جاهزون لصدّ أي عدوان». كما كرر نائب الأمين العام لـ»حزب الله» في مقابلة مع قناة NBC News الأميركية القول: «ليس لدينا نقاش في أي حل يوقف المواجهة في الجنوب، فيما هي مستمرة في غزة».

في المقابل، أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، في كلمة أمام الكنيست أمس: «في الجبهة الشمالية، نحن نقترب من نقطة الحسم (مع لبنان) في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهذه هي جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس. أناشد من هنا المواطنين الذين أُجلوا، والذين سيحتفلون أيضاً بليلة عيد الفصح خارج منازلهم، وأعدكم. إننا نراكم، وندرك الصعوبة الهائلة التي تواجهونها وشجاعتكم الكبيرة. سنعمل على إعادتكم إلى منازلكم بأمان، حتى قبل بدء العام الدراسي المقبل».

من ناحيته، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية بعد اجتماع مع قيادات عسكرية: «نحن نمنع قيام قوات «حزب الله» والقوات الإيرانية التي تحاول الوصول إلى حدود هضبة الجولان».

ومن التصعيد في المواقف الى المواجهات الميدانية. وفي المستجدات مساء أمس، غارة شنّها الطيران الاسرائيلي على وسط بلدة كفركلا. وذكرت معلومات أن عناصر من حركة «أمل» سقطوا في الغارة.

وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش مساء أمس وفاة ضابط برتبة رائد، شغل منصب نائب قائد السرية 8103 التابعة لـ»لواء عتصيوني» (اللواء السادس)، وجرح في الهجوم على عرب العرامشة. ويدعى دور زيميل.

وكان «حزب الله» قد تبنّى الهجوم في 17 نيسان الجاري، وقال إنه «هجوم مركب بصواريخ ‏ومسيّرات على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة» .

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار مباشرة

باسكال سليمان: أرقام ووثائق… تُثبِت أنّها ليست سرقة

Avatar

Published

on

تقول إحصاءات قوى الأمن الداخلي إنّ سيّارة باسكال سليمان ليست من السيارات “المرغوبة” لدى عصابات سرقة السيارات. التي تسرق أكثر من ألف سيارة سنويّاً في لبنان. أي بمعدّل 3 إلى 4 سيّارات يومياً. فسيارات الـAudi غير مرغوبة في سوريا والعراق، الوجهة النهائية لسرقة السيارات اللبنانية. لأنّها “ضعيفة”، وغير ملائمة لأحوال الطرق وجغرافيا المدن هناك. وتصرف الكثير من البنزين. وفي حال تفكيكها إلى قطع غيار، لا يوجد لها سوق في هذين البلدين. كما أنّ ثمنها هو بضعة آلاف من الدولارات. وبالتالي “مش محرزة”. وهذا النوع من السيارات ليس على لوائح السرقة ولا على لوائح السلب.

Follow us on Twitter

تقول إحصاءات قوى الأمن الداخلي إنّ عدد عمليّات الخطف خلال عمليات “سلب السيارات”، هو صفر تقريباً، خلال السنوات الأخيرة. و”السلب” هو السرقة بالقوّة، قوّة السلاح. وهو غير السرقة، أي سرقة السيارات المركونة في الشارع.

لم يُخطف أيّ سائق سيّارة

على سبيل المثال:

  • في عام 2022 حصلت 81 عملية سلب سيارات. لم يُخطَف أيّ صاحب سيّارة.
  • في عام 2023 وقعت 53 عملية سلب سيارات. لم يُخطَف أيّ سائق سيّارة.
  • أمّا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، فحصلت 8 عمليات سلب سيارات بالقوّة. ولم يُخطَف أيّ صاحب سيّارة. كما حصل مع باسكال سليمان.

أمّا أرقام سرقة السيارات في لبنان خلال الأعوام الأخيرة فهي على الشكل الآتي:

  • في عام 2022 سُرقت في لبنان 1,203 سيّارات.
  • في عام 2023: 1,147 سيّارة. بتراجع 5%.
  • أمّا حتّى اليوم في 2024 فالتراجع يقترب من 30%.

كلّها عمليات سرقة من دون خطف السائقين بالطبع. لأنّ سارقي السيارات وسالبيها لا يخطفون السائقين. فكيف بقتلهم؟ كما فعل قاتلو باسكال سليمان.

السارق… لا يقتل

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ معدّل عقوبة من يقوم بجريمة السلب، في حال ألقت القوى الأمنيّة القبض عليه، هو 3 سنوات سجنيّة.

في حين أنّ القتل قد تصل عقوبته إلى الإعدام أو الأشغال الشاقّة المؤبّدة. وبالتالي أقصى عقوبة يخاف منها السارقون والسالبون هي 3 سنوات أي 27 شهراً.

فلماذا يخطف السارق أو السالب، أو يقتل؟

يمكنه أن يسرق سيارة يومياً، بمعدّل 300 أو 400 سيارة سنوياً، ويجني منها مع رفاقه الثلاثة ما لا يقلّ عن مليون دولار. وإذا أُلقي القبض عليهم بعد تحقيق “ربح المليون”، سيدخلون السجن لسنتين أو ثلاث.

أسئلة مشروعة.. وضروريّة

نحن إذاً أمام سيارة لا يسرقها عادةً سارقو السيارات. هي سيّارة باسكال سليمان. وبالطبع لا تهمّ سالبي السيارات بالقوّة. وهؤلاء يسلبون السيارات الثمينة، التي عادةً ما تصعب سرقتها من تحت المنازل، إمّا بسبب الحراسة أو بسبب صعوبة الدخول إلى المرائب في الأبنية المحروسة.

بالتالي من المستبعد جدّاً المخاطرة بسلب سيارة ثمنها قد لا يزيد على 5 آلاف دولار، Audi موديل 2010، وخطف سائقها، وقتله. هنا يخاطر فريق مؤلّف من 4 إلى 8، أو ربّما أكثر، من الأشخاص، بحياتهم، من أجل ملاليم. فهل تستحقّ سيارة غير مرغوبة أن يذهب 8 أو 10 رجال إلى حبل المشنقة من أجل سرقتها؟

إلا إذا كانت عملية “سرقة” محدّدة، لسيارة محدّدة، من شخص محدّد، يُراد لها أن تبدو كسرقة تطوّرت إلى قتل. تماماً كما كانت جريمة قتل الياس الحصروني في قرية رميش الجنوبية مُحضّراً لها لتكون “حادث سير”. وقد نشهد جرائم مقبلة على شكل “زحّط على قشرة موز”، أو “وقع عن الدرج”، أو “غرق في مسبح”…

أساليب اغتيال جديدة؟

في الخلاصة، هناك جريمة كبرى وقعت في البلد في 14 شباط 2005، أودت بحياة الرئيس رفيق الحريري. وعلى الرغم من أنّ مَن اتّهمتهم المحكمة الدولية الخاصة بهذه الجريمة لم يُحاكموا، إلا أنّ المحكمة أكّدت أنّها كشفت هويّاتهم.

كذلك فإنّ محاولة اغتيال النائب بطرس حرب كُشِفت وكُشفت هويّة من حاول تنفيذها.

من قتلوا الياس الحصروني في آب 2023 وقعوا في الحفرة نفسها. لأنّ فيديو “الصدفة”، عبر كاميرا في منزل قريب من “ساحة الجريمة”، كشف أنّ هناك سيّارتين نفّذتا جريمة الاغتيال. بعدما كان تقرير الطبيب الشرعي والأدلّة كلّها تشير إلى أنّه “حادث سير”.

إذاّ، فإنّ سرعة انكشاف عمليات الاغتيال، أو محاولات الاغتيال، لا بدّ أن تدفع الجهات التي تريد تنفيذ عملياتٍ مشابهةٍ إلى اتّباع أساليب جديدة، مختلفة عن العبوات الناسفة أو إطلاق الرصاص. لتبدو عمليات القتل كما لو أنّها “حوادث” غير مدبّرة.

المصرف… والقوّات

المعروف أنّ أنطوان داغر هو مدير مخاطر الاحتيال في أحد المصارف. وهو قريب من “القوات اللبنانية”. قُتِلَ في حزيران 2020 تحت منزله في الحازمية بظروف غامضة.

وباسكال سليمان هو مسؤول MIS، أي عن توضيب الداتا في المصرف نفسه.

ومالك المصرف من منطقة جبيل وقريب من القوّات اللبنانية أيضاً.

وبالتالي فقد يكون استكشافاً “ماليّاً” للقوات اللبنانية.

في أيّ حال، كلّ عملية اغتيال تكون لها أهداف عديدة. لكن منها:

  • الترهيب: ترهيب المجتمع الذي تنتمي إليه الضحيّة. وتخويف المحيط، السياسي والشعبي، وحتّى من يشبهون الضحيّة. من هم في مراكز قريبة من مركزه. إذا كان معارضاً في حزبٍ ما. فإنّ كلّ المعارضين في الأحزاب كلّها سيخافون ويرتجفون.
  • الشطب الأمنيّ: قد تكون للضحيّة مسؤوليّات أمنيّة أو إدارية أو ماليّة في تنظيم ما. أو قد يكون “دخل على ملفّ خطير”، كما قيل يوم اغتيال لقمان سليم. وبالتالي يوضع الاغتيال في سياق “المواجهة”. ويصبح “مشروعاً” من وجهة نظر الجهة القاتلة. باعتباره جزءاً من المواجهة.
  • وهناك أسباب أخرى، من بينها ضرب احتمال بروز شخصية قيادية، كما حصل مع بيار الجميّل.
  • أو تهديد برلمان بكامله، كما كان الحال خلال قتل نواب لبنانيين في العام 2007، في سياق منع الأكثرية النيابية من انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً…
  • وأسباب كثيرة أخرى…

هل “يستأهلون” القتل؟

فهل يستحقّ باسكال سليمان القتل؟ وما هي أهميّة الياس الحصروني ليقتلوه؟

تُستعمل هذه الأسئلة لتسخيف نظرية القتل والاغتيال. وهي أسئلة خبيثة. فكلّ نفس تستحقّ التوقّف عند جريمة قتلها. مهما تكن أهميّتها.

اغتيال داغر وسليمان والحصروني الهدف منه هو الترهيب. ترهيب الداخل اللبناني كلّه في هذه اللحظة. وقد نكون أمام سلسلة اغتيالات آتية على البلاد، تستكمل تصفية من لا يزالون يقولون “لا”. في منطقة تتّجه إلى بدايات جديدة بعد انقشاع غيوم الدم من غزّة إلى اليمن، مروراً بلبنان.

لكن في هذه اللحظة، علينا ألّا نسكت. وإلّا فسنكون كلّنا ضحايا “حوادث سير” في المستقبل القريب. والقاتل وَقحٌ ومتوحّش.

 

منقول

Continue Reading

أخبار مباشرة

“الخُماسية” أنهت “بَرمة العروس” بلا “زفّة” – الاستحقاق البلدي: باسيل في “خدمة” بري للتأجيل

Avatar

Published

on

عاد الاستحقاق الرئاسي الى سباته المستمر منذ نهاية تشرين الأول عام 2022. والسبب، أن الجولة التي أنهتها أمس اللجنة الخماسية على القوى السياسية والنيابية، جاءت خالية الوفاض نتيجة إصرار الثنائي الشيعي على حوار يترأسه الرئيس نبيه بري الذي هو في الوقت نفسه طرف غير محايد يتبنى خيار ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ومن المقرر أن يلتقي بري أعضاء اللجنة ليتبلّغ منهم النتائج المخيّبة للتوقعات.
Follow us on Twitter
وكانت آخر لقاءات اللجنة أمس، مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في غياب سفيري الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والسعودية وليد البخاري. فيما حضر سفراءُ مصر علاء موسى وقطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وفرنسا هيرفيه ماغرو. وسبقه لقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بمشاركة أربعة سفراء، فيما غابت السفيرة الأميركية التزاماً بالعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على باسيل. وكان لافتاً أنّ السفير السعودي الذي شارك في اللقاء مع باسيل، غاب في اليوم السابق عن اللقاء مع فرنجية في بنشعي «بداعي المرض».

وفي معلومات لـ»نداء الوطن» حول اللقاءين أنّ «الأجواء كانت ايجابية مع «حزب الله»». وأكد الطرفان على ضرورة ملء الفراغ الرئاسي وتفعيل الحوار. لكن «الحزب» طلب حواراً بلا شروط مسبقة. وأكد تمسّكه بترشيح فرنجية. وكما في حارة حريك (خلال اللقاء مع رعد) كذلك في البياضة (مع باسيل)، لم يتم التطرق للأسماء. وقال باسيل إن لا مرشح لـ»التيار» إلا الذي يتمتع بصفة بناء الدولة»، على حدّ تعبيره.

ومن الاستحقاق الرئاسي الى الاستحقاق البلدي الذي سيكون على جدول الجلسة التشريعية الخميس المقبل من خلال قانون معجّل مكرّر يرمي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية. وكشف مصدر نيابي بارز لـ»نداء الوطن» أنه «عندما كان لبنان قبل أشهر أمام استحقاق التمديد للقيادات العسكرية كان المزاج المسيحي برمته مع التمديد. وكان هذا المزاج يعتبر أنه في ظل الانهيار المالي والشغور الرئاسي، والحرب القائمة، والمخاوف الكبرى على الاستقرار، أنه ليس هناك سوى الجيش اللبناني من يؤتمن على الاستقرار. وبالتالي انحاز المسيحيون الى التمديد، كما أنه لا يجوز المسّ بالمؤسسة العسكرية. وحده باسيل في ذلك الوقت، كان خارج هذا المزاج».

وقال المصدر: «والآن، وللمرة الثانية على التوالي، يخرج باسيل عن مزاج المسيحيين في الانتخابات البلدية. علماً أنّ المسيحيين يريدون الانتخابات البلدية ولا يريدون التمديد. وهم يعتبرون أنّ نصف المجالس البلدية أصبح منحلاً، وأن النصف الآخر بات مشلولاً. كما يعتبرون ان البلديات أساسية لضبط الأوضاع، وتوفير متطلبات الناس، وضبط أمور النازحين السوريين. أما باسيل، فيزايد في الاعلام بأنه ضد الرئيس بري، ويقول إنه هو من أفشل عهد الرئيس السابق ميشال عون. لكن باسيل عملياً، ينفّذ ما يريده بري الذي يريد التمديد في البلديات، على قاعدة أنه طالما ليست هناك انتخابات في الجنوب، فيجب ألا تكون هناك انتخابات في كل لبنان. هذا ما قاله نبيه وتجاوب معه جبران تلقائياً».

 

نداء الوطن

Continue Reading