كيف نساعد طفلنا الذي يعاني صعوبات تعلّمية على إتمام فروضه؟
يتبيّن أن وقت إتمام الفروض بالنسبة للأولاد الذين يعانون صعوبات تعلّمية مضنٍ جدًا. إليكم بعض النصائح التي تساعدهم على استيعاب دروسهم بشكل أفضل.تعلن آرميل الأم الشابة لثلاثة أولاد: “أريد أن يكون ابني كوم سعيدًا، وأنا أتطلع ليستطيع الخروج من هذه المشقة وإيجاد نفسه”. فكوم تلميذ في الصف الخامس، وهو مهذب وشجاع. كان يحسن العمل بانتظام…
يتبيّن أن وقت إتمام الفروض بالنسبة للأولاد الذين يعانون صعوبات تعلّمية مضنٍ جدًا. إليكم بعض النصائح التي تساعدهم على استيعاب دروسهم بشكل أفضل.
تعلن آرميل الأم الشابة لثلاثة أولاد: “أريد أن يكون ابني كوم سعيدًا، وأنا أتطلع ليستطيع الخروج من هذه المشقة وإيجاد نفسه”. فكوم تلميذ في الصف الخامس، وهو مهذب وشجاع. كان يحسن العمل بانتظام ويعطي أفضل ما عنده، ولكنه لم يكن يستطيع إنهاء واجباته في الوقت المناسب. تستنتج والدته: “من الصعب عليه تقبّل أن الآخرين يستطيعون الانتقال من فرض لآخر بطريقة أسرع”.
تتكوّن لدى الطفل الذي يعاني من ضعف مدرسي إمكانية غير كافية وغير ملاءمة لعالم الدراسة. فهو بطيء وهذا ما يجعله يضيع بسرعة عندما يكون ضمن مجموعة، وهو يعاني من ضعف التركيز فيحتاج بالتالي إلى الهدوء والانعزال، وهذا أمر يصعب الحصول عليه دائمًا في الصف. بالإضافة إلى ذلك، هو يجد صعوبة في تحديد المفاهيم، فيستوعب ما هو مجرّد بطريقة أبطأ وأقل وضوح من غيره. وغالبًا ما تقوده هذه الصعوبات إلى أن يكون كثير الخجل أو بالعكس، كثير الغرور. وإذا لم يتدخل أحد للتعويض عن التعاسة التي يشعر بها الطفل نتيجة لفشله، ستؤدي تعاسته هذه إلى القلق والكآبة وحدّة الطبع. من الصعب أن يتقبل الطفل هذا الظلم الحقيقي الذي يواجهه. فهذا الطفل الأقل انجذابًا للمدرسة من غيره من الأولاد يحتاج لأن يعمل في منزله، فالفروض المسائية هي مفيدة جدًا لسدّ الثغرات التي حصلت أثناء الحصص الدراسية. تذكّر مارين معلّمة الصف الثالث: “إن الوقت المخصص للفروض المسائية يعطي الولد فرصة الحصول على دعم فردي ملاءم لحالته”. ولكن كيف نستفيد من الوقت المخصص لهذا العمل الفردي من دون أن ننهار أو نصرخ خصوصًا عندما تأني النتائج مخيبة للآمال؟
التكيّف مع الطفل لمساعدته على التقدّم
يعطي الانتظام نتيجة مثمرة مع كلّ الأطفال ولاسيّما مع أولئك الذين يعانون من صعوبات. توضح هرمين المعلّمة قائلة: “من المستحسن أن نطلب عشر دقائق من التركيز كلّ مساء بدلًا من ساعة من الوقت بين حين وآخر”. وتكون أسهل طريقة للقيام بذلك هي إتمام الفروض بعد التحلية بدلًا من تقسيمها خلال وقت الاستراحة الطويلة. وتضيف هرمين: “غالبًا ما يرتبط الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلّمية بمواعيد مع أخصائيي النطق أو الأطباء النفسيين، وهذا ما يجعل برنامجهم اليومي ثقيل جدًا”. ولهذا السبب، تتبع ماري نظامًا مرنًا للاعتناء بابنتها التلميذة في الصف الثالث، وتقول: “عندما تطلب مني كميل إذنًا للعب، أمنحها هذا الوقت لتستعيد نشاطها وتعود مستعدة وجاهزة. وهذا النظام المرن لا يمنعني من تحديد وقت لمساعدتها على التركيز”.
تتابع مارين وهي معلّمة: “هناك بالتأكيد وقت مناسب لكلّ طفل. فمن المفضل إرساء قواعد مع الطفل الذي يجد صعوبة في بدأ العمل، من دون أن ننسى إشراكه في وضع هذه القواعد”. أمّا إيريك، فقد لاحظ أن ابنه التلميذ في الصف الثاني كان يتعب ويغضب بسرعة عند المساء، فاقترح عليه أن يجزّء عمله فتحسّن الوضع منذ أن بدآ يخصصان عشرين دقيقة في الصباح حين يكون إيريك أكثر ارتياحًا”.
الهدف الأول: التركيز
يختلف مفهوم الوقت بين الطفل والشخص البالغ، ممّا يؤدي لأن يتخطى الأول المواقيت المحددة ببساطة. ومن هنا تقترح مارين ما يلي: “للأطفال البطيئين في العمل، من المحبّذ أن نضع لهم وقتًا نهائيًا وألّا نتوقّف عن مراقبتهم! فمثلًا، لا يمكننا تخطّي النصف ساعة في الصفين الأول والثاني، أو ثلاث أرباع الساعة في الصفين الثالث والرابع. فإذا وجدنا أن الوقت طويلٌ جدًا، علينا مناقشة ذلك مع المعلّمة لكي تعيد تكييف العمل”.
فعندما نضع هؤلاء الأطفال في الظروف المناسبة، سيسهّل ذلك عملهم. ومن هنا، نشير إلى أنّ الهدوء أمر محوري: فعلينا التخلّص من الموسيقى والتلفاز وألعاب الفيديو القريبة منهم لتفادي أي احتمال للتشتت، وذلك بهدف حثّهم على التركيز، ولاسيّما على الأشياء التي يجب عليهم استيعابها. تضيف هرمين: “يزداد الأمر صعوبة عندما يكون لدينا أكثر من طفل واحد. فمن المستحسن أن نترك الطفل الذي يعرف كيف يعمل بطريقة مستقلة لوحده لننفرد مع الطفل الذي يحتاج إلى المساعدة. وبإمكاننا إيجاد بعض الحيل للقيام بذلك، فنسمح مثلًا لأحدهم بمشاهدة فيلمًا أو باللعب، أو قد نطلب حتّى من جارتنا الانتباه إليه…” وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون مشاكل دراسية يتشتتون بأتفه الأشياء وأصغرها. لذلك، من شأن الجلوس في غرفة مرتبة أو أمام مكتب منظم أن يساعدهم على تجميع أفكارهم. وعلى سبيل المثال، تجلس آرميل مع كوم في المطبخ حيث يدير ظهره للنافذة وسط جوّ مجرّد من أساليب التشتت، وتعلّق على الموضوع: “يحفّزه ذلك على التركيز لإنهاء عمله ومغادرة المطبخ بأسرع وقت ممكن”.
اعتاد بعض المعلّمين على ممارسة بعض تمارين الاسترخاء قبل البدء بالعمل، فلماذا لا نطبّق هذا المثل في منزلنا؟ تخبرنا هرمين: “تلقيت تدريبًا حول طريقة فيتوز التي فتحت لي آفاقًا عديدة، فهي تساعد الطفل على التركيز من خلال دعوته للاستماع لأحاسيسه الجسدية. ويسهل تطبيق هذه الطريقة. فيمكننا مثلًا في المنزل أن نجري بعض التمرينات الصغيرة للتنفس أو حتى العمل على نقاط الضغط كالرجلين والظهر…”
اختيار الشخص المناسب لمساعدة الطفل
لا يستطيع الطفل الذي يواجه صعوبات العمل بطريقة مستقلة وذاتية، فهو يحتاج إلى شخص بالغ ليكون بمثابة مرشد له يهدّئه ويشجّعه. يسهل علينا قول ذلك، ولكن يصعب علينا إيجاد هذا الشخص المناسب. تقول مارين: “يكون هذا الشخص في الوضع الأمثل أحد الوالدين. ولكن إذا كان أحدهما يفقد صبره بسهولة أو ليس متوفرًا لطفله بما فيه الكفاية، من الأفضل اللجوء إلى شخص خارجي في هذه الحالة. ولكن انتبهوا! فالعديد من الأطفال يشعرون بالإحباط نتيجة لكون الشخص الذي يعلّمهم مثقفًا جدّا ولكنه لا يملك الخبرة في التعليم.
أليكس هي معلّمة متقاعدة تساعد الأطفال الذين يواجهون صعوبات تعلّمية وتقول لنا: “على موظف الدعم الذي يعمل مع الطفل أن يكون متحمسًا ومتفرغًا لعمله. فالطفل وأهله يشعرون بالإحباط واليأس، ومن هنا أهمية أن يكون الشخص الداعم متحمسًا حتّى يتمكّن من إعادة ترسيخ الثقة، ولكن مع الحرص على عدم التعامل مع الطفل بطريقة لطيفة جدًا. كما عليه وضع برنامج ليتّبعه الطفل مع الإبقاء على الكثير من العطف. كما يجب ألّا نحكم على الطفل، بل على نتيجته. فعندما نشجّع كل ما هو إيجابي، نساعده على النضوج!” أمّا آرميل، فتطلب مساعدة والدتها وتقول: “أنا لا أستطيع التريّث وأرغب بشدّة أن يصل كوم إلى مرحلة أطلب منه فيها العديد من الأشياء. أمّا أمي فتتحلى بالصبر أكثر مني، فهي لم يعد عليها الضغط النفسي الناتج عن تنظيم الأسرة”. والدراسة الموجهة واجبة في بعض الأحيان. ولكن تخبرنا مارين أنّ “الدراسة الفعالة يجب ألّا تتخطى الثمانية تلاميذ حتّى يتمكّن الشخص المسؤول من تخصيص الوقت المناسب لكلّ تلميذ ومن التأكد من انتقال المعلومات بطريقة جيّدة بين كلّ من مسؤول الدراسة والطفل. لذا نجد في بعض الأحيان تشجيعًا جيدًا وتكون التفاعلات مثيرة للاهتمام. وفي هذه الحالة، يتمكّن التلاميذ من مساعدة بعضهم البعض ومن شرح الدروس لبعضهم بطرق مختلفة عن تلك التي يعتمدها المعلّم والتي يسهل في بعض الأحيان فهمها بطريقة أفضل…”
لا يمكن تصوّر الدعم المنزلي من دون مناقشة الأمر بجدية مع المدرسة. ونظرًا لكونها معلّمة، تتنبّه هرمين للعمل الذي يتركه الطفل جانبًا: “يجب ألّا نضيّع وقتنا وأن نتواصل مع الأهل إذا ما رأينا أن الأمر يتكرر بشكل منتظم. فعلينا أن نعمل كفريق مع أهل التلميذ لفتح الطريق المسدود الذي يواجهه الطفل. فعندما اكتشف ضعفًا محتملًا في رغبة الطفل، أجد الوقت المناسب خلال اليوم وأشرح له وأشجعه. وقد لاحظت تحسّن وضع التلميذ عندما يتم التواصل مع أهله، حتّى ولو لم نتمكّن من حلّ المشكلة بطريقة جذرية”.
اعتماد سلوكًا إيجابيًا
تشرح الطبيبة النفسية جان سيود-فاشين في كتابها المعنون “مساعدة الطفل الذي يعاني مشاكل دراسية (أوديل جاكوب)” إنّه يجب على الطفل معرفة أين يذهب وبالتالي “يجب أن يكون برنامج العمل الذي نضعه له واضحًا كي لا يضيع. علينا أن نحدّد للطفل أهدافًا مرحلية حيث تقوم كلّ خطوة يتمّ تجاوزها بتحفيز الجهد الذي يجب أن يبذله في الخطوات والمراحل التالية. كما علينا أن نعلمه مرارًا بالتقدّم الذي يحرزه وبأدائه لكي يعلم على الفور ما إذا كان على الطريق الصحيح”. اتخذت آرميل قرارًا يتعلّق بعمل كوم وذلك بالتنسيق مع معلّمته، حيث قرّرت استثمار جهودها وجهوده على مادة اللغة الفرنسية والرياضات وغضّ النظر عن اللغة الإنجليزية. “نحن نبدأ بما أعتبره أكثر أهمية، فإذا كان لدى كوم اختبارًا في اليوم التالي، نعطيه الأولوية ونعمل عليه حتّى لا نضطر للعمل على ما تبقى من مواد”.
يهدف الحوار مع الطفل إلى تحفيزه وتشجيعه. فعلينا الإقرار بالفعل الذي يقوم به أكثر من النتيجة المحصّلة. تقول هرمين: “علينا تقدير كلّ ما هو إيجابي. فمثلُا، علينا تشجيع الطفل الذي بحث عن الإجابة ولكنّه لم يجدها: فهذه هي نقطة الانطلاق للوصول إلى الخطوة التالية. فيبدأ النجاح عندما يتسلّق الطفل الجبل بمفرده، حتّى ولو لم يصل إلى القمّة!” وبإمكاننا أن نعطي بعص المجاملات حول الشكل، فمثلًا تقول آرميل: “أنا حريصة على أن يكون دفتر ابني مرتبًا وعلى أن يجهز حقيبته بشكل مناسب للمدرسة، لذا أهنئه عندما يقوم بذلك، فهو قد بذل جهداً في الانتباه لهذه الأمور. قد يظن البعض أن هذا تفصيل غير مهم، إلّا أنه شرط مسبق للنجاح”.
لنتمكّن من اعتماد سلوكًا إيجابيًا علينا تحفيز عبارات التشجيع هذه. فماري مثلًا تمتنع عن الصراخ وتقول: “أفضّل أن أوقف التدريس لأخرج من الغرفة وأستعيد هدوئي وإلّا سيبكي سيمون ويتشوّش، أو قد أرسله للخارج لمدة خمس دقائق ليأخذ استراحة بعد الجهد الذي بذله. كما أنّ المرح وحس الفكاهة قد يخفّف من حدة الموقف ويعيد الثقة له”. أمّا آرميل، فتشكّل فريقًا مع ابنها: “نقرأ النص معًا ونحلّ التمارين واحدًا تلو الآخر أو حتّى قد نلقي الدرس تباعًا كلّ منّا بدوره. فالمثال الذي أقدّمه له يشجّعه”.
انتظام العمل هو السبيل إلى النجاح
كيف يمكننا مساعدة الطفل على حفظ دروسه؟ لكلّ منّا طريقته الخاصة للتعلّم والحفظ. فعندما نعلم ما إذا كانت ذاكرتنا سمعية أو مرئية أو حركية نتمكّن من اعتماد الطريقة المناسبة كي تثمر الجهود التي نبذلها. وتشرح جان سيود-فاشين: “متى ما اكتشفنا أسلوبنا الخاص نكون قد أعطينا أنفسنا فرصة التمرّس فيه، ولكن عندما لا نعلم الطريقة التي يعمل بها عقلنا، نتحمّل عواقب ذلك. وغالبًا ما يميل الآخرون، لاسيّما الناضجون، إلى فرض طريقة تعلّمهم الخاصة على الأطفال”. وتقترح علينا مارين أن: “نساعد الطفل على استباق الأمور ليتمكّن من فهم الدروس. وحالما يتمّ إبلاغ الطفل عن موعد امتحاناته، من المفضّل أن نقسّم العمل مع مراعاة هذا الحمل الإضافي”. لن يتمكّن الطفل الذي يواجه صعوبات تعلّمية من مراجعة كلّ الدروس ذات الصلة قبل يوم واحد من الامتحان. لذا من الجيّد مساعدة الطفل عند مراجعته لدروسه على تخيّل نفسه في وضع تحقيق كي يتمكّن من توقّع الأسئلة التي ستطرح عليه وبالتالي معرفة أجوبتها.
تشرح أوديل، وهي معلّمة سابقة تساعد الأطفال منذ أكثر من 20 سنة: “قبل المباشرة بحلّ تمرين معيّن، علينا معرفة بأي جزء من الدرس يتعلّق. أنا أحرص على أن يفهم الطفل القاعدة الجديدة ويتعلّمها، فقراءة الدرس أو القاعدة مرّة واحدة لا تكفي لكي يفهمها الطفل”. فعندما تعيد قراءة الدرس، تسطّر الكلمات المهمّة فيه وتحضّر بعض البطاقات الدراسية وتستخدم الألوان والرسومات والألوان بكثرة لتساعد الطفل على فهم الدرس وحفظه بطريقة أفضل. وتكمل كلامها بحماس قائلة: “أنا أعلّم الأطفال الذين يواجهون بعض البطء في التفكير بصوت عالٍ وذلك كي لا يخسروا ثقتهم بأنفسهم. فأطلب منهم مثلًا عند إجراء الإملاء أن يبحثوا عن طبيعة الكلمة ومصدرها وإعرابها… ليكتشفوا بالتالي أن الحزم والانضباط يجديان نفعًا”.
تحفيز النجاحات
تتفق كلّ المعلمّات على أنه من الضروري أن يراجع الأطفال الذي يواجهون بعض الصعوبات دروسهم بانتظام وذلك أكثر من غيرهم. تضيف أوديل: “أنا أنصح الأهل أن يقوموا بإنشاء بيانًا مصغرًا يحتوي المعلومات الجديدة الواردة في المواد الرئيسية. فيتم تخصيص دفترًا للدعم لإجراء التمارين المنزلية عليه وكتابة القواعد والاستثناءات التي نقوم بمراجعتها مع الطفل، متى ما دعت الحاجة لذلك.
تقول ماري: “أنا أركّز على نقاط قوة ابنتي، فهي تفضّل العمل بيدها لذا أجعلها ترسم. وتحبّ ابنتي جدًّا هذه اللحظة المتميزة التي تنجح وتدرك قدراتها بها. وعلينا نحن كأهل أن نتريّث ونأخذ خطوة للوراء لنتمكّن من أن نؤمن بقدرة أطفالنا على تدبّر أمورهم. وتخبرنا أليس: “لطالما قمت بأعمال مسرحية مع الأطفال الذين يواجهون صعوبات تعلّمية، فعندما يلعب الطفل دورًا ما يستعيد ثقته بنفسه ويعمل على التركيز ويتعلّم كيفية الخروج من ذاته. وهذا علاج بالفعل!” أمّا كريستين، فقد اقترحت على ابنها فلوران أن يشارك في دورات طبخ، وتقول: “لم تنفع معه الدراسة التقليدية، لكنّه يستعيد بسمته عندما يقف أمام الأفران. فهو يحبّ صناعة الحلويات بطريقة تبهرني. ومن يعلم؟ قد يعمل في هذا المجال في المستقبل”.
أعلنت شركة “ليبان بوست” في بيان أنها “ترفض وتدين حملات التضليل المركزة التي تروّجها بعض وسائل الإعلام، وتؤكد أنها طالما حرصت على تنفيذ موجباتها المنصوص عنها في العقد بمستوى عال من الحرفية حتى في خلال الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد”.
وأضاف البيان: “لقد مارست ليبان بوست سياسة الصمت والعمل طيلة الفترة السابقة، الا أن التمادي والتطاول على سمعتها اضطرها الى إصدار هذا البيان الذي تدعو فيه الى التوقف عن نشر وبث أخبار مغلوطة ومسيئة إلى سمعة ليبان بوست رأفة بالمرفق الذي تسيره ومئات العاملين فيه وبلبنان”.
تقدّم النائب زياد الحواط بإخبار للنيابة العامة التمييزية بملفات فساد في الدوائر العقارية وتمنّى أن يضع القضاء يده على الملف ويسرع في التحقيقات وأن يعود هذا المرفق إلى طبيعته وأن تُعمّم العدالة على كافة الأراضي اللبنانية.
وأشار الحواط الى أن هدفه أن تشمل مكافحة الفساد جميع القطاعات وليس الهدف إفراغ الدوائر العقارية وخصوصا بجبل لبنان. وقال: الارتكابات منا وكالة حصرية بجبل لبنان وحصر التحقيقات في هذه المنطقة إما يعني أن الفساد محصور فيها وباقي المناطق تنعم بالاستقامة وإما التحقيق ممنوع بباقي المحافظات.
ورأى أن الواقع يدلّ على ألا سلطة للدولة إلا بجبل لبنان لأنها منطقة خاضعة للقوانين وذلك واضح من خلال الايرادات المالية وشدد على أن المطلوب مراعاة الأصول، واحترام الكرامات في تطبيق القانون.
احتدام حرب الشوارع.. والقوات الأوكرانية “تُطرد” من وسط سيفيرودونيتسك
يواصل الجيش الروسي، اليوم الاثنين، ضرب البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتحرير أراضي دونباس شرقي أوكرانيا، في إطار عمليته العسكرية الخاصة لتحرير دونباس، فيما تواصل أوكرانيا المقاومة مدعومة بالقوى الغربية من خلال الدعم المادي والعتاد العسكري.وفي آخر التطورات، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية طردت الجيش الأوكراني من وسط سيفيرودونيتسك، المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا…
وفي آخر التطورات، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية طردت الجيش الأوكراني من وسط سيفيرودونيتسك، المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تدور فيها معارك ضارية منذ أسابيع للسيطرة عليها.
وأكد سيرغي غايداي حاكم لوغانسك الأوكراني خروج القوات الأوكرانية من وسط المدينة التي تشكل المركز الإداري للجزء من المنطقة التابع لسيطرة كييف. وكتب صباح الإثنين على “فيسبوك”: “تتواصل المعارك في الشوارع.. الروس يواصلون تدمير المدينة” ناشرا صور مبان مهدومة أو تشتعل فيها النيران.
وأشار إلى أن القصف الروسي استهدف مصنعا للمواد الكيميائية يختبئ فيه مدنيون، وطال محطات للصرف الصحي في المدينة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف بالخطير الوضع في سيفيرودونيتسك، التي أصبحت محور المعركة للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في الشرق والمؤلفة من لوغانسك ودونيتسك.
وقال قائد الجيش الأوكراني إن القتال النشط ضد روسيا ممتد على أكثر من 1000 كيلومتر، مؤكداً أن روسيا لا تتقدم في لوغانسك وتقصف مجددا خاركيف وشيرنيهيف وسومي. وأضاف أن الأمن يحقق في شبهة وجود 50 متعاونا مع الجيش الروسي.
من جهتها، أكّدت موسكو الأحد أنها “دمّرت مستودعًا كبيرًا” في غرب أوكرانيا للأسلحة المُرسلة من الدول الغربية، في وقت تدور معارك طاحنة في سيفيرودونيتسك في شرق البلاد حيث يبدو أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبات في التصدي للروس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “صواريخ كاليبر أُطلِقت من البحر (…) دَمّرت بالقرب من تشورتكيف مستودعا كبيرا لأنظمة صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف زودت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية نظام كييف”.
ولم يحدد الجيش الروسي التوقيت الذي شُنّت فيه هذه الضربة، لكن السلطات الأوكرانية في هذه البلدة الصغيرة الواقعة غربي البلاد أعلنت أنها أدت مساء السبت إلى إصابة 22 شخصا على الأقل بينهم مدنيون، وألحقت أضراراً بموقع عسكري.
وتعليقا على ذلك، قال الرئيس زيلينسكي في رسالته المسائية بالفيديو الأحد، إنه “لم يكن هناك أي هدف تكتيكي أو استراتيجي لهذه الضربة، كما هي الحال عليه في الغالبية العظمى من الضربات الروسية الأخرى، واصفاً الضربة بأنها “مجرد إرهاب”.
وفي الشرق، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الأحد أن القوات الروسية تشن هجمات على سيفيرودونيتسك “من دون أن تحقق نجاحا”، مشيرة إلى أن الجنود الأوكرانيين صدوا جيش موسكو قرب فروبيفكا وميكولايفكا وفاسيفكا.
وتفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك لموسكو الطريق نحو مدينة كبرى أخرى هي كراماتورسك في حوض دونباس، المنطقة التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها وتريد روسيا السيطرة عليها بالكامل. ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء من هذه المنطقة الغنية بالمناجم منذ 2014.
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر تلغرام إن “الوضع في سيفيرودونيتسك صعب جدًا”. وأضاف أن القوات الروسية تريد “إغلاق المدينة بالكامل” ومنع أي مرور للرجال والذخيرة، لافتًا إلى أنه يخشى أن يستخدم العدو “كل احتياطاته للاستيلاء على المدينة” خلال 48 ساعة.
وفي الجنوب، في منطقة دونيتسك، قالت الرئاسة الأوكرانية إن “الروس (يعززون) جهودهم لتدمير البنى التحتية الأساسية”.
وفي الطرف الآخر من جبهة المواجهة، في ميكولايف، وهي ميناء رئيسي على مصب نهر دنيبر في الجنوب، توقف التقدم الروسي في ضواحي المدينة، بحسب فريق ميداني من مراسلي وكالة “فرانس برس”.
وأوضحت قيادة العمليات الأوكرانية أن القوات الروسية أطلقت صواريخ على ضواحي هذه المدينة، وهي “نيران مستمرة هدفها الضغط نفسيا على السكان المدنيين”.