Connect with us

اخر الاخبار

مصريات في عيون بعض الرحالة والمستشرقين

مصدر الصورة Historical Picture Archive ترك كتاب “ألف ليلة وليلة” وما يضمه من حكايات شهرزاد النابضة بحياة وعادات الشرقيين أثرا بالغا لدى الغرب لما يحويه من مواضع حول الحب، والعشق، والجنس، كما ترك الكتاب انطباعا ظل عالقا في الأذهان عن عالم الشرق المبهج ونسائه الجميلات، لاسيما بعد ظهور أول ترجمة له على يد أنطوان غالان…

Avatar

Published

on

مصريات في عيون بعض الرحالة والمستشرقين

مصدر الصورة
Historical Picture Archive

ترك كتاب “ألف ليلة وليلة” وما يضمه من حكايات شهرزاد النابضة بحياة وعادات الشرقيين أثرا بالغا لدى الغرب لما يحويه من مواضع حول الحب، والعشق، والجنس، كما ترك الكتاب انطباعا ظل عالقا في الأذهان عن عالم الشرق المبهج ونسائه الجميلات، لاسيما بعد ظهور أول ترجمة له على يد أنطوان غالان عام 1704، باللغة الفرنسية.

وانتظرت أقلام الأوربيين حتى منتصف القرن الثامن عشر لتشكل صورة جديدة عن عالم الشرق ومركزه مصر، وذلك من خلال تفاعل مباشر مع بيئتها الفريدة، وانتعاش الرحلات إليها واكتشاف مدنها وطبائع أهلها ونسائها، أثمرت عن ملاحظات دونها رحّالة ورسمها فنانون لأغراض تاريخية وتجارية، حاولوا من خلالها سبر أغوار حياة المصريين في تلك الفترة.
“ألف ليلة وليلة” حكايات ترويها لوحات نادرة لأسرة محمد علي
واحتلت مصر مكانة خاصة في الأدب الرومانسي الفرنسي، ووفد إليها كبار الكتّاب والفنانين ورحّالة أمثال سافاري، وفولني، وجيرار دي نرفال، ومارميه، وفلوبير، و مكسيم دي كوم، وجان جاك أمبير، الذين لم تخل كتاباتهم من استغراق في تأمل المرأة المصرية وعاداتها الشرقية، مقارنة بنساء الغرب.

“المصرية بين سافاري وفولني”
كان من أبرز ما ظهر خلال القرن 18 كتابان عن رحلتين استحقتا اهتمام المؤرخين، أسهمتا في تشكيل صورة ذهنية لطبيعة ذلك البلد وأهله لدى الغرب، لاسيما نابليون بونابرت قبل مجيء حملته إلى مصر عام 1798، الأول بعنوان “رسائل عن مصر” للرحالة الفرنسي كلود إيتان سافاري عامي 1785 و 1786، والثاني بعنوان “رحلة إلى سوريا ومصر” كتبه قسطنطين فرانسوا فولني عام 1787. وحقق الكتابان رواجا في ذلك الوقت، وظهرت ثلاث طبعات فرنسية لهما، وتُرجما إلى الألمانية، كما ترجمت رحلات سافاري إلى الإنجليزية أيضا.
قدم سافاري أول صورة حية رشيقة للمرأة المصرية في بيئتها اختلفت بالطبع عن المألوف في قصص “ألف ليلة وليلة”، قائلا :
“تذهب الريفيات لغسل ملابسهن وجلب المياه. كلهن يغتسلن واضعات جرارهن وملابسهن على الشاطيء، ويفركن أجسادهن بطمي النيل ثم يندفعن إلى المياه ويتلاعبن بالأمواج. شعورهن مجدولة تطفو على أكتافهن، وجلودهن سمراء لوحتها الشمس، ومعظمهن جميلات ممشوقات القد”.

مصدر الصورة
Heritage Images

بينما يطالعنا فولني في رحلته بسخرية من وصف سافاري السابق، بعين مختلفة تماما وهو يتحدث عن ريف مصر، على سبيل المثال، ونسائه قائلا:
“لا يمكن بأي حال أن يُذكر قدُ ممشوق لامرأة مصرية، لوحته الشمس وكساه العرق وهن يستحممن، إلا إذا كان يعاني (يقصد سافاري) من إحساس كبير بالحرمان”.
يطرح هذا التضارب بين اثنين من أشهر رحّالة القرن 18 تساؤلا بشأن حقيقة ما نقله الرحّالة بالفعل عن المرأة ومصر عموما، والذي تأثر بدون شك بالنزعة الفكرية للكاتب نفسه على نحو طمس تفاصيل أخرى لذلك السياق، لاسيما وأن العصر لم يكن يهتم بدرجة كبيرة بالرسم أكثر من السرد، وهو ما دفع المؤرخ الفرنسي جون-ماري كاريه في دراسته “رحّالة وكتاب فرنسيون في مصر” إلى الحديث عن هذا التناقض بينهما قائلا:
“رحلتا سافاري وفولني مختلفتان كاختلاف مؤلفيهما. لم يكن سافاري غير رحّالة، أما فولني فقد أراد أن يكون فيلسوفا. كان سافاري مشبّعا بالمدرسة الرومانسية وبروح روادها، روسو و برناردان دي سانت بيير، كاتبا على طراز شاتوبريان، أما فولني فكان قلقا حذرا مترقبا متشائما أميل إلى الإحساس دوما بخيبة الأمل”.
المصرية في “وصف مصر”
جاء علماء الحملة الفرنسية (1798-1801) وحسموا الكثير من علامات الاستفهام في دراسات كتاب “وصف مصر” وقدموا صورة مكتوبة مصحوبة لأول مرة بلوحات أقرب إلى تصوير واقع المجتمع والمرأة المصرية على نحو يغاير أعمال من سبقوهم من الرحّالة في القرنين ال17 و 18، والتي ظلت عالقة في مخيلة القاريء الغربي الباحث عن الصور الخيالية الأقرب لأساطير “ألف ليلة وليلة”.
أسرار ومفارقات تحكي قصة كتاب “وصف مصر”
وكتب العالم الفرنسي دي شابرول أول دراسة علمية مستفضية بعنوان “دراسة في عادات وتقاليد سكان مصر المحدثين” ضمن دراسات كتاب “وصف مصر”، وتحدث عن المرأة المصرية في الطبقة العليا قائلا:
“تقضي المرأة يومها راقدة فوق فراشها أو جالسة على وسائد رخوة، تحيط بها مجموعة من الإماء شديدة الانتباه، لحد يتنبأن معه بما قد يجول في خاطرها(سيدتهن) حتى يوفرن عليها حركة الإشارة بإصبعها، لذا كانت مثل هذه السيدة تكتسب في وقت قصير بدانة غير مستحبة”.
ثم ينتقل شابرول إلى وصف يناقض تماما المشهد السابق عن طبيعة المرأة المصرية في الطبقة الدنيا:
“يتغير كل شيء في الطبقة الدنيا، فالنساء مهمومات بأمور المنزل، لن تُخلق من أجلهن مباهج البطالة، تجدهن في الحقول يقاسمن أزواجهن العمل، ويساهمن على الأقل في جعل العمل مع أزواجهن أقل مشقة، لذا تراهن يتمتعن بكل الخصائص الجسدية التي تنتج عن هذا العمل الدوري، فأجسامهن قوية عارية من الشحوم، وحركاتهن سهلة، وخطواتهن ميسورة، على نقيض خطوات السيدات الثريات الثقيلة المتعثرة، وعلى الرغم من بساطة ملابسهن، فإن لديهن رغبة في التميز وسط رفيقاتهن بوضع بعض الحلي المتواضعة”.

مصدر الصورة
DEA / BIBLIOTECA AMBROSIANA

وعن اهتمام المصرية بجمالها، لفت نظر العالم الفرنسي جان-فرانسوا شامبليون سحر المرأة وطريقة تزيين جسدها بالوشوم أثناء زيارته لمصر في عام 1828 (لمدة 18 شهرا)، وكتب في رسالة بتاريخ 14 سبتمبر / أيلول 1828، وردت ضمن “مجموعة الرسائل واليوميات خلال رحلة مصر” التي جمعتها المؤرخة هرمين هارتلبن، قائلا:
“عندما اخترقنا شوارع هذه القرية (كفر الزيات) كنت أسرعت في رسم ما تتحلى به النساء من نقوش مختلفة على الذقن والذراعين. وتستخدم في عمل هذا الوشم الذي غالبا ما يكون أزرق اللون ثلاث أو أربع إبر تُربط بخيط وتُغمس في الحبر أو في مسحوق الفحم المذاب في الماء، ثم تُغرز في البشرة حتى تُدمى، تبعا لشكل النقوش المرغوب عملها.”
هل عجلت رحلة شامبليون إلى مصر بوفاته؟
ويضيف شامبليون : “باستطاعة المرأة المصرية أن تزيّن ذقنها دون أن يكلفها ذلك أكثر من خمس بارات فقط (عُملة ذلك العصر). واحترفت بعض النسوة هذا الفن حتى أصبح حكرا عليهن. كما تشِم المرأة المصرية كذلك يديها وذراعيها بنقوش أخرى أكثر انتشارا”
المصرية في “الحرملك”
كان رسم النساء في مخادعهن الموضوع الأكثر إثارة في كتابات الرحّالة ولوحات الفنانين، وكان حظر دخول الغرباء إلى مايعرف بـ “الحرملك” سببا أطلق العنان لمخيلة هؤلاء الكتّاب والرسامين لينسجوا في أعمالهم ما قد يحدث وراء تلك الأبواب، وخرجوا بقصص مختلفة، منها ما يثير الغرائز، وأخرى تبرز الألفة العائلية والاحتشام، اعتمدت جميعها بالطبع على هدف الكاتب من الوصف.
وكلما كانت الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الرجل أعلى، زاد التقييد على حرية النساء في داره، ليصبحن سجينات العادات والتقاليد والمحرمات، وعلى الرغم من اهتمام الغرب بالحياة المنزلية والعائلية وطبيعة لوحات النساء التي كانت سائدة في القرنين 18 و 19، إلا أن مشاهد الأمومة كانت نادرة في أعمال الرحالة والفنانين، وصورت المصريات مشغولات بالنشاطات اليومية في أغلب الأحيان.

مصدر الصورة
DEA / G. DAGLI ORTI

كما جرى العرف على تصوير المرأة مهووسة بصنوف اللهو والتسلية، ويقول المؤرخ الإنجليزي إدوارد لين في دراسته “عادات المصريين المحدثين” بين عامي 1833-1835:
“في حضور الزوج، كن مقيدات تماما، وبالتالي كن أكثر سعادة عندما لم تكن زياراته خلال النهار متكررة أو طويلة، وفي غيابه كن ينغمسن في الغالب في مرح صاخب”.
كما كانت أسطح المنازل مكانا محببا للقيلولة واستنشاق الهواء النظيف وقضاء وقت ممتع مع الصديقات، وكانت تلك الأسطح تسمح للنساء بالانتقال من منزل لآخر بحرية دون أن يراهن أحد. وأظهرت لوحات عديدة استمتاع النسوة بحريتهن كما أبرزتها أعمال رسامين أمثال “بيير فرانسوا يوجين جيرو” و “رودولف إرنست” و “بنيامين كونستان” و “فابيو فابي”.
حمامات النساء
لفت نظر الرحّالة والفنانين استحمام النساء في الحمامات النسائية، وصوروهن في لحظات خاصة مع خادماتهن اللواتي يعتنين بجمال سيداتهن، ويكشفن في ذات الوقت عن مفاتنهن، وأسهب العديد من المستشرقين في استخدام هذه الحيلة وعلى رأسهم الفرنسي جان ليون جيروم في عدد من لوحاته.
وقد سجلت لوحة للفنان الفرنسي فريدريك بازيل بعنوان “الخروج من الحمام”، رسمها عام 1870، من مقتنيات متحف فابر في مدينة مونبيليه الفرنسية، امرأة عارية تساعدها وصيفة سمراء البشرة تجثو على ركبتيها، بينما تقدم لها وصيفة أخرى ثوبا ترتديه وهي تنظر لها بإعجاب.
الزواج وحقوق المرأة في مصر القديمة
كما تحدث العالم الفرنسي إدم فرانسوا جومار في دراسته بعنوان “وصف مدينة القاهرة وقلعة الجبل” الواردة ضمن كتاب “وصف مصر” عن أهمية الحمام بالنسبة للمرأة المصرية قائلا:
“تقضي النساء على الأخص الساعات الممتعة في الحمام، فنحن نعرف أنهن يمضين إليه في كامل ملابسهن وأثمن حليهن، ويتناولن فيه شؤونهن الخاصة، كما يجري فيه الاتفاق على الزيجات”.

مصدر الصورة
Heritage Images

ويقدم إدوارد لين وصفا لعادات المرأة المصرية داخل الحمام قائلا:
“لا تضع نساء الطبقة الدنيا أي غطاء يسترن به أجسادهن العارية ولا حتى منشفة حول أردافهن، وقد ترتدي أخريات منشفة وينتعلن قبقابا عاليا، وأما وسائل الترفيه التي تستمتع بها المصريات في الحمام فقليلة، ويكتفين بحفلات بسيطة يرفهن بها عن أنفسهن…وقد تختار الأم عروسا لابنها من بين الفتيات التي تقع عينها عليهن في الحمام”.
أظهرت تفاصيل تلك اللوحات الاختلافات بشأن لون بشرة المرأة المصرية كما صورها على سبيل المثال الفرنسي جان ليون جيروم، لاسيما لوحات مشاهد من الحمام، ولوحة “إيدوار ديبا-بونسان” عام 1883، وهي من مقتنيات متحف “أغسطين” في مدينة تولوز الفرنسية، وعلينا ألا نغفل افتراض أن العديد من أولئك السيدات اللواتي ظهرن في لوحات القرن ال19 شركسيات، أي من شعوب شمال القوقاز، يتمتعن ببشرة بيضاء ناصعة، وكانت خادماتهن أفريقيات سمراوات البشرة.
في الاحتفالات
قد تعزف النساء على آلات موسيقية، أو يضربن على الدفوف كما في لوحة “إميل برنار” بعنوان “حريم” عام 1894، من مقتنيات المتحف الوطني للفنون الأفريقية في باريس، كما رسم العديد من الفنانين راقصات داخل الحرملك، لاسيما وأن الرقص كان أحد ضروب الترفيه للنساء، ولم يتضح في تلك الأعمال إن كانت النسوة يرقصن لمتعتهن الخاصة أم لتسلية سيداتهن أم هن راقصات محترفات بأجر.
وشاركت المرأة المصرية في الاحتفالات الدينية لاسيما مشاهد مغادرة ووصول “المحمل (كسوة الكعبة)”، أثناء رحلة الحج من مصر، وكانت السيدات حاضرات في الحشد المستقبل للمسافرين العائدين كما نرى في لوحة “لودفيغ دوتش” بعنوان “سير المحمل في القاهرة” 1909، ولوحة “كارل هاغ” بعنوان “حجاج مكة يعودون إلى القاهرة” عام 1894.

مصدر الصورة
Heritage Images

وقلما نشاهد في أعمال الكتاب والفنانين نساء يدخلن مساجد أو يجلسن فيها، وربما كان سبب ذلك تحفظا أبداه الفنانون حيال ذلك كما يقول الرحال والفنان “يوجين فرومنتان”، نقلا عن دراسة لين ثورنتون بعنوان “نساء صورتها لوحات المستشرقين”:
“يجب التعامل مع هؤلاء الناس من المسافة التي يفضلون إظهار أنفسهم فيها، الرجال من مسافة قريبة، والنساء من بعيد، لايجب دخول غرف النوم والمساجد أبدا. وأرى أن وصف مخدع امرأة أو احتفالات دينية عربية يعتبر إهانة أسوأ من الاحتيال، وقد يصل الأمر إلى إبداء وجهة نظر خاطئة بذريعة الفن”.
الغوازي
ارتبط الخيال الأوروبي بالاستغراق في وصف ملذات الشرق، واعتاد الفنانون رسم الراقصات والمحظيات عاريات، أو يرتدين القليل من الثياب، مستلقيات أو مضطجعات، وبأوضاع منتقاة بعناية بهدف إثارة الغرائز.
ويعود هذا التقليد الفني في رسم النساء العاريات إلى فنون عصر النهضة في البندقية، وهو أسلوب اعتمده الفنان تيتيان، على سبيل المثال، في أربعينيات القرن ال16 في مجموعة لوحات بعنوان “فينوس” تبدو فيها الإلهة مستلقية على ذراعها اليسرى بجسد مكشوف للناظرين.
كما ظهرت “الغازيّة (أي الراقصة، والجمع غوازي)” بوضوح شديد في أعمال الرحّالة والفنانين، وهن راقصات شعبيات مصريات احترفن المهنة في الاحتفالات الشعبية، وهي تختلف عن “العالمة (والجمع عوالم)” وهن مغنيات شعبيات، لكن اللفظة التصقت بالراقصات منذ أربعينيات القرن ال19 دون تمييز.
كتب شامبليون رسالة بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول 1828، ضمن رسائل “رحلة مصر” قائلا :
“اقتربنا في التاسعة والنصف من قرية (نادر) حيث جلست بعض النسوة بمحاذاة الشاطيء لبيع الفواكه والتمر والرمان في قُفف… وسرعان ما هرولت النساء والأطفال صوبنا عارضين علينا الأطعمة والمأكولات. ومن بين حشد المتفرجين كان هناك ثلاثة مهرجين تتبعهما راقصتان أو اثنتان من العوالم استضفناهم جميعا على المركب”.
ويضيف شامبليون : “كانت إحداهما فاتنة الوجه رشيقة القوام تمسك بصنج من النحاس بين أصابع يدها. ثم أخذتا تشدوان لمدة نصف ساعة بأشعار عربية على هيئة حوار بين عاشق ومحبوبته. وقد أعجبنا جميعا بتلك الأغاني الشعبية، وأخذ أحمد الرشيدي – مساعد قبطان المركب – بجمع القروش يبللها بلعابه ويلصقها على خدي الراقصتين مع قبلة حارة طويلة. وكان هذا المشهد يبعث البهجة في قلوب المسلمين والأوروبيين.”

مصدر الصورة
Getty Images

كانت الغوازي يعملن أيضا في المقاهي وفي المناسبات الخاصة في القاهرة حتى أصدر محمد علي باشا، والي مصر، قرارا عام 1834 بمنع الدعارة ورقص الفتيات في الأماكن العامة، ونفي الراقصات إلى مدن قنا وإسنا وأسوان، فأصبحن محط جذب السائحين.
ويتحدث إدوارد وليام لين عن الغوازي قائلا:
“ترقص الغوازي سافرات الوجه في الشوارع العامة، فيرفهن حتى عن رعاع القوم، ولا يتسم رقصهن بأدنى لباقة أو أناقة. وهن يبدأن الرقص بشيء من الذوق ولكنهن ما يلبثن أن يحولنه إلى استعراض راقص ويضربن الصناجات ويزدن من خفة الحركات والخطوات”.
وكما هو متوقع لاقت لوحات الراقصات على نحو خاص رواجا ونجاحا كبيرا في أوروبا.
الفلّاحة المصرية
لم يغفل الرحّالة والفنانون تصوير الفلاحة المصرية في أعمالهم كأحد المواضيع المحببة لديهم اعتبارا من منتصف القرن ال19، لاسيما وهي تحمل طفلها على كتفها وتسنده بذراعها حتى لا يقع، وقدم لنا الفرنسي “ليون بونا” نموذجا واضحا لهذا الموضوع في لوحة بعنوان “فلاحة مصرية وطفلها” عام 1870، محفوظة في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك.

مصدر الصورة
DE AGOSTINI PICTURE LIBRARY

كانت حياة العديد من المصريات في تلك الفترة لا تمت بصلة للأفعال العابثة والحياة المدللة لنساء الطبقة العليا، وكان عليهن العمل بجد لتأمين الطعام واللباس لعائلاتهن، بسبب ظروف الحياة الصعبة، وكن يتعلمن في سن مبكرة صناعات يدوية وجلب المياه.
كان منظر الفلاحة المصرية التي تجلب الماء من نهر النيل مفضلا لدى الفنانين، وكانت لوحاتهم لتلك السيدات، بهيئاتهن والأواني اللاتي يحملنها براحات أكفهن المرفوعة إلى أعلى، والجرار الثقيلة فوق رؤوسهن تبرز قدم هذه المهمة.
وتختلف اللوحات التي تصور نساء بلدان شمال أفريقيا وهن يملأن جرار الماء ويحملنها عن تلك الصورة في مصر، إذ كانت وضعية النساء اللواتي يجلسن القرفصاء على ضفاف الأنهار في الأودية الصخرية تختلف تعبيريا عما هو الحال بالنسبة للمصريات.

مصدر الصورة
Print Collector

“المصرية في الأسواق”
صور عشرات الفنانين المرأة في الأسواق المصرية، لاسيما في القاهرة، وهن يتفحصن البضائع ويساومن في السعر، كما اهتم الفنانون برسم البائعات المتجولات عن قرب أثناء بيع البرتقال أو الخبز، وهو الشيء الملاحظ في أعمال الفنانين “ألبرتو روزاتي” و “إميل برنار”، رغم أن تلك النسوة لم يلبسن الحجاب عادة، إلا أن صفات البائعة الشابة تظهر في لوحة النمساوي “ليوبولد كارل مولر” عام 1878 بعنوان “سوق خارج القاهرة”، وهي متوارية خلف “بُرقع” أسود ضيق، الزي التقليدي للعديد من نسوة القاهرة.

مصدر الصورة
DEA / ICAS94

كما أسهب الرحّالة والفنانون في وصف المرأة في أسواق العبيد التي كانت تتركز في مدينتي القاهرة والإسكندرية، إذ وصف الفنان “ديفيد روبرتس” سوق الإسكندرية عام 1838، عندما شاهد فتاة سمراء البشرة تجلس القرفصاء تحت أشعة الشمس الحارقة بقوله “مشهد مقزز”، غير أن الفنان “وليام جيمس مولر” الذي زار مصر في نفس السنة اعترف بأنه كان مفتونا بالسوق التي رآها في القاهرة.
أسرار جعلت من أوبرا عايدة أيقونة عالمية
ومثلت لوحات الجواري “العاريات” اللواتي يقعن في الأسر كشخصيات ضعيفة ذليلة، فرصة لبعض الفنانين لرسم لوحات تجذب أنظار الجمهور الأوروبي، لاسيما وأن المجتمع الأوروبي في ذلك الوقت كانت تسيطر عليه فكرة هيمنة الرجل قبل انطلاق حركات تحرير المرأة.

مصدر الصورة
adoc/Getty Images

وعندما تورطت دول أوروبية في تجارة الرقيق المربحة، كانت هذه اللوحات وما تظهره من وحشية العبودية أفضل سلاح استخدمه دعاة إلغاء الرق في معركتهم لسن قوانين إصلاحية تجرّم هذه الممارسات.
مما لاشك فيه أن الاستشراق الغربي بلغ ذروة نشاطه الفني في القرن ال19 حتى القرن 20، واستطاع الرحّالة والفنانون على حد سواء تقديم صورة بالغة البراعة والجمال للمرأة المصرية، مزجت الخيال بالواقع، والإغراء بالاحتشام، واللهو بالجدية، على نحو دفع إلى إنشاء مراسم أوروبية متخصصة لرسم لوحات فنانين برعوا في وصف ملامح الشرق دون أن تطأ أقدامهم بلدانه.

Continue Reading

أخبار العالم

ما هي الأسباب الرئيسية وراء تفاقم العنف في هايتي؟

Avatar

Published

on

لا تزال هايتي غارقة في دوامة جديدة من أعمال العنف بعد أن سهلت عصابة مدججة بالسلاح عملية هروب جماعي لسجناء مساء يوم السبت، وطالبت باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتحدث بيان حكومي عن اقتحام سجنين خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحدهما في بورت أو برنس، عاصمة البلاد، والآخر في منطقة كروا دي بوكيه المجاورة.

وبناء على ذلك فرضت السلطات حظر تجول ليلي بدأ يوم الأحد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش يوم الإثنين).

وقال سيرج دالكسيس، من لجنة الإنقاذ الدولية، في حديثه لبي بي سي من هايتي، إنه منذ يوم الجمعة، سيطرت العصابات على مراكز الشرطة، كما “قُتل العديد من رجال الشرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

وأدى ذلك إلى تشتيت انتباه السلطات وتسهيل تنفيذ هجوم منسق ومخطط له على السجون.

أطفال فلسطينيون بالقرب من موقع غارة إسرائيلية.

وقال دييغو دارين، الخبير في شؤون هايتي من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي إن الأزمة تفاقمت بعد توحيد العصابات جبهتهم التي كانت متناحرة منذ وقت قريب.

يعاني مواطنو هايتي من أعمال العنف

اضطر العديد من مواطني هايتي إلى ترك منازلهم بسبب أعمال العنف.

وأغلقت المدارس والعديد من الشركات في العاصمة أبوابها يوم الثلاثاء، كما أبلغ عن أعمال نهب في بعض الأحياء.

وقال دارين: “المواطنون في حالة رعب، على الرغم من أن زعيم العصابة جيمي شيريزير دعا المواطنين إلى عدم الخوف عندما رأوا عصابته تحمل أسلحة، وقال إنهم يريدون فقط الإطاحة بالحكومة وعدم إلحاق ضرر بالسكان المدنيين”.

وحاولت مجموعة من أفراد العصابات المدججين بالسلاح، يوم الإثنين، السيطرة على مطار توسان لوفرتور الدولي، الأكبر في البلاد، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود، مما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الداخلية والدولية.

 

ووفقا لمكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 15 ألف شخص من منازلهم منذ عطلة نهاية الأسبوع بسبب أعمال العنف.

وقال رجل من هايتي يدعى نيكولا لوكالة رويترز للأنباء: “أجبرتنا العصابات المسلحة على ترك منازلنا. دمروا بيوتنا ونحن الآن في الشوارع”.

ومنذ أن غادر نيكولا منزله، يعيش الآن في مخيم، ويقول إنه يشعر كما لو كان مثل حيوان.

ولكن كيف انزلقت هايتي إلى هذا المستوى من العنف والفوضى؟

1. فراغ السلطة

صورة لتأبين الرئيس جوفينيل مويس

تغرق هايتي، التي تعد أفقر دولة في الأمريكتين، منذ سنوات في أزمات سياسية واقتصادية وصحية وأمنية حادة كانت بمثابة الوقود لتفاقم العنف.

كما نهضت العصابات طوال تاريخها بدور كبير في المجتمع الهايتي، بيد أن العنف وصل إلى ذروته بعد اغتيال الرئيس، جوفينيل مويس، في السابع من يوليو/تموز 2021.

واغتالت مجموعة من المرتزقة الكولومبيين مويس بالرصاص في منزله بضواحي العاصمة بورت أو برنس.

ولم يُعرف بعد من الجهة التي أمرت باغتياله، رغم أن زوجة الرئيس، مارتين مويس، اتُهمت في أواخر فبراير/شباط الماضي بضلوعها في عملية الاغتيال.

 

والسيدة مويس، التي أصيبت في الهجوم الذي قُتل فيه زوجها، متهمة بـ “التواطؤ والمشاركة في نشاط إجرامي”، وفقا لوثيقة قانونية سربها موقع إخباري في هايتي.

وأتاح فراغ السلطة الناجم عن ذلك فرصة للعصابات للاستيلاء على المزيد من الأراضي وبسط النفوذ.

وتشير التقديرات إلى أن العصابات في هايتي سيطرت على نحو 80 في المائة من مدينة بورت أو برنس في السنوات الماضية.

مارتين مويس (تتحدث إلى ابنها)

وعلى الرغم من عدم وجود رئيس، لم تعقد البلاد انتخابات برلمانية أو عامة منذ عام 2019 ولم يعد هناك مسؤولون منتخبون.

كما يحكم البلاد منذ اغتيال مويس رئيس الوزراء، أرييل هنري، الذي لا يحظى بشعبية.

وقال دارين، من مجموعة الأزمات الدولية، لبي بي سي: “لهذا السبب، تنفذ العصابات، التي كانت متناحرة منذ وقت قريب، هجمات منسقة”.

وأضاف: “وحدوا قواهم وأنشأوا ما يشبه جبهة موحدة لشن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة. إنهم يريدون إثبات قدرتهم على إخضاع الدولة”.

ويقف جيمي شيريزييه، زعيم إحدى أقوى العصابات، وراء أعمال العنف في هايتي.

 

ويعارض شيريزييه رئيس الوزراء هنري منذ البداية، وقال في الأول من مارس/آذار إنه سيواصل القتال “مهما استغرق الأمر”.

ويطالب وحلفاؤه باستقالة هنري، الذي تولى منصبه بعد وفاة مويس دون الدعوة لانتخابات.

وقال شيريزييه في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نطالب الشرطة الوطنية في هايتي والجيش بتحمل مسؤوليتهما واعتقال أرييل هنري. مرة أخرى، السكان ليسوا أعداء لنا، والجماعات المسلحة ليست أعداء لهم”.

وقال دا رين إن العصابات أصبحت السلطة الفعلية على نحو متزايد في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف: “العصابات تغتنم فرصة عدم شعبية حكومة أرييل هنري”.

2. رحلة رئيس الوزراء إلى الخارج

 أرييل هنري رئيس وزراء هايتي

يشغل أرييل هنري منصب رئيس وزراء هايتي منذ عام 2021، ولا يزال منصب الرئيس شاغرا.

يقول محللون إن الجهود المبذولة للإطاحة بهنري هي السبب وراء التصعيد الحالي للعنف.

كما تزامنت بداية هجمات العصابات المنسقة مع وصول رئيس الوزراء إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وكان هنري قد زار كينيا الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاق بشأن نشر قوة شرطة متعددة الجنسيات للمساعدة في مكافحة عنف العصابات الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وتطوعت كينيا العام الماضي بقيادة مثل هذه القوة متعددة الجنسيات، بيد أن المحكمة العليا الكينية أرجأت الخطة.

وقال أحد القضاة إن نشر القوات يعد غير قانوني، لأن مجلس الأمن الكيني يفتقر إلى السلطة القانونية لإرسال الشرطة خارج كينيا.

وقال إيكورو أوكوت، المحامي الدستوري وأحد مقدمي الطعن الذي رُفع أمام المحكمة الكينية، على موقع إكس إن توقيع الاتفاق بين رئيس وزراء هايتي والرئيس الكيني ويليام روتو يعد مضللا.

العنف في هايتي

وأضاف: “وقّع رئيسنا ويليام روتو، على ما يبدو، الأسبوع الجاري اتفاقا مضللا مع رئيس وزراء هايتي الماكر أرييل هنري، لنشر ألف رجل شرطة في هايتي لفرض القانون والنظام”.

وقال: “الأميركيون والفرنسيون والكنديون والبرازيليون الذين لديهم قوات أقوى كانوا هناك من قبل. واجهوا الصعاب. لذا، ما هو السحر الذي ستفعله كينيا في هايتي عندما لا نستطيع التعامل مع لصوص الماشية في شمال كينيا؟”

وفي هايتي تفاوتت ردود الفعل بشأن نشر القوات المحتمل من جانب أشخاص عانوا من العصابات.

وقال لوران أووموريمي، المدير الوطني لمنظمة ميرسي كوربس وهي منظمة إنسانية دولية، لبي بي سي إن المهمة قادرة على تسهيل الوصول إلى البنية التحتية العامة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

 

بيد أنه أضاف أن بعض أفراد المجتمع يزعمون أن هايتي لا تحتاج إلى تدخل خارجي وأنهم يعتبرون الخطة بمثابة إهدار للمال والوقت.

ولم يُعرف مكان وجود هنري منذ يوم الجمعة الماضي، حتى أُعلن عن وصوله إلى بورتوريكو يوم الثلاثاء.

وأكد مكتب حاكم بورتوريكو أن هنري وصل إلى العاصمة سان خوان قادما من الولايات المتحدة، نظرا لإغلاق مطار بورت أو برنس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سلطات جمهورية الدومينيكان، التي تشترك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، لم تسمح بهبوط الطائرة على أراضيها لأن الرحلة لم تكن مقررة ولأنها أوقفت جميع الرحلات الجوية مع هايتي.

3. تفوق على قوات الأمن

أعمال العنف في هايتي

أسفر الهجوم على أكبر سجنين في هايتي عن إطلاق سراح نحو 4700 سجين.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبواب السجن كانت لا تزال مفتوحة يوم الأحد ولم يكن هناك أي أثر لرجال الشرطة.

وأضافت رويترز أن جثث ثلاثة سجناء حاولوا الفرار وُجدت في فناء واحد.

وقال مسؤولو السجن إن نحو 100 سجين فقط ظلوا في زنازينهم في السجن الوطني.

وكان من بين الذين بقوا 17 جنديا كولومبيا سابقا يشتبه بضلوعهم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس مويس.

وقال المحللون إن الأحداث الأخيرة في هايتي لا تدع مجالا للشك في أن العصابات أصبحت أقوى بشكل متزايد من قوات الأمن الحكومية.

وتشير أرقام عام 2023 إلى أن عدد قوات الشرطة الوطنية في هايتي يبلغ 9 آلاف شرطي فقط في الخدمة الفعلية في بلد يبلغ تعداد سكانه 11.5 مليون نسمة.

كما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن البلاد بحاجة إلى نحو 26 ألف شرطي.

وفي ذات الوقت يتحدث تقرير صادر من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يوجد حاليا نحو 200 عصابة في هايتي، 95 منها تتمركز في العاصمة بورت أو برنس.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبي بي سي إنه من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، كان على موظفيها التفاوض مع مئات من أفراد العصابات.

وتضيف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أن الوضع الأمني في هايتي دفع منظمات الإغاثة إلى وقف نشاطها في البلاد.

Continue Reading

أخبار مباشرة

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري

Avatar

Published

on

بناء على طلب غبطة البطريرك الراعي، ستقرع اجراس الكنائس والاديار فرحا ، يوم الاحد 17 الجاري عند الساعة الواحدة ، وذلك لقبول قداسة البابا فرنسيس اعلان البطريرك اسطفان الدويهي(1630-1704) طوباويا….صلاته معنا…
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة على درب القداسة؟

بتوقيع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الملف الملحق لدعوى تطويب #البطريرك اسطفان الدويهي، لرفعه الى مجمع القديسي في روما للاطلاع عليه، تكون كل المعطيات الطبية والعلمية قد وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء التي حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من مرض السرطان.
ومع وصول الملف الجدّي الى روما، سيتم تحديد موعد لانعقاد مجمع القديسين لدراسة ما في الملف من اثباتات علمية حول الشفاء، على أن يتّخذ القرار بطوباوية البطريرك الدويهي من البابا فرنسيس في حال سارت كلّ الأمور بالاتجاه الصحيح.
Follow us on Twitter
فمَن هو البطريرك اسطفان الدويهي السائر بخطى ثابتة وأكيدة على درب القداسة؟

ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.

8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.

في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين، وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.

فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.

متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.

كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.

اسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.

تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.

دافع عن إيمانه وشُهد له أينما كان. رجاؤه وايمانه وحبّه لله كانت نبراساً له ونوراً لسبيله.

أهم مؤلفاته
منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

والآن، يُكثر المؤمنون الصلوات والابتهالات ليسدد الروح القدس خطى مجمع القديسين ويرفع المكرم الدويهي الى الطوباوية.

Continue Reading

أخبار الشرق الأوسط

ترامب عن هجوم الأردن: نحن على حافة الحرب العالمية الثالثة!

Avatar

Published

on

أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بيانا دان فيه الهجوم بطائرة مسيرة والذي استهدف قاعدة أميركية وأسفر عن مقتل 3 عناصر من القوات الأميركية وإصابة آخرين.

Follow us on Twitter

وقال ترامب في بيان: “إن الهجوم بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية أميركية في الأردن، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة عدد أكبر، يمثل يومًا فظيعًا لأميركا.”

وأضاف: “أتوج بأعمق التعازي إلى عائلات الجنود الشجعان الذين فقدناهم.”

وحمل ترامب سياسية منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن مسؤولية الهجوم بالقول: “إن هذا الهجوم السافر على الولايات المتحدة هو نتيجة مروعة ومأساوية أخرى لضعف جو بايدن واستسلامه.”

وتابع البيان: “قبل ثلاث سنوات، كانت إيران ضعيفة، ومفلسة، وتحت السيطرة الكاملة. وبفضل سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها، بالكاد يستطيع النظام الإيراني جمع دولارين لتمويل وكلائه الإرهابيين.”

واستطرد بيان ترامب بالقول: “ثم جاء جو بايدن وأعطى إيران مليارات الدولارات، والتي استخدمها النظام لنشر سفك الدماء والمذابح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.”

ولفت ترامب إلى أن مثل هذا الهجوم ما كان ليحدث لو كانت رئيسا، مضيفا “تمامًا مثل هجوم حماس المدعوم من إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدًا، والحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث أبدًا، وسيكون لدينا الآن سلام في جميع أنحاء العالم.”

وأكد بيان الرئيس الأميركي السابق أن العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة.

“إن هذا اليوم الرهيب هو دليل آخر على أننا بحاجة إلى عودة فورية إلى السلام من خلال القوة، حتى لا يكون هناك المزيد من الفوضى، ولا مزيد من الدمار، ولا مزيد من الخسائر في الأرواح الأميركية الثمينة.

وختم البيان بالقول: “لا يمكن لبلدنا البقاء على قيد الحياة مع جو بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة”.

سكاي نيوز

Continue Reading