Connect with us

لبنان

كواليس يومٍ ساخن في المحكمة العسكرية: بدت سيّدةً صلبة، متماسكة.. ماذا حصل في المواجهة بين الحاج وغبش؟

Avatar

Published

on

مَن فبرَك ملفّ زياد عيتاني وقدّمه عميلاً؟ ولماذا اعترَف هذا المسرحي بعمالته؟ من يضمن عدم «تلفيق» التهَم بحقّ المقدّم سوزان الحاج؟ من يُحاسب من؟ من المسؤول؟ أسئلةٌ خرجت إلى العلن وأثارت شكوكَ اللبنانيين الغاضبين الثائرين: «أبعِدوا كرامات الناس عن تجاذباتكم وحساباتكم». أمس، خرج عيتاني إلى الحرّية يُعاني «السكّري والضغط وإرهاقاً في جهازي العصبي»، على حدّ تعبيره، فيما دخلَ اللبنانيون سجنَ القلق من فبركاتٍ لاحقة قد تتكشّف للعلن، وسط جوّ عام من التململ لإنعدام حس المسؤولية، وتقاذفِ التهمِ، من دون سماع صوتِ مسؤولٍ يصوّب الأمورَ ويهدّئ مِن روعِ المواطنين ويُخمد خوفهم.
يومٌ ضاغِط شهدته المحكمة العسكرية عموماً ومكتب قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا تحديداً، إذ شهدَ محيط مكتبِه تظاهرةً أمنية وإعلامية من لحظة بدءِ استجواب المقدّم سوزان الحاج، مروراً بالمواجهة التي تمّت بينها وبين المقرصِن إيلي غبش وصولاً إلى استماع أبو غيدا إلى حنين زوجة غبش.
أمس، استجوَب أبو غيدا المقدّم سوزان الحاج وأصدرَ بحقّها مذكّرة توقيف وجاهية، فيما أمرَ بتخليةِ سبيل المسرحي زياد عيتاني. بعدما كان قد استجوَب أمس الأوّل غبش وأصدرَ بحقّه مذكّرة توقيف وجاهية.
في هذا الإطار، علمت «الجمهورية» أنّ وكيل الحاج النقيب السابق لِمحامي الشمال رشيد درباس، «قدّم مذكّرة دفاعٍ تمهيدية طلبَ فيها استئخارَ الاستجواب إلى حين البتّ بملف عيتاني، والتوسّع في التحقيق والاستماع إلى فريق التحقيق من عناصر وضبّاط في أمن الدولة الذين حقّقوا مع عيتاني بعد توقيفه».
كواليس التحقيق
قرابة العاشرة صباحاً، أُحضِرت الحاج من مكان توقيفِها لدى «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي إلى مبنى المحكمة العسكرية، حيث استجوَبها أبو غيدا لنحو 4 ساعات.
ويوضح مصدر مواكب للتحقيقات لـ«الجمهورية»: «كانت أجواء التحقيق مريحةً للغاية، وأسئلة القاضي هادفة، منَح الحاج كامل الوقتِ لتدافعَ عن نفسها». وأضاف مستغرباً: «جهازٌ كبير حقّق ووصَل إلى ما وصَل إليه من خلال اعتراف ومِن خلال عملية ترصّدٍ إلكترونية، من أجبَر عيتاني على الاعتراف؟».
أمّا عن موقف الحاج خلال الاستجواب، فيقول المصدر: «بدت سيّدةً صلبة، متماسكة إلى أقصى حدّ، مُدركةً لأدقّ تفاصيل وظيفتِها ولِما له علاقة بمهامّها، وأبقَت على مواقفها نفسِها بأن لا دخلَ لها بشيء». وتابع: «عرفت الإجابة على أسئلة أبو غيدا كافّة، وعلى كلّ قرينة رُكّبَت لها، كان لها جواب مقنِع».
كما أبدى المصدر المواكب للتحقيقات استغرابَه، قائلاً: «سبقَ واعترَف غبش بأنّه محترفٌ هذا النوع من الاختراقات والتلفيقات وأنه فَعلها مراراً، ماذا يَمنع أن يكون قد لفّقَ الملف بحقّ المقدم الحاج التي حازت على تنويهات كثيرة طوال مسيرتِها؟».
ماذا في المواجهة؟
قرابة الواحدة والنصف، أنهى أبو غيدا استجوابَ الحاج ليعطيَ بعدها تعليماته لإدخال غبش ووكيلِه طوني شلهوب، لتبدأ المواجهة بين المقرصِن والمقدّم. في هذا الإطار يَروي المصدر نفسُه المواكِبُ للتحقيقات لـ«الجمهورية»: «أصَرّ غبش على إفادته بأنّ الحاج هي مَن طلبَت منه القيامَ بذلك، وأنّه لا يعرف المسرحيَّ عيتاني معرفةً مباشرة، فبادرَته الحاج بالقول: «إنت عَم تِفتري عليّي»، فردّ غبش: «أنا ارتكبتُ الخطأ وكلانا عليه أن يدفعَ الثمن».
دامت المواجهة نحو نِصف ساعة ضِمن أجواء «محمومة ولكن مضبوطة، لم تخرج عن السيطرة»، وفقَ المصدر، حتى إنّ الصحافيين في الخارج لم يَسمعوا أيَّ نبرة حادّة أو صوتٍ عالٍ قد خرج من نافذة أبو غيدا، التي بقيَت مفتوحةً ولكنْ مسدولاً عليها الستار.
بعد الجلسة
كان المحامي رشيد درباس، وكيلُ الحاج، أوّلَ المغادرين بعد انتهاء الجلسة قرابة الثانية والربع، واكتفى بالقول للإعلاميين: «الحاج أنكرَت كلَّ ما وُجِّه إليها من اتّهامات خلال التحقيق ولا أدلّة قاطعة تدينُها». بعدها خرج وكيلُ غبش المحامي طوني شلهوب رافضاً التحدّثَ إلى وسائل الإعلام مكتفياً بالقول: «المواجهة جيّدة، وكلٌّ منهما أصرّ على موقفه».
ثمّ خرجت الحاج من مكتب أبو غيدا من دون أن تلتفتَ إلى الوراء، على وقعِ توجيهات متكرّرة من الأمنيين للصحافيين بالابتعاد عن الممر المؤدّي إلى مكتب قاضي التحقيق. ثمّ غادر غبش. وبعدها استمعَ أبو غيدا لدقائق معدودة إلى حنين زوجة غبش، قبل أن يغادر المحكمة قرابة الثالثة إلّا ربعاً بعد الظهر.
«ستبقين أرزةً»
بعد قرار إصدار مذكّرة وجاهية بحقّ سوزان الحاج على خلفية قضية زياد عيتاني، علّقَ زوج الحاج زياد حبَيش، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»: «ستبقين أرزةَ البيت الصامدة في وجهِ الأعاصير، تحيّة لكِ ولعنفوانِك وكرامتك التي لن يستطيع أحدٌ النَيل منها».
في السراي
بعد دقائق على إخلاء سبيله، زار عيتاني بيت الوسط حيث استقبله رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه النائب السابق محمد الأمين عيتاني ووالدتُه وأفراد عائلته.
وبعد أن هنّأه بالبراءة، قال الحريري: «ما حصَل هو تحقيقٌ للعدالة. لا شكّ في أنّ هناك ظلماً وقعَ عليكَ، لكنّ الدولة أظهَرت بأجهزتها وقضائها والطريقةِ التي عملت بها أنّ إحقاق الحقّ ممكن في هذا البلد».
وأضاف: «قد يكون هناك جهازٌ وصلته معلومات خاطئة أو أنّ أحداً ما حاوَل التلاعبَ بهذه المعلومات ودسِّ أخبارٍ ملفّقة، لكنّ الحق ليس على الجهاز نفسِه، لأنه لو وصلت هذه المعلومات لأيّ جهازٍ آخر لكان تصرّفَ بالطريقة نفسها». وتابع: «هناك بعضُ الأخطاء حصلت، وجلّ من لا يخطئ، وبالتأكيد هناك ظلمٌ وقعَ عليك، ومِن حقّك أن تعرف ماذا حصل».
وخَتم قائلاً: «أودّ أن أهنّئك بالبراءة، والأهمّ بالنسبة إليّ هو أنّ الدولة التي هي المسؤولة عن المواطن وقد صحّحت بنفسِها الخطأ الذي حصل. وهذا الأمر لا علاقة له لا بالأمور الطائفية ولا بالعقليات المغلقة، بل له علاقة بأنّ هناك دولةً ومؤسسات بدأت تعمل بشكل صحيح».
«طريق الجديدة»
وعصراً، وصَل عيتاني إلى منزله في طريق الجديدة على وقعِ الزغاريد ونحرِ الخراف ورفعِ صورٍ له. وقد كان في استقباله الأهالي والأقارب، ومِن بين السياسيين المهنئين تمّام سلام ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي قال: «تبنّيتُ هذا الموضوع بتأييدٍ كامل من الرئيس الحريري، والحقُّ في النهاية ظهَر، أنا ظُلِمتُ سابقاً وأعرف معنى الظلم، ومَن أخطأ يجب أن يعتذر».
مِن جهته، وصَف عيتاني ما جرى معه كقصّة «راجح»، مشيراً إلى أنّ التهمة التي نُسِبت إليه بشعة ومقزّزة». وأكّد أنّه يحتاج إلى وقتٍ ليعود إلى «أجواء المسرح»، وقال: «خرجتُ من السجن، وأنا أعاني السكّري والضغط وإرهاقاً بجهازي العصبي. ويَلزمني بعض الوقت لأعود إلى ما كنتُ عليه سابقاً».
وأشار إلى «أنّ الأشخاص الذين تسبّبوا بما حصَل موجودون لدى القضاء الذي يتابع معهم الملفّ»، وقال: «كنت أوفّر مالاً لابنتي لتدرسَ في الخارج، ولكنْ بعد ما أظهرَته العدالة بحقّي أصبح لديها أملٌ في أن تعيش بهذا البلد».
الجمهورية
Continue Reading

أخبار مباشرة

“الخُماسية” أنهت “بَرمة العروس” بلا “زفّة” – الاستحقاق البلدي: باسيل في “خدمة” بري للتأجيل

Avatar

Published

on

عاد الاستحقاق الرئاسي الى سباته المستمر منذ نهاية تشرين الأول عام 2022. والسبب، أن الجولة التي أنهتها أمس اللجنة الخماسية على القوى السياسية والنيابية، جاءت خالية الوفاض نتيجة إصرار الثنائي الشيعي على حوار يترأسه الرئيس نبيه بري الذي هو في الوقت نفسه طرف غير محايد يتبنى خيار ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ومن المقرر أن يلتقي بري أعضاء اللجنة ليتبلّغ منهم النتائج المخيّبة للتوقعات.
Follow us on Twitter
وكانت آخر لقاءات اللجنة أمس، مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في غياب سفيري الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والسعودية وليد البخاري. فيما حضر سفراءُ مصر علاء موسى وقطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وفرنسا هيرفيه ماغرو. وسبقه لقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بمشاركة أربعة سفراء، فيما غابت السفيرة الأميركية التزاماً بالعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على باسيل. وكان لافتاً أنّ السفير السعودي الذي شارك في اللقاء مع باسيل، غاب في اليوم السابق عن اللقاء مع فرنجية في بنشعي «بداعي المرض».

وفي معلومات لـ»نداء الوطن» حول اللقاءين أنّ «الأجواء كانت ايجابية مع «حزب الله»». وأكد الطرفان على ضرورة ملء الفراغ الرئاسي وتفعيل الحوار. لكن «الحزب» طلب حواراً بلا شروط مسبقة. وأكد تمسّكه بترشيح فرنجية. وكما في حارة حريك (خلال اللقاء مع رعد) كذلك في البياضة (مع باسيل)، لم يتم التطرق للأسماء. وقال باسيل إن لا مرشح لـ»التيار» إلا الذي يتمتع بصفة بناء الدولة»، على حدّ تعبيره.

ومن الاستحقاق الرئاسي الى الاستحقاق البلدي الذي سيكون على جدول الجلسة التشريعية الخميس المقبل من خلال قانون معجّل مكرّر يرمي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية. وكشف مصدر نيابي بارز لـ»نداء الوطن» أنه «عندما كان لبنان قبل أشهر أمام استحقاق التمديد للقيادات العسكرية كان المزاج المسيحي برمته مع التمديد. وكان هذا المزاج يعتبر أنه في ظل الانهيار المالي والشغور الرئاسي، والحرب القائمة، والمخاوف الكبرى على الاستقرار، أنه ليس هناك سوى الجيش اللبناني من يؤتمن على الاستقرار. وبالتالي انحاز المسيحيون الى التمديد، كما أنه لا يجوز المسّ بالمؤسسة العسكرية. وحده باسيل في ذلك الوقت، كان خارج هذا المزاج».

وقال المصدر: «والآن، وللمرة الثانية على التوالي، يخرج باسيل عن مزاج المسيحيين في الانتخابات البلدية. علماً أنّ المسيحيين يريدون الانتخابات البلدية ولا يريدون التمديد. وهم يعتبرون أنّ نصف المجالس البلدية أصبح منحلاً، وأن النصف الآخر بات مشلولاً. كما يعتبرون ان البلديات أساسية لضبط الأوضاع، وتوفير متطلبات الناس، وضبط أمور النازحين السوريين. أما باسيل، فيزايد في الاعلام بأنه ضد الرئيس بري، ويقول إنه هو من أفشل عهد الرئيس السابق ميشال عون. لكن باسيل عملياً، ينفّذ ما يريده بري الذي يريد التمديد في البلديات، على قاعدة أنه طالما ليست هناك انتخابات في الجنوب، فيجب ألا تكون هناك انتخابات في كل لبنان. هذا ما قاله نبيه وتجاوب معه جبران تلقائياً».

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

بوتين يُحذّر نتنياهو من الحرب على لبنان وإجلاء قادة “الحرس” و”الحزب” من سوريا

Avatar

Published

on

ماكرون يبحث اليوم مع ميقاتي وجوزاف عون في تحضير الجيش جنوباً

تراجعت أمس حدّة المواجهات على الحدود الجنوبية مقارنة باليوم السابق، علماً أنّ الاصابات البشرية على جانبيّ الحدود ما زالت مستمرة. فعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن ارتفاع عدد الإصابات بين الجنود في هجوم «حزب الله» قبل يومَين بالمسيّرات والصواريخ على عرب العرامشة إلى 19 بعضها في حال خطرة. وفي المقابل، نعى «الحزب» سقوط ثلاثة عناصر في كفركلا وبليدا.
Follow us on Twitter
في موازاة ذلك، علمت «نداء الوطن» من مصدر ديبلوماسي أنّ اتصالات جارية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمنعه من تنفيذ تهديده بشنّ حرب واسعة على لبنان تحت شعار أبلغه الى قيادات دول كبرى أبرزها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا وهو «تأديب حزب الله».

وأوضح المصدر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حذّر نتنياهو من مغبة شنّ حرب مفاجئة على لبنان، لأنّ تداعياتها على البلدين ستكون كارثية، وأنّ المسيّرات والصواريخ التي استغرقت ساعات للوصول من إيران الى اسرائيل، ستصل في دقائق معدودة إذا نشبت الحرب مع لبنان، ولن تقتصر حينها على الجبهة اللبنانية، انما ستشمل كل الجبهات. وبالتالي، فإنّ روسيا تواصل بذل جهودها لمنع تدحرج الأمور، مع نصيحة أبلغتها الى لبنان ومنه الى «حزب الله»، عبر أكثر من دولة صديقة، بأنه إذا ردّت إسرائيل على الضربة الإيرانية، ثم ردّت إيران، فعلى «حزب الله» ان لا ينخرط في عملية الردود هذه».

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية امس عن تقارير تفيد أنّ «إيران تستعد حالياً لانتقام إسرائيلي محتمل ضد أراضيها أو وكلائها في أعقاب هجوم طهران الصاروخي على إسرائيل الأحد الماضي. ولهذا عمدت إيران الى إخراج كبار قادة «حزب الله» و الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من سوريا».

ومن لبنان الى باريس، حيث أعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزاف عون، على وقع توترات داخلية وإقليمية. وبحسب معلومات «نداء الوطن»، أفاد مصدر رفيع المستوى في العاصمة الفرنسية أنّ العماد عون، وبعد اجتماعه بنظيره الفرنسي Le général d’armée Thierry Burkhard

سينضمان إلى غداء العمل الذي يقيمه ماكرون لميقاتي، حيث «ستستكمل المحادثات حول سبل تلبية الحاجات الأساسية للجيش اللبناني، حتى يتمكن من القيام بمهماته كاملة، ولا سيما في منطقة عمل «اليونيفيل» في حال عودة الهدوء»، كما أفاد المصدر.

من ناحيته، فنّد أمس الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي «التقارير غير الصحيحة التي تسهم في إثارة سوء فهم خطير حول «اليونيفيل» وطبيعة عملها». وقال: «إنّ «اليونيفيل» محايدة، لا تقوم بأنشطة مراقبة، ولا تدعم أي طرف. الشيء الوحيد الذي تدعمه هو السلام. إنّ السعي لتحقيق السلام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 هو سبب وجودنا هنا، ولهذا سنواصل القيام بالعمل الموكل إلينا». وأضاف: «إنّ الادعاءات الكاذبة يمكن أن تعرّض الرجال والنساء الذين يعملون من أجل السلام للخطر، فيما تبذل البعثة قصارى جهدها لتخفيف التوترات، ومنع سوء الفهم، ودعم المجتمعات المحلية خلال هذه الفترة الصعبة، ويتم ذلك من خلال الدوريات، حوالى 20 في المئة منها بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، والإبلاغ عن الانتهاكات على جانبي «الخط الأزرق»، بالإضافة إلى قنوات الارتباط الفريدة من نوعها والمصممة لتجنب سوء الفهم والمزيد من التصعيد».

 

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار مباشرة

وثيقة بكركي تخطّ بدم باسكال: إقتراح للنزوح وقرار الحرب؟

Avatar

Published

on

فيما كانت بكركي تجمع الأحزاب والقوى والشخصيات المسيحية لمقاربة الموضوعات الأساسية والوجودية، أتت حادثة إغتيال منسق «القوات اللبنانية» في قضاء جبيل باسكال سليمان لتصوّب المسار المسيحي وتحرّك موجة تضامن مسيحي شعبي وشعور بالخطر المحدق الذي كانت وثيقة بكركي تناقشه .
Follow us on twitter
تركت حادثة اغتيال سليمان جرحاً كبيراً في الوسط المسيحي، وليس القواتي فقط، وكل ما حصل يدلّ على انتظار لحظة ما لحصول التضامن الشعبي الذي سبق التضامن السياسي. وجمعت «المصيبة» حزبي «القوات» و»الكتائب» بعد سنوات من التراشق الأخوي، وقرّبت المسافات بين «القوات» و»التيار الوطني الحرّ» والتفّت شخصيات مسيحية مستقلة حول «القوات» باعتبار الحادثة أصابت مجتمعاً بأكمله وليس «القوات» وحدها.

ودّعت جبيل والمنطقة باسكال سليمان في مأتم شعبي، وكانت الهتافات أصدق تعبيراً عما يختلج نفوس أهلها. وإذا كان أهل الفقيد والحزب والمؤيدون ينتظرون الرواية الأخيرة للتحقيقات، إلّا أنّ المسار العام الذي سلكته الأمور منذ أسبوع حتى يومنا هذا ساعد في ردم الهوات بين المسيحيين.

شعر الكثير من المسيحيين بالخطر الناجم عن غياب الدولة وسيطرة «الدويلة»، وعن الإحتلال السوري الجديد المتمثّل بالنزوح. وربّما ستسرّع هذه الحادثة إقرار الوثيقة السياسية التي تُناقش في بكركي.

رسمت كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الجناز خريطة طريق، إذ كشفت «عورات» غياب رئيس الجمهورية، والخطر الآتي من النزوح السوري، وأيضاً من «الدويلة»، وعدم وجود قرار السلم والحرب في يد الدولة، قال الراعي كلمته وسط الدموع، راسماً خريطة التحرّك للمرحلة المقبلة.

ولاقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع البطريرك في مواقفه، وصوّبت «القوات» طوال الأسبوع الماضي الأمور على خطرين: الأول هو النزوح السوري حيث دعت بيانات الحزب وكلمة النائب زياد حواط إلى عودة النازحين إلى ديارهم، لأنّ لا الخبز ولا الإقتصاد ولا البنى التحية قادرة على الإستيعاب، والثاني هو «الدويلة» التي تشرّع الحدود والسلاح وتفتح الباب أمام عمل العصابات.

وعلى رغم كل الحزن والغضب، كان الخطاب المسيحي يُصرّ على دعم قيام الدولة، مع أنّ الروايات الأمنية والتحقيقات التي تجرى في عملية إغتيال سليمان لم تقنع الرأي العام المسيحي، ولا اللبناني.

كان «التيار الوطني الحرّ» حاضراً في قلب الحدث، واعتبر أنه معني بكل ما يحصل. وصار هناك إجماع مسيحي عارم على إنهاء أزمة النزوح السوري أقلّه في المدن والبلدات المسيحية، وهذا الأمر لا نقاش فيه.

وإذا أكمل «التيار الوطني الحرّ» إنعطافته، خصوصاً في مسألة قرار السلم والحرب، يُصبح إقرار وثيقة بكركي مهمة سهلة، لأنّ النقطة التي كانت عالقة في النقاشات الأخيرة هي كيفية التعامل مع السلاح غير الشرعي، خصوصاً مع إعلان نائب رئيس «التيار» ناجي حايك بالأمس إنتهاء ورقة التفاهم مع «حزب الله» ورفض منطق وحدة الساحات. وكان النائب جبران باسيل أطلق من جبيل الأسبوع الماضي مواقف قوية من قرار الحرب رافضاً ربط الجبهات والذهاب الى حرب مُشاغلة قدّ تدمّر لبنان.

حصل الإجماع المسيحي على ملف النازحين ويبقى انتظار آلية التطبيق، فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعد اللبنانيين بحصول أمر إيجابي في هذا الملف نهاية هذا الشهر، بينما أكّد وزير الداخلية بسام مولوي التحرّك لضبط الوجود السوري غير الشرعي، داعياً البلديات إلى التحرّك الفوري. وستقدّم «القوات» إقتراحها لحل هذا الموضوع اليوم إلى مولوي.

يعتبر ملف النازحين السوريين وقرار السلم والحرب موضوعين وطنيين لا يعنيان الشارع المسيحي وحده، فأكثر المناطق تضرّراً من الوجود السوري هي المناطق السنية التي ينافس فيها السوريون أبناء طرابلس وعكار والبقاع على لقمة الخبز والعيش. كما يتخوّف كل لبنان من جرّه إلى حرب كبرى مع إسرائيل قدّ تدمّر ما بقي من البلد، وبالتالي هل تكون دماء باسكال سليمان مقدّمة لتحرير البلد، أو أنها تذهب هدراً مثلما ذهبت التضحيات السابقة؟

Continue Reading