Connect with us

لبنان

خلفيات وأهداف «التركيز الأميركي» على لبنان

 لم يشهد لبنان هذا التدفق لمسؤولين أميركيين منذ سنوات، وهذا المستوى من الاهتمام وبهذه الوتيرة المكثفة. عشية ولادة الحكومة جاء مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل الى بيروت منتصف يناير الماضي وبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ثلاثة مواضيع أساسية: الاستراتيجية الأميركية لتقويض دور إيران الإقليمي ومنعها من البقاء في سورية، ودور ونشاط حزب الله في…

Avatar

Published

on

 لم يشهد لبنان هذا التدفق لمسؤولين أميركيين منذ سنوات، وهذا المستوى من الاهتمام وبهذه الوتيرة المكثفة. عشية ولادة الحكومة جاء مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل الى بيروت منتصف يناير الماضي وبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ثلاثة مواضيع أساسية: الاستراتيجية الأميركية لتقويض دور إيران الإقليمي ومنعها من البقاء في سورية، ودور ونشاط حزب الله في لبنان، ونوعية الحكومة الجديدة التي تريد واشنطن أن تكون متوازنة ولا تريدها أن تكون حكومة حزب الله. بعد أيام، جاء قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل على وقع توتر في سورية بسبب الغارات الإسرائيلية على أهداف إيرانية، وتوتر على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية بسبب موضوع الأنفاق الحدودية التي ادعت إسرائيل اكتشافها. لم يمض وقت كثير حتى وصل مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي حاملا معه جملة تحذيرات وضغوط على المسؤولين والقوى في لبنان تتعلق بأنشطة حزب الله ووضع مؤسسات بارزة مثل المطار والمصارف، وبحركة الأموال غير النظيفة ومنع عبورها عبر النظام المصرفي اللبناني ومحاصرة المجموعات الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها، كما وصل وفد أمني رفيع المستوى من الاستخبارات الأميركية ضم خبراء في مكافحة الإرهاب وضباطا متخصصين بالاستخبارات العسكرية للتأكيد على جدية التحرك الأميركي في هذه المرحلة. بعد إعلان الحكومة، وفي سياق المواكبة الأميركية للملف اللبناني، برزت زيارة السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد الى السرايا الحكومي مع وفد رفيع المستوى من طاقم وأركان السفارة. لم تكن فقط زيارة تهنئة بروتوكولية، وإنما كانت زيارة سياسية حملت رسالة من التحذيرات والنصائح، وأكدت الدعم المقرون بتحديد الأسس والشروط. قبل يومين جاء نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت، حيث التقى مسؤولين وقيادات سياسية، وهدفت زيارته الى أمرين أساسين: الأول هو التحضير والتمهيد لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في أول زيارة لوزير خارجية أميركي الى لبنان في عهد دونالد ترامب ستتم في نطاق جولة ثانية له في المنطقة، والثاني هو إشعار الحكومة الجديدة أنها تحت المراقبة الأميركية، والتأكيد على المسؤولين اللبنانيين ضرورة التكيف مع السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة. حول زيارة ساترفيلد يمكن تسجيل الملاحظات التالية: 1 ـ هذه الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية مهمة نتيجة تصاعد حملة الضغوط التي تقودها واشنطن على إيران، انطلاقا من مؤتمر وارسو وتحت عنوان إخراج إيران عسكريا من سورية واحتواء دورها ونفوذها الإقليمي، بما يطول دور حزب الله المتنامي في المنطقة وداخل لبنان وعلى مستوى الحكومة وقرارها. 2 ـ ساترفيلد استهل زيارته بلقاء خاص ومميز مع القوات اللبنانية (وزراء القوات ومسؤولي ملف العلاقة الأميركية) بحضور السفيرين البريطاني والأميركي. فقد درج المسؤولون الأميركيون، وخصوصا مسؤولي وزارة الخارجية، أن يستهلوا زياراتهم بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ولكن هذا «التقليد» يجري خرقه الآن، ليس فقط لأن جنبلاط لم يعد في الموقع السياسي المؤثر على مجريات الوضع وعلى المعادلة السياسية، وإنما لأن القوات هي التي تقدمت الى دور سياسي قيادي على مستوى الفريق السياسي الحليف لأميركا، وهي القوة المسيحية واللبنانية الأبرز التي تتماهى مع السياسة الأميركية في لبنان وتحافظ على تحالف مع واشنطن الى درجة أنها القوة السياسية الوحيدة التي لا علاقات لها مع روسيا ولا زيارات. كان من اللافت أن يبدأ ساترفيلد زيارته بلقاء مع القوات اللبنانية، ليس فقط للتعرف الى وزراء القوات الجدد، وإنما للقول من خلال هذا اللقاء ان الولايات المتحدة تنظر الى القوات كونها قوة أساسية في لبنان في تأمين التوازن الوطني المطلوب، وتشكيل الضمانة على المستوى السيادي داخل الحكومة، إضافة الى أنها تشكل قوة إصلاحية أساسية يمكن الاتكاء عليها لأجل بناء دولة حديثة في مرحلة عنوانها إعادة بناء الدولة اللبنانية. ولذلك، كان حرص من ساترفيلد على لقاء وزراء القوات للإطلاع على المشاريع التي تفكر فيها والتحديات الاقتصادية، وكيفية مقاربتها لسياسة النأي بالنفس الإقليمية ولملف النازحين السوريين. 3 ـ حصر ساترفيلد لقاءاته مع فريق من لون سياسي معين كان يسمى سابقا «فريق 14 آذار»: القوات اللبنانية، وليد جنبلاط، سامي الجميل. أما لقاؤه مع الوزير جبران باسيل، فكان بصفته وزيرا للخارجية وممثلا للرئيس ميشال عون، مع الإشارة هنا الى تحسن في أجواء العلاقة السياسية والشخصية بين باسيل ومسؤولي الخارجية الأميركية، وفي النظرة الأميركية الى باسيل و«ديناميته وواقعيته»، والتي عبر عنها ديفيد هيل في زيارته الأخيرة في مجلس خاص من خلال العشاء الذي أقامه النائب ميشال معوض في منزله. 4 ـ المحادثات التي أجراها ساترفيلد في بيروت توزعت على المحاور والملفات التالية: ٭ الإصلاحات وضرورة الإسراع فيها للحصول على مساعدات، مع التركيز على الوضعين المالي والاقتصادي وأهمية حسن إدارة المال العام. ٭ وجود حزب الله ودوره في الحكومة، لجهة التزام الحكومة حدودا مقبولة من التوازن وعدم انجرافها لمصلحة الحزب وإيران، ولجهة قدرة المسؤولين على مقاومة ضغوط حزب الله وخياراته السياسية. ٭ ملف مكافحة الفساد الذي يعصف بالدولة اللبنانية وإمكانية أن يتيح لحزب الله فرصة الخرق والنفاذ الى تحقيق غاياته. ٭ موضوع النازحين انطلاقا من أن واشنطن ليست مع المبادرة الروسية وليست مع عودة النازحين قبل الحل السياسي وإعادة الإعمار، وإن أبدت تفهما للإلحاح اللبناني على عودة آمنة وطوعية. ٭ ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والنقاط المتنازع عليها، وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة. 5 ـ الانطباعات التي خرج بها مسؤولون وسياسيون بعد لقاءاتهم مع ساترفيلد تلخص في هذه النقاط: ـ زيارة ساترفيلد مرتبطة مباشرة بجولة بومبيو في المنطقة التي تمت على مرحلتين حاملا معه الملف الإيراني واستراتيجية تقويض دور إيران الإقليمي الذي يساهم في تقويض استقرار المنطقة. ـ الزيارة لا تغير شيئا في ميزان القوى الداخلي وقواعد اللعبة، لكنها شددت على أمرين: ٭ الأول: أنه ليس مطلوبا من حلفاء أميركا في لبنان مواجهة حزب الله، إنما المهم عدم الإذعان لحزب الله وعدم الاستسلام له وتسليمه الدولة والبلد. ولذلك، فإن ساترفيلد شدد على أن لا تكون الحكومة الجديدة «حكومة حزب الله» من دون أن يعير أهمية لوجود الحزب في الحكومة، فإذا كانت الحكومة ستشكل بشروط الحزب، وإذا كان سيعطى قدرة التحكم بقرارها، فمن الأفضل الاستمرار مع الحكومة القائمة وتفعيل حكومة تصريف الأعمال. ٭ الثاني: أن الأمور لم تنته لا في المنطقة ولا في سورية، بل هي مفتوحة على تطورات ومفاجآت هذا العام. والرهان الأساسي هو على متاعب جدية سيواجهها النظام الإيراني بسبب العقوبات الأميركية التي سيكون لها مفعول سلبي وقوي. هذه المتاعب هي بالدرجة الأولى اقتصادية ومالية، وستؤدي الى قيام احتجاجات وتظاهرات شعبية تدفع إما الى تغييرات في بنية النظام وسلوكه، وإما الى عودة إيران مرغمة الى طاولة المفاوضات لاتفاق جديد مع الأميركيين. ـ الرؤية أو الرسالة الإقليمية التي حملها ساترفيلد تفيد بالآتي: ٭ الانسحاب الأميركي من سورية لا يعني انسحابا من المنطقة. – الانسحاب ليس انتصارا لإيران ولن يكون، وأميركا ستعمل على إخراج إيران من سورية. – العقوبات على إيران بدأت تؤتي ثمارها ومفاعيلها تظهر ابتداء من الصيف المقبل، والعقوبات الى مزيد من التشدد والتضييق. – أميركا في صدد بناء تحالف دولي إقليمي (عربي) ضد إيران. – أميركا لن تسمح لحزب الله بالسيطرة على لبنان وعلى الدولة اللبنانية. ـ تمثيل حزب الله في الحكومة شأن لبناني ولا اعتراض عليه، ولكن لا لـ «حكومة حزب الله» ويكون الحزب متحكما بها ومسيطرا عليها. ٭ محادثات ساترفيلد عكست وجود تحفظات على انطلاقة الحكومة جرى التعبير عنها بتساؤلات واستفسارات طالت: زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بيروت، زيارة الوزير صالح الغريب الى سورية والسجال الحكومي الذي دار على إثرها، المواقف الصادرة عن وزير الدفاع إلياس بوصعب في ميونيخ.. وكلها خطوات مقلقة بالنسبة لواشنطن ويخشى أن تكون مندرجة في سياق خطوات أكبر قد يفكر حزب الله في الذهاب إليها أو تطويرها على نحو يؤدي الى فرض وقائع لبنانية جديدة والى تجاوز خطوط حمر. ويضاف الى ذلك، نفوذ روسيا المتنامي في لبنان، حيث يبدو أن هذا التطور يزعج واشنطن إذا كان النفوذ الإيراني يقلقها. 6 ـ الزيارات الأميركية التي تتوجها زيارة مايك بومبيو بعد أسبوع، تتم في وقت يسلك لبنان وجهة روسيا وتكتمل التحضيرات لزيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو، وهي أول زيارة الى روسيا ودولة أوروبية منذ وصوله الى سدة الرئاسة. هذه الزيارة التي ساهم في ترتيبها وإعدادها النائب السابق أمل بوزيد، مسؤول ملف العلاقات الرئاسية مع موسكو، والتي تتم تلبية لدعوة رسمية، سيكون جدول أعمالها حافلا. وإضافة الى العلاقات الثنائية والملفات الاقتصادية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سيتم التركيز على ملف النازحين السوريين نظرا للدور الاستثنائي الذي تضطلع به روسيا في هذا الملف الذي يوليه الرئيس عون عناية خاصة، وهو ماض في معركة إعادتهم حتى النهاية. وكان لبنان أول دولة معنية بالنزوح أيدت المبادرة الروسية لإعادة النازحين وسمت ممثليها في اللجنة الخاصة اللبنانيةـ الروسية المشتركة التي مازالت تنتظر عوامل عدة لانطلاق العمل بها.

Continue Reading

أخبار مباشرة

“كرول” و”أوبتيموم”: 8 مليارات دولار عمولات ذهبت إلى مصرف لبنان… ولا نعرف عنها شيئاً!

Avatar

Published

on

شبهات حول 45 صفقة بسندات الخزينة وشهادات الإيداع
تسرَّب خلال الأيام القليلة الماضية الى جهات إعلامية واستقصائية وقضائية أوروبية تقرير أعدته شركة «كرول» للتدقيق الجنائي في عمليات جرت بين مصرف لبنان وشركة «أوبتيموم أنفست». وكانت معلومات سرت سابقاً عن شبهات في العلاقة بين الطرفين الى أن انتشر تقرير «ألفاريز أند مارسال» في آب الماضي، وورد فيه ذكر عمليتين مشبوهتين بعمولات لا تذكر من حيث قيمتها الزهيدة، ورغم ذلك علت أصوات تندّد بالعلاقة المشبوهة والمطالبة بضرورة التوسع في التدقيق. فأعلنت شركة «أوبتيموم» أنها ولدحض الاشاعات، تعاقدت مع شركة «كرول اسوشيتس ليميتد»، المعروفة عالمياً والمتخصصة بدراسة المخاطر المالية، لإجراء تدقيق جنائي شامل.
Follow us on twitter
وبالفعل، أجرت «كرول» تحليلاً يغطي الفترة من 2014 الى 2022 لفهم علاقة «أوبتيموم» بمصرف لبنان بما في ذلك عمليات إعادة الشراء (repos)، لكن الرياح هبت بما لا تشتهي السفن، إذ اطلعت «نداء الوطن» على بعض المعطيات اللافتة جداً من التقرير، وهي كالآتي:

أولاً- هناك 45 عملية، وليس اثنتان، كما ذكر تقرير شركة «ألفاريز أند مارسال» التي اعترفت أنّ مصرف لبنان لم يزوّدها كل المعلومات التي طلبتها.

ثانياً- هذه العمليات أو الصفقات كانت تتم اتفاقياتها بتوقيعين: رياض سلامة عن مصرف لبنان وانطوان سلامة عن «أوبتيموم».

ثالثاً- برّر المستشار القانوني لمصرف لبنان بيار كنعان تلك الاتفاقيات، وفقاً للمادة 102 من قانون النقد والتسليف.

رابعاً- شمل التدقيق عمليات حصلت بين 2015 و2018، وتبيّن أنّ هناك عمولات تذهب الى أطراف ثالثة (حساب خاص؟) تزعم «أوبتيموم» أنها لا تعرف عنها شيئاً، ليجدر توجيه السؤال الى رياض سلامة.

خامساً- حصلت العمليات حرفياً بناءً على تعليمات مباشرة من مصرف لبنان (وفق الاتفاقيات)، ليظهر كأنه «اللاعب» الأوحد.

سادساً- كان مصرف لبنان يمنح خطوط ائتمان للشركة لشراء أوراق وأدوات مالية ( سندات خزينة وشهادات إيداع…) ثم يعود ليشتريها منها لاحقاً بأسعار مختلفة. خطوط الائتمان تلك مبرّرة بالمادة 102 من قانون النقد والتسليف، كما ورد أعلاه، التي تنص على «أنه يمكن لمصرف لبنان أن يمنح قروضاً قابلة للتجديد في حالات الضرورة لمرة واحدة، على أن تكون مكفولة بسندات تجارية لا تتجاوز مدة استحقاقها السنة».

سابعاً- راوحت نسبة العمولات (نتيجة الفروقات أو العلاوات السعرية) بين 25% و239%، والمتوسط العام لإجمالي العمولات هو 100%.

ثامناً- بلغ اجمالي خطوط الائتمان نحو 13 تريليون ليرة (بسعر 1500 ليرة للدولار) أي نحو 8.6 مليارات دولار، أما العمولات فبلغت نحو 12 تريليون ليرة (8 مليارات دولار)!

تاسعاً- هناك شبهات أو أسئلة حول عمليات صورية أو وهمية، مع أسئلة أخرى عن جهات تعاملت معها «أوبتيموم» ولا سيما المصارف اللبنانية. علماً أنّ التقرير الخاص بعلاقات «أوبتيموم» بالمصارف هو ملف مستقل لا يقل خطورة عن ملف علاقة الشركة بالبنك المركزي، وستظهر تفاصيله التدقيقية قريباً.

عاشراً- هل صحيح أنّ حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري سلم الجهات القضائية المحلية كامل المعلومات عن تلك العمليات، كما سبق وأعلن؟ هذا ما سيظهره تقاطع المعلومات التي وردت في تقرير «كرول» مع ما سلّمه منصوري للقضاء… وقد تظهر مفاجآت.

مصادر أخرى شددت مجدداً على أهمية إعادة التحقيق مع رياض سلامة في هذا الملف تحديداً، لأنّ ما فيه يشي بأنه أخطر من ملف شركة «فوري» التي تدور حولها شبهات عمولات بنحو 330 مليون دولار، فيما نحن الآن أمام 8 مليارات!

ويذكر أنّ مصرف لبنان في أواخر 2016 كفّ يد هيئة الأسواق المالية عن التدقيق في عملياته مع شركة «أوبتيموم» بعد تقارير للهيئة وضعت اليد على شبهات لا لبس فيها… لكن لا شيء يبقى سراً الى الأبد، والآتي أعظم!

 

نداء الوطن – منير يونس

Continue Reading

أخبار مباشرة

رميش في حِمى الجيش بعدما رفضت زجّها في “المُشاغلة”

Avatar

Published

on

“حزب الله” في مرمى الغارات الإسرائيلية من سوريا إلى لبنان

وسط تصاعد المواجهات بين إسرائيل و»حزب الله»، اختار الأخير أمس بلدة رميش الجنوبية الحدودية كي يضمها الى جبهة «المُشاغلة». وكأنه لم يُكتفَ من الأضرار التي لحقت بالجنوب منذ 8 تشرين الأول، فجرى توسيع الخسائر لتشمل رميش التي لا يزال يقطنها نحو 6 آلاف من سكانها متمسكين بالبقاء فيها. غير أنّ رفض الأهالي توريط بلدتهم في أتون الخراب أدّى الى تدخل الجيش للحفاظ على أمن البلدة. وعلمت «نداء الوطن» أنّ تدخل الجيش تمّ التطرّق اليه في مجلس الأمن المركزي الذي كان مجتمعاً وقت الحادث برئاسة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.
Follow us on Twitter

وروى رئيس بلدية رميش ميلاد العلم وقائع ما حصل، فقال إنّ مجموعة حزبية وصلت في سيّارتَين الى البلدة صباح أمس، بهدف إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل من داخل حيّ سكني، فاعترضها أحد السكان.

وأوضح «أنّ المشكلة هي في عمليّة إطلاق الصّواريخ من داخل الأحياء السّكنيّة، بينما ليس هناك من مشكلة في حصول ذلك من «المشاعات»، مؤكّداً «أنّنا أكثر النّاس ضدّ العدو الصّهيوني».

وفي حين تمنّى العلم أن تكون الرّسالة قد وصلت، أشار إلى أنّه لم يتمّ التّواصل معهم إلّا من قبل الجيش اللبناني، حيث حضرت دوريّة إلى المكان بعد الإبلاغ عن الحادث.

ويروي أحد سكان رميش أنه قرابة التاسعة صباحاً تنبّه أهالي أحد أحياء رميش المأهول بالسكان، إلى وجود حركة غريبة لسيارتين مدنيتين زجاجهما داكن ومن دون لوحات تجولان في أحيائه، وتحديداً قرب ثانوية رميش الرسمية ومبنى «الندوة الثقافية». فاقترب من إحداهما أحد الأشخاص ( ف.م). وتبيّن له أن ثمة عناصر تعمل على وضع منصة صواريخ «كورنيت» في هذه النقطة السكنية، فحصل تلاسن مع العناصر وفضّل الإنسحاب، إلا أنه أبلغهم أنه سيتوجه إلى البلدة لإبلاغ الأهالي.

وفعلاً انتقل هذا المواطن على الفور الى كنيسة البلدة وباشر قرع الجرس ما أدى الى تقاطر الناس لتبيان الأمر.

وسارع بعض الأهالي الى إستدعاء الجيش اللبناني، فحضرت دورية لمتابعة الوضع. كما أقدم بعض الأهالي على إقفال طرق فرعية بين رميش وعيتا الشعب المجاورة، بالسواتر الترابية، في محاولة لمنع المسلحين من إستخدام أراضي البلدة منصة للقصف.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول عناصر من «حزب الله» وفصائل موالية له التسلل إلى بلدة رميش الحدودية بهدف تثبيت منصات صواريخ «الكاتيوشا» وسواها في أراضٍ زراعية وأحراج الصنوبر وتوجيهها نحو الداخل الإسرائيلي.

ويذكر أنّ أهالي رميش التي تقطنها حوالى 1200 عائلة، كانت تستعد لإحياء رتبة جناز المسيح في الجمعة العظيمة والإحتفال بيوم القيامة أحد الفصح. وكان أطفال رميش ودبل وعين إبل مشوا في زياح الشعانين الأحد الفائت.

وكتبت كتلة «تجدد» النيابية على حسابها على منصة «إكس»: تعريض المدنيين غصباً عنهم في القرى والبلدات الجنوبية لخطر الهجمات الإسرائيلية مرفوض. ندين ما حصل في رميش حيث حاول «حزب الله» إطلاق الصواريخ من جوار البلدة، ونطالب الحكومة بتكليف الجيش وقوات الطوارئ الدولية الحفاظ على أمن اللبنانيين وحياتهم، ونعيد المطالبة بتطبيق القرار 1701 تفادياً لتعريض لبنان لخطر الحرب».

كما كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب الياس اسطفان على منصة «إكس»: «رميش صرخت باسم لبنان السيّد الحرّ المستقل».

وفي التطورات الميدانية أيضاً، قُتل شخصان وأُصيب ثالث في ضربة إسرائيلية استهدفت مساء أمس منطقة بعلبك، وذلك بعدما استهدفت غارة منفصلة منطقة الهرمل على بعد نحو 130 كيلومتراً من الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

وقال مصدر في «حزب الله» لم يشأ كشف هويته لـ»وكالة فرانس برس» إن القتيلَين ينتميان إلى «الحزب».

وفي وقت سابق، استهدفت ضربة إسرائيلية وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل.

وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في منشور على منصة «إكس» إلى أنّ السلطات المحلية «لم تبلّغ عن وقوع إصابات جراء الغارة الإسرائيلية».

وأعلن «حزب الله» في وقت لاحق استهداف «ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل بأكثر من 50 صاروخ «كاتيوشا».

وفي سياق متصل، قتل ما لا يقّل عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران ومدني في ضربات جوية ليلية استهدفت مواقعهم في منطقة دير الزور بشرق سوريا، على ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأعلنت السفارة الإيرانية لدى سوريا في منشور على منصة «إكس» مقتل أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما حمّلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية «الكيان الصهيوني» مسؤولية الهجوم الذي قضى فيه «بهروز وحيدي في دير الزور».

وأوضح المرصد أنّ «الضربات الجوية جرت بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور العسكري» مساء الإثنين. وترددت معلومات أنّ الطائرة كانت تنقل ذخائر لـ»حزب الله».

وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس قبل اجتماعه بنظيره الأميركي لويد أوستن في البنتاغون: «نواجه تهديداً وعدواناً غير مسبوقين من»حزب الله» على الجبهة الشمالية، وسنبحث ذلك مع اوستن، فالأمر لم يعد مقبولاً». وعلّق غالانت على إقرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، قائلاً: «وقف الحرب في غزة قد يقرّب حرباً على الجبهة الشمالية مع «حزب الله».

وعلى صعيد آخر، يتحدث الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله مساء الجمعة المقبل في إطار إحياء الليلة الأولى من ليالي القدر.

نداء الوطن

Continue Reading

أخبار مباشرة

بالفيديو : سبعة قتلى بغارة إسرائيلية على الهبارية في جنوب لبنان

Avatar

Published

on

 أعلنت “الجماعة الإسلامية” أنّ غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر الأربعاء مركزاً إسعافياً في قرية الهبّارية في جنوب لبنان ممّا أسفر عن سقوط سبعة قتلى.

وقال مصدر في الجماعة الإسلامية إنّ “سبعة مسعفين” قتلوا في الغارة التي استهدفت مركزاً إسعافياً في الهبّارية تديره “جمعية الإسعاف اللبنانية” التابعة للجماعة.

وقالت “جمعية الإسعاف اللبنانية” التابعة للجماعة الإسلامية في بيان إنّ الغارة استهدفت مبنى في الهبارية يستخدمه جهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها.

وأوضحت أنّ جهاز الطوارئ والإغاثة يستخدم هذا المبنى مركزاً إسعافياً.

وأضاف البيان: “نعتبر أنّ هذا الاستهداف هو جريمة نكراء بكل المعايير وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية ونحمّل الجهة المنفّذة لهذه الجريمة النكراء كامل المسؤولية”.

من جهته، قال مسؤول آخر في الجماعة الإسلامية طالباً بدوره عدم نشر اسمه إنّ أكثر من عشرة مسعفين كانوا في المركز الإسعافي لحظة استهدافه، مشيراً إلى أنّه تمّ انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

والقتلى هم: براء ابو قيس، محمد رغيد حمود، عبد الله شريف عطوي، التوأمان حسين وأحمد قاسم الشعار، عبد الرحمن عطوي وفاروق جمال عطوي.

في السياق، أشار الجيش الإسرائيلي الى أنه استهدف مبنى عسكريًّا تابعاً للجماعة الإسلامية بالهبارية جنوب لبنان.

واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي بأن الطيران الحربي الاسرائيلي أغار الليلة الماضية على مبنى عسكري في منطقة الهباربة في جنوب لبنان، زاعما انه “تم القضاء داخل المبنى على قيادي مركزي ينتمي إلى تنظيم الجماعة الاسلامية الذي كان ايضاً ضالعاً في الماضي في تنفيذ هجمات بمسارات مختلفة نحو الأراضي الاسرائيلية حيث قتل معه عدد من المسلحين الذين تواجدوا معه في المبنى”.

 

نداء الوطن

Continue Reading
error: Content is protected !!